قناة شمس خلف السحاب


Channel's geo and language: not specified, not specified
Category: not specified


قناة لنشر الدروس الدينية

Related channels

Channel's geo and language
not specified, not specified
Category
not specified
Statistics
Posts filter


ما في توصية مولانا الإمام الحسين عليه السلام لابن عبّاس : ـ

« لا تتكلّمنَّ فيما لا يعنيك فإنّي أخاف عليك الوزر.

ولا تتكلّمنّ فيما يعنيك حتّى ترى للكلام موضعاً ، فرُبّ متكلّمٍ قد تكلّم بالحقّ فعيب.

ولا تمارينَّ حليماً ولا سفيهاً ، فإنّ الحليم يقليك ، والسفيه يؤذيك.

ولا تقولنّ في أخيك المؤمن إذا توارىٰ عنك إلّا ما تحبّ أن يقول فيك إذا تواريت عنه.

واعمل عمل رجلٍ يعلم أنّه مأخوذٌ بالإجرام ، مجزى بالإحسان ، والسلام » ).

٦ ـ ما في وصيّة مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام لبعض بنيه : ـ

« يا بُني اُنظر خمسةٌ فلا تصاحبهم ، ولا تحادثهم ، ولا ترافقهم في طريق.

فقال : يا أبه مَن هم ؟

قال عليه السلام : ـ إيّاك ومصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السراب يقرِّب لك البعيد ، ويبعّد لك القريب .

وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنّه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك.

وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه.

وإيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك.

وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله » 


الأوّل : ما هي الأخلاق ؟

الثاني : ما هي أخلاق أهل البيت عليهم السلام في كتاب الله تعالى وسيرتهم ؟

فنقول بعونه وتوفيقه : ـ

الخُلُق : هي السجيّة ، والملكات والصفات الراسخة في النفس ؛ كالسخاء ، والشجاعة ، والعفو ، والكرم ، التي هي من السجايا الطيّبة ، والخلق الطيّب .وحسن الخُلق : يُطلق غالباً على معاشرة الناس بالمعروف ، ومجاملتهم بالبشاشة ، وطيب القول ، ولطف المداراة.

وأحسن تعريف لحُسن الخلق هو ما عرّفه به الإمام الصادق عليه السلام حيث قال : ـ

« تُلين جناحَك ، وتطيب كلامك ، وتلقىٰ أخاك ببشرٍ حسن » ).

ومكارم الأخلاق : هي الأعمال الشريفة التي توجب كرامة الإنسان ، وشرافته ، وسموّه ، وعزّته ، مثل كظم الغيظ ، وإصلاح ذات البين ، والسبق إلى الفضائل ونحوها ممّا يأتي ذكرها.

وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام في مكارم الأخلاق ، ذكر منها : ـ

« العفو عمّن ظلمك ، وصلة من قطعك ، وإعطاء من حرمك » ).

ومن أبرز مصاديق مكارم الأخلاق هذه التي ذكرها الإمام عليه السلام ، وأحسن آثارها هي مقابلة الإساءة بالإحسان التي ذكرها وأمر بها الله تعالى في قوله عزّ اسمه : ـ ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) ).

هذا هو : الخُلق الطيّب ، وحُسن الخُلق ، ومكارم الأخلاق.

وأهل البيت عليهم السلام هم المثلُ الأعلى في جميعها ، والبالغون إلى ذروتها.

وهم لا غيرهم كانوا سماء طيب الأخلاق ، فاستحقّوا أن يكونوا قدوة الخلق.

وسيّدهم الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله أثنى عليه ربّه بقوله عزّ اسمه : ـ ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ).

وكانت مكارم الأخلاق من غايات البعثة النبويّة المباركة ، وخصوصيّات الرسالة المحمّديّة الشريفة ، والمزايا العالية التي نالها رسول الله صلّى الله عليه وآله.

ففي الحديث : ـ « إنّ الله تبارك وتعالى خصّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق.

فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله جلّ وعزّ ، وارغبوا إليه في الزيادة منها » .

بل فاز صلوات الله عليه وآله بقمّة السجايا الطيّبة والأخلاق الفاضلة ، فوصفه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله بأجمل بيان : ـ

« كان أجود الناس كفّاً ، وأجرأ الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجةً ، وأوفاهم ذمّةً ، وألينَهم عريكةً ، وأكرمهم عِشرةً ، مَن رآه بديهةً هابَه ، ومَن خالطه أحبّه ، لم أرَ مثلَه قَبله ولا بَعده »


أخلاق أهل البيت عليهم السلام

من المباحث الاعتقاديّة والعلميّة معاً مبحث أخلاق أهل البيت عليهم السلام .. فإنّه يلزم علينا أن نعتقد أنّ النبيّ والعترة صلوات الله عليهم أفضل الناس في مكارم الأخلاق ، كما أنّهم الأفضل في محاسن الصفات ، وفضائل الأعمال ، ومراتب الكمال .. هذا عقيدةً.

وأمّا عملاً ؛ فينبغي لنا أن نسعى في الإقتداء بهم والتأسّي بجميعهم في الأخلاق الكريمة ، والمكارم الفاضلة.

لأنّ أهل البيت سلام الله عليهم ـ هم ليس سواهم ـ القدوة الصالحة ، والاُسوة الحقّ من الله للخلق ، والطاهرون المطهّرون من كلّ رجسٍ ورذيلة.

قال تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .

وقال عزّ اسمه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) 

ولا يحقّ لنا أن نتأسى أو نتمسّك في الأخلاق وفي سواها بغيرهم عليهم السلام ، أو نقتدي بسواهم.

لأنّ أهل البيت عليهم السلام هم سفينة النجاة ، والمستمسك المنجي الذين اُمرنا بمتابعتهم ، وعدل القرآن الذين اُمرنا بالتمسّك بهم في حديث الثقلين ، المتّفق عليه بين الفريقين.

لذلك يكون مرجعنا في علوم الأخلاق هو القرآن الكريم ، وأحاديث أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم الشريفة.

فلنتعرّف في البداية على أمرين

نكمل لاحقا


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف


لا تقصروا في الانضمام

https://youtu.be/9nPq-KL9wEQالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوني ربي يحفظكم جميعا يارب العالمين اريد منكم تشتراكون بقناتي باليوتيوب ولايك ربي يحفظكم وهذا ربط👈


والثانية: الهجرة المعنويّة، والسفر الباطنيّ الذي مبدؤه البيت المظلم للنفس، وغايته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي مرجعه الحقّ أيضاً؛ لأنّ الرسول بما هو رسول ليس له استقلال، بل هو آية ومرآة وممثّل. فالهجرة إليه هجرة إلى الحقّ تعالى (حبّ خاصّة الله هو حبّ الله). فحاصل معنى الآية الشريفة بحسب هذا الاحتمال، هو أنّه من هاجر بالهجرة المعنويّة وسافر بالسفر القلبيّ العرفانيّ، وخرج من بيت النفس ومنزل الأنانيّة، وهاجر إلى الله دون رؤية نفسه ونفسانيّته وحيثيّته، فجزاؤه على الحقّ تعالى.   •أهمّ مانع للإخلاص إذا كان السالك في سلوكه إلى الله طالباً لحظّ من الحظوظ النفسانيّة، ولو كان هو الوصول إلى المقامات، بل ولو كان هو الوصول إلى قرب الحقّ بمعنى وصول نفسه إلى الحقّ، فليس هذا السلوك سلوكاً إلى الحقّ، بل السالك لم يخرج بعد من البيت (النفس)، بل هو مسافر في جوف البيت من ركن إلى ركن، ومن زاوية إلى زاوية. فالسفر إذا كان في مراتب النفس وللوصول إلى الكمالات النفسانيّة فليس بسفر إلى الله، بل هو سفر من النفس إلى النفس.   •إمكانيّة حصول الإخلاص الحقيقيّ لا يقدر أحد على أن يسافر السفر الربانيّ دون السفر النفسانيّ غير الكُمّل من أولياء الله. وهذا الشأن للكمّل فقط. ولعلّ الآية الشريفة: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (القدر: 5)، تشير إلى هذه السلامة من التصرّفات الشيطانيّة والنفسانيّة في جميع مراتب السير، في الليالي المظلمة الطبيعيّة التي هي ليلة القدر للكُمّل حتّى طلوع فجر القيامة، الذي هو في عين الكُمّل رؤية جمال الأحديّة. وأمّا غيرهم فليسوا سالمين في جميع مراتب السير، بل في أوّل السير، لا يخرج أيّ سالك من التصرّفات الشيطانيّة. فاعلم، أنّ هذه المرتبة من الإخلاص؛ أي السلامة من أوّل مرتبة السير إلى الله إلى آخرها، لا تتيسّر لأهل السلوك والعاديّين من أصحاب المعرفة والرياضة

نكمل لاحقا


أدبُ الإخلاص في العبادة

من مهمّات آداب النيّة، وهو في الوقت نفسه من مهمّات جميع العبادات، ومن المقرّرات الكليّة الشاملة: الإخلاص. وحقيقته تصفية العمل من كلّ شائبة سوى الله، وتصفية السرّ عن رؤية غير الحقّ تعالى في جميع الأعمال الظاهريّة والباطنيّة. وكمال الإخلاص ترك الغير مطلقاً، وجعل الإنّيّة والأنانيّة، والغير والغيريّة تحت قدمَيك.

 

•الدين الخالص لله

قال تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ (الزمر: 3)؛ أي أنّ الله تعالى قد اختار لنفسه الدين الخالص، فإذا كان لشيء من الحظوظ النفسانيّة والشيطانيّة دخل في الدين فلا يكون الدين خالصاً، وما ليس بخالص فإنّ الله لم يختره، وما كانت فيه شائبة الغيريّة والنفسانيّة فهو خارج عن حدود دين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (البيّنة: 5)، وقال تعالى: ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ (الشورى: 20). وعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : "لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللَّه ورسوله فهجرته إلى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"

 

•الهجرة الصوريّة والهجرة المعنويّة

قال تعالى: ﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللَّهِ﴾ (النساء: 100). ويمكن أن تكون هذه الآية المباركة متضمّنةً جميع مراتب الإخلاص، منها: الهجرة الصوريّة التي تقع بالبدن. وهذه الهجرة إذا لم تكن خالصة لله ورسوله، بل كانت للحظوظ النفسانيّة، فليست هجرةً إلى الله ورسوله، وهذه هي مرتبة الإخلاص الصوريّ الفقهيّ

نكمل لاحقا


5/ تصفيته من الوصول إلى السعادات العقليّة: واللذّات الروحانيّة الدائمة الأزليّة الأبديّة، والانسلاك في سلك الكروبيّين (المقرّبين إلى اللّه من الملائكة)، والانخراط في زمرة العقول القادسة والملائكة المقرّبين، وفي مقابلها العمل لهذا المقصد.   وهذه الدرجة، وإن كانت درجة عظيمة وهدفاً عالياً ومهمّاً، والحكماء والمحقّقون يهتمّون بهذه المرتبة من السعادة اهتماماً كثيراً ويرون لها قيمة، ولكن في مسلك أهل الله، هذه المرتبة هي من نقصان السلوك أيضاً، وسالكها يُعدّ كاسباً ومن الأُجَرَاء أيضاً، وإن كان بفروق مع سائر الناس في المتجر والمكسب.   6- تصفيته من خوف الحرمان من اللذّات المعنويّة: وهي بإزاء هذه المرتبة السابعة؛ وهي تصفية العمل من خوف عدم الوصول إلى اللذّات والحرمان من هذه السعادات، وفي مقابلها العمل لهذه المرتبة من الخوف، وهذه وإن كانت مرتبة عالية وخارجة عن حدّ اشتهاء أمثال هذا الكاتب، ولكنّها في نظر أهل اللّه عبادة العبيد أيضاً، وهي عبادة عليلة.   7- تصفيته من الوصول إلى لذّات جمال الله: والوصول إلى بهجات أنوار السبحات غير المتناهية، وهي جنّة اللقاء. وهذه المرتبة؛ أي جنّة اللقاء، هي من مهمّات مقاصد أهل المعرفة وأصحاب القلوب وأيدي آمال النوع عنها قاصرة، والأوحديّ من أهل المعرفة يتشرّف بشرف هذه السعادة، وهم أهل الحبّ والجذبة من كُمّل أهل الله وأصفيائه تعالى. ولكن هذه المرتبة ليست هي كمال مرتبة الكُمّل من أهل الله، بل هي من مقاماتهم العاديّة، وما في الأدعية كالمناجاة الشعبانيّة من أنّ أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام استدعوا هذه المرتبة من اللّه أو أشاروا بكونهم متحقّقين بها، فليس من جهة أنّ مقاماتهم منحصرة بهذه المرتبة.   8- تصفيته من خوف الفراق: كما أنّ المرتبة الثامنة في إزاء المرتبة السابقة، وهي عبارة عن تصفية العمل من خوف الفراق، وهي أيضاً ليست من كمال مقامات الكُمّل، وما قاله أمير المؤمنين عليه السلام: "فكيف أصبر على فراقك.."، فمن مقاماته العادية ومقامات أمثاله كذلك. وبالجملة، إنّ تصفية العمل في هاتين المرتبتين أيضاً لازمة عند أهل الله، والعمل معهما عليل، وليس خارجاً عن الحظوظ النفسانيّة. والتصفية منهما كمال الخلوص.   (*) من كتاب: الآداب المعنويّة للصلاة، الإمام الخمينيّ قدس سره، الباب الثالث، في سرّ النيّة وآدابها، فصل الإخلاص. 1-إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج2، ص708
تمت


أدبُ الإخلاص في العبادة
مراتب الإخلاص(*)   إنّ الوصول دفعةً واحدةً إلى الإخلاص الكامل لمن كان محجوباً أمرٌ نادر الحدوث، ولا ينبغي التعويل وترك المجاهدة لتحصيله، كأن يجلس السالك ويصرّ على الدعاء حتّى يبلغه؛ لهذا يحتاج السالك إلى عبور مراتب المجاهدة ومراحل التصفية لكي يصل إليه.   مراتب السير نحو الإخلاص
1- تصفية العمل من رضى المخلوق: قلباً كان أم قالبيّاً، ينبغي تصفيته من شائبة رضى المخلوق وجذب قلوب المخلوقين، سواء كان للمَحمَدة أو المنفعة أو لغيرها، وفي مقابل هذه المرتبة إتيان العمل رياءً، وهذا هو الرياء الفقهيّ، وهو أحطّ وأدنى مراتب الرياء، وصاحبه أرذل المرائين وأخسّهم.  
2- تصفيته من تحصيل المقاصد الدنيويّة: والمآرب الزائلة الفانية، وإن كان الداعي أنّ اللّه تعالى يعطيها بواسطة هذا العمل، كإتيان صلاة الليل لتوسعة الرزق، وإتيان صلاة أوّل الشهر للسلامة من الآفات في ذلك الشهر، وإعطاء الصدقات للعافية، وسائر المقاصد الدنيويّة. وقد عدّ بعض الفقهاء (عليهم الرحمة) هذه المرتبة من الإخلاص شرطاً لصحّة العبادة، إذا كان إتيان العمل للوصول إلى ذلك المقصود. وهذا الرأي خلاف التحقيق حسب القواعد الفقهيّة، وإن كانت هذه الصلاة عند أهل المعرفة لا قيمة لها أصلاً، وهي كسائر المكاسب المشروعة، بل لعلّها تكون أقلّ منها أيضاً.  
3- تصفيته من الوصول إلى اللذّات الجسمانيّة: ينبغي تصفية العمل من الجنّات الجسمانيّة والحور والقصور وأمثالها من اللذّات الجسمانيّة، وفي مقابلها عبادة الأُجَرَاء كما في الروايات الشريفة. وهذا أيضاً في نظر أهل اللّه كسائر المكاسب؛ إلّا أنّ أجرة عمل هذا الكاسب أكثر وأعلى إذا قام بالأمر وخلّصه من المفسدات الصوريّة.  
4- تصفيته من العقاب والعذاب الجسمانيّ: أن يصفّي العمل من خوف العقاب والعذاب الجسمانيّ الموعود، وفي مقابلها عبادة العبيد كما في الروايات. وهذه العبادة أيضاً في نظر أصحاب القلوب لا قيمة لها وخارجة عن نطاق عبوديّة الله.   ولا فرق، في نظر أهل المعرفة، بين أن يعمل الإنسان عملاً من خوف الحدود والتعزيرات في الدين أو خوف العقاب والعذاب الأخرويّ، أو للوصول إلى نساء الدنيا، أو الحصول على الحور ونساء الجنّة... فالعمل في جميع ذلك ليس لله، والداعي إلى هذا الأمر يُخرج العمل عن البطلان الصوريّ طبقاً للقواعد الفقهيّة [أي يكون صحيحاً]؛ ولكن ليس لهذا المتاع قيمةٌ في سوق أهل المعرفة.  

نكمل لاحقا


نكمل معأ تكملة بحث قراءة القرآن


من آداب القـراءة عظمـة القـران

من الآداب المهمّة لقراءة الكتاب الإلهيّ، الذي يشترك فيه العارف والعامّيّ، وتحصل منه النتائج الحسنة، ويوجب نورانيّة القلب والحياة الباطنيّة، التعظيم؛ وهو الوقوف على فَهم عظمته ونبالته وجلالته وكبريائه. 

 

•في محفل الأنس

حقيقة القرآن لا تحصل لأحد، لا بالعلوم الرسميّة ولا بالمعارف القلبيّة ولا بالمكاشفة الغيبيّة، إلّا بالمكاشفة التامّة الإلهيّة لذات النبيّ الخاتم المباركة صلى الله عليه وآله وسلم في محفل أنس وقاب قوسين، بل في خلوة سرّ مقام أو أدنى، وأيدي آمال العائلة البشريّة قاصرة عنها إلّا الخُلّص من أولياء الله، الذين اشتركوا في روحانيّة تلك الذات المقدّسة بحسب الأنوار المعنويّة والحقائق الإلهيّة، وفنوا بواسطة التبعيّة التامّة فيه، فإنّهم يتلقّون علوم المكاشفة بالوراثة منه صلى الله عليه وآله وسلم، وتنعكس حقيقة القرآن في قلوبهم بالنورانيّة نفسها والكمال نفسه الذي تجلّى لقلبه المبارك من دون التنزّل إلى المنازل والتطوّر بالأطوار، وهو القرآن من دون تحريف وتغيير. 

 

•مَن يتحمّل هذا القرآن؟

مَن يقدر على تحمّل هذا القرآن -بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم- هو النفس الشريفة لوليّ الله المطلق عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأمّا سائر الخلق فلا يقدرون على أخذ هذه الحقيقة إلّا مع التنزّل عن مقام الغيب إلى موطن الشهادة، والتطوّر بالأطوار الملكيّة، والتكسّي بكسوة الألفاظ والحروف الدنيويّة.

 

•عظمة الكتاب

اعلم، أيّها العزيز، أنّ عظمة كلّ كلام وكلّ كتاب إمّا بعظمة متكلّمه وكاتبه، وإمّا بعظمة المرسَل إليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، وإمّا بعظمة شارحه ومبيّنه، وإمّا بعظمة وقت إرساله وكيفيّة إرساله. 

 

1- عظمة صاحبه: أمّا عظمة متكلّمه ومنشئه وصاحبه، فهو العظيم المطلق، الذي جميع أنواع العظمة المتصوّرة في الملك والملكوت، وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة، رشحة من تجلّيات عظمة فعل تلك الذات المقدّسة. ولا يمكن أن يتجلّى الحقّ تعالى بالعظمة لأحد، وإنّما يتجلّى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث: "إنّ لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفت لأحرقت سبحات وجهه دونه".

 

2- عظمـــة الوحي: وأمّا عظمة رسول الوحـــي وواسطة الإيصال، فهو جبرائيل الأمين، والروح الأعظم، الذي يتّصل بذاك الروح الأعظم الرسولُ الأكرمُ صلى الله عليه وآله وسلم بعد خروجه عن الجلباب البشريّ وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت.

 

3- عظمة متحمّله: وأمّا عظمة المرسَل إليه ومتحمّله، فهو القلب التقيّ النقيّ، الأحمديّ الأحديّ، الجمعيّ المحمّديّ، الذي تجلّى له الحقّ تعالى بجميع الشؤون الذاتيّة والصفاتيّة والأسمائيّة والأفعاليّة، وهو صاحب النبوّة الختميّة والولاية المطلقة، وهو أكرم البريّة، وأعظم الخليقة، وخلاصة الكون، وجوهرة الوجود، وعصارة دار التحقّق، واللبنة الأخيرة، وصاحب البرزخيّة الكبرى، والخلافة العظمى.

 

4- عظمة حافظه: وأمّا حافظه وحارسه، فهو ذات الحقّ جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9). 

 

5- عظمة شارحه: وأمّا شارحه ومبيّنه، فالذوات المطهّرة المعصومون؛ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حجّة العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف، الذين هم مفاتيح الوجود، ومخازن الكبرياء، ومعادن الحكمة والوحي، وأصول المعارف والعوارف، وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.

 

6- عظمة وقت إرساله: وأمّا وقت الوحي، فليلة القدر، أعظم الليالي وخير من ألف شهر، وأنور الأزمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم

نكمل لاحقا


قراءة القرآن

من آداب القـراءة عظمـة القـرآن




من الآداب المهمّة لقراءة الكتاب الإلهيّ، الذي يشترك فيه العارف والعامّيّ، وتحصل منه النتائج الحسنة، ويوجب نورانيّة القلب والحياة الباطنيّة، التعظيم؛ وهو الوقوف على فَهم عظمته ونبالته وجلالته وكبريائه. 

 

•في محفل الأنس

حقيقة القرآن لا تحصل لأحد، لا بالعلوم الرسميّة ولا بالمعارف القلبيّة ولا بالمكاشفة الغيبيّة، إلّا بالمكاشفة التامّة الإلهيّة لذات النبيّ الخاتم المباركة صلى الله عليه وآله وسلم في محفل أنس وقاب قوسين، بل في خلوة سرّ مقام أو أدنى، وأيدي آمال العائلة البشريّة قاصرة عنها إلّا الخُلّص من أولياء الله، الذين اشتركوا في روحانيّة تلك الذات المقدّسة بحسب الأنوار المعنويّة والحقائق الإلهيّة، وفنوا بواسطة التبعيّة التامّة فيه، فإنّهم يتلقّون علوم المكاشفة بالوراثة منه صلى الله عليه وآله وسلم، وتنعكس حقيقة القرآن في قلوبهم بالنورانيّة نفسها والكمال نفسه الذي تجلّى لقلبه المبارك من دون التنزّل إلى المنازل والتطوّر بالأطوار، وهو القرآن من دون تحريف وتغيير. 

 

•مَن يتحمّل هذا القرآن؟

مَن يقدر على تحمّل هذا القرآن -بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم- هو النفس الشريفة لوليّ الله المطلق عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأمّا سائر الخلق فلا يقدرون على أخذ هذه الحقيقة إلّا مع التنزّل عن مقام الغيب إلى موطن الشهادة، والتطوّر بالأطوار الملكيّة، والتكسّي بكسوة الألفاظ والحروف الدنيويّة.

نكمل لاحقا


نستقبل مناقشاتكم حول نشر القناة في هذا الرابط

https://t.me/joinchat/dOtXTe9hr1tjNmMy


من كلام أحد العارفين بالله رضوان الله عليهم

إن الإنسان الذي يعتبر نفسه محور الخلق ـ وهو صحيح بالنسبة للإنسان الكامل ـ قد لا يكون كذلك في نظر سائر الكائنات، والإنسان الذي لم يبلغ الكمال ليس كذلك (مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار)فهذا يشمل التطور العلمي الذي يفتقر إلى التهذيب فقد ورد في وصف هؤلاء قوله عزّ من قائل: (كالأنعام بل هم أضل)


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف


نفحات عرفانية

إن الإنسان بفطرته يحب الكمال المطلق، فهو يبحث في الكمالات الناقصة عن الكمال الذي ليس ناقصاً. فالفطرة تكره ذلك والحجب النورانية والمظلمة هي التي توقع الإنسان في الخطأ، فالشعراء المادحون يظنون بأنهم يمدحون الأمير القوي الفلاني، أو الفقيه العالم الفلاني، إنهم يمدحون القدرة والعلم لا بشكلهما المحدود وإن ظنوا بأن ما يريدونه محدود. فلن تتغير هذه الفطرة (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).   وما دام الإنسان في حجابه مشغولًا بنفسه ولم يخرق الحجب النورية فإنّ فطرته محجوبة، وإن الخروج من هذا المنزل يتطلب إضافة إلى الترويض والمجاهدة، هداية الحق تعالى، فأنت تقرئين في المناجاة الشعبانية المباركة (إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعزّ قدسك، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سراً).   إن كمال الانقطاع هذا هو الخروج عن منزل النفس والأنا والجميع والالتحاق به، والانقطاع عن الجميع وهي هبة تمنح للأولياء المخلصين بعد أن صعقوا بملاحظة الجلال التي هي بمثابة غمزة منه في تعبير (لاحظته) ... الخ. ما لم تشرق أبصار القلوب بضياء نظرته فلا تخرق حجب النور، وما دامت هذه الحجب باقية فلا يوجد طريق إلى معدن عظمته ولن تدرك الأرواح التعلق بعزّ قدسه فلا تحصل مرتبة التدلّي (ثم دنى فتدلّى)] والأدنى من ذلك هو الفناء المطلق والوصول المطلق. (أيها الصوفي لابد من التنعم بالحب والوفاء بالعهد الذي عاهدته، ومادمت (أنت) فانك لن تبلغ وصل المحبوب فلابد من التفاني في طريق المحبوب)


نكمل معأ تكملة تفسير سورة البقرة

النزول:

قال بعضهم هذه الآية تناولت مؤمني العرب خاصة بدلالة قوله فيما بعد ﴿والذين يؤمنون بما أنزل إليك﴾ الآية فهذا في مؤمني أهل الكتاب إذ لم يكن للعرب كتاب

قبل القرآن وهذا غير صحيح لأنه لا يمتنع أن تكون الآية الأولى عامة في جميع المؤمنين وإن كانت الثانية خاصة في قوم منهم ويجوز أن يكون المراد بالآيات قوما واحدا وصفوا بجميع ذلك بأن جمع بين أوصافهم بواو العطف كقول الشاعر:

إلى الملك القرم وابن الهمام

وليث الكتيبة في المزدحم


Forward from: يَآ صآحٍب آلُأمرٍ ₃₁₃
ستقام على بركة الله جلسات مهدوية في هذه القناة المباركة نتمنى من الجميع المشاركه والتفاعل جزاكم الله خير الجزاء

غدا الساعة التاسعة مساءً

@FanHOSENE


نكمل معأ تكملة تفسير سورة البقرة

المعنى:

لما وصف القرآن بأنه هدى للمتقين بين صفة المتقين فقال ﴿الذين يؤمنون بالغيب﴾ أي يصدقون بجميع ما أوجبه الله تعالى أو ندب إليه أو أباحه وقيل يصدقون بالقيامة والجنة والنار عن الحسن وقيل بما جاء من عند الله عن ابن عباس وقيل بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة وهذا أولى لعمومه ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان غيبة المهدي (عليه السلام) ووقت خروجه وقيل الغيب هو القرآن عن زر بن حبيش وقال الرماني الغيب خفاء الشيء عن الحسن قرب أو بعد إلا أنه كثرت صفة غايب على البعيد الذي لا يظهر للحس وقال البلخي الغيب كل ما أدرك بالدلائل والآيات مما يلزم معرفته وقالت المعتزلة بأجمعها الإيمان هو فعل الطاعة ثم اختلفوا فمنهم من اعتبر الفرائض والنوافل ومنهم من اعتبر الفرائض حسب واعتبروا اجتناب الكبائر كلها وقد روى الخاص والعام عن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أن الإيمان هو التصديق بالقلب و الإقرار باللسان والعمل بالأركان وقد روي ذلك على لفظ آخر عنه أيضا الإيمان قول مقول وعمل معمول وعرفان بالعقول واتباع الرسول وأقول أن أصل الإيمان هو المعرفة بالله وبرسله وبجميع ما جاءت به رسله وكل عارف بشيء فهو مصدق به يدل عليه هذه الآية فإنه تعالى لما ذكر الإيمان علقه بالغيب ليعلم أنه تصديق للمخبر به من الغيب على معرفة وثقة ثم أفرده بالذكر عن سائر الطاعات البدنية والمالية وعطفهما عليه فقال ﴿ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون﴾ والشيء لا يعطف على نفسه وإنما يعطف على غيره ويدل عليه أيضا أنه تعالى حيث ذكر الإيمان إضافة إلى القلب فقال وقلبه مطمئن بالإيمان وقال أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الإيمان سر وأشار إلى صدره والإسلام علانية وقد يسمى الإقرار إيمانا كما يسمى تصديقا إلا أنه متى صدر عن شك أو جهل كان إيمانا لفظيا لا حقيقيا وقد تسمى أعمال الجوارح أيضا إيمانا استعارة وتلويحا كما تسمى تصديقا كذلك فيقال فلان تصدق أفعاله مقاله ولا خير في قول لا يصدقه الفعل والفعل ليس بتصديق حقيقي باتفاق أهل اللغة وإنما استعير له هذا الاسم على الوجه الذي ذكرناه فقد آل الأمر تسليم صحة الخبر وقبوله إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب والتصديق به على نحو ما تقتضيه اللغة ولا يطلق لفظه إلا على ذلك إلا أنه يستعمل في الإقرار باللسان والعمل بالأركان مجازا واتساعا وبالله التوفيق وقد ذكرنا في قوله ﴿ويقيمون الصلوة﴾ وجهين اقتضاهما اللغة وقيل أيضا إنه مشتق من القيام في الصلوة ولذلك قيل قد قامت الصلاة وإنما ذكر القيام لأنه أول أركان الصلاة وأمدها وإن كان المراد به هو وغيره والصلاة في الشرع عبارة عن أفعال مخصوصة على وجوه مخصوصة وهذا يدل على أن الاسم ينقل من اللغة إلى الشرع وقيل إن هذا ليس بنقل بل هو تخصيص لأنه يطلق على الذكر والدعاء في مواضع مخصوصة وقوله تعالى ﴿ومما رزقناهم ينفقون﴾ يريد ومما أعطيناهم وملكناهم يخرجون على وجه الطاعة وحكي عن ابن عباس أنه الزكاة المفروضة وعن ابن مسعود أنه نفقة الرجل على أهله لأن الآية نزلت قبل وجوب الزكاة وعن الضحاك هو التطوع بالنفقة وروي محمد بن مسلم عن الصادق (عليه السلام) أن معناه ومما علمناهم يبثون والأولى حمل الآية على عمومها وحقيقة الرزق هو ما صح أن ينتفع به المنتفع وليس لأحد منعه منه وهذه الآية تدل على أن الحرام لا يكون رزقا لأنه تعالى مدحهم بالإنفاق مما رزقهم والمنفق من الحرام لا يستحق المدح على الإنفاق بالاتفاق فلا يكون رزقا

نكمل لاحقا


نكمل معأ تكملة تفسير سورة البقرة

اللغة والإعراب:

الذين جمع الذي واللائي واللاتي جمع التي وتثنيتهما اللذان واللتان في حال الرفع واللذين واللتين في حال الجر والنصب وهي من الأسماء التي لا تتم إلا بصلاتها نحو من وما وأي وصلاتها لا تكون إلا جملا خبرية يصح فيها الصدق والكذب ولا بد أن يكون فيها ضمير يعود إلى الموصول فإذا استوفت الموصولات صلاتها كانت في تأويل اسم مفرد مثل زيد وعمرو ويحتاج إلى جزء آخر تصير به جملة فقوله ﴿الذين﴾ موصول ويؤمنون صلته ويحتمل أن يكون محله نصبا وجرا ورفعا فالنصب على المدح تقديره أعني الذين يؤمنون وأما الجر فعلى أنه صفة للمتقين وأما الرفع فعلى المدح أيضا كأنه لما قيل هدى للمتقين قيل من هم قيل هم الذين يؤمنون بالغيب فيكون خبر مبتدإ محذوف ويؤمنون معناه يصدقون والواو في موضع الرفع بكونه ضمير الفاعلين والنون علامة الرفع والأصل في يفعل يؤفعل ولكن الهمزة حذفت لأنك إذا أنبأت عن نفسك قلت أنا أفعل فكانت تجتمع همزتان فاستثقلتا فحذفت الهمزة الثانية فقيل أفعل ثم حذفت من الصيغ الآخر نفعل وتفعل ويفعل كما أن باب يعد حذفت منه الواو لوقوعها بين ياء وكسرة إذ الأصل يوعد ثم حذفت في تعد وأعد ونعد ليجري الباب على سنن واحد قال الأزهري اتفق العلماء على أن الإيمان هو التصديق قال الله تعالى وما أنت بمؤمن لنا أي ما أنت بمصدق لنا قال أبو زيد وقالوا ما أمنت أن أجد صحابة أي ما وثقت فالإيمان هو الثقة والتصديق قال الله تعالى ﴿الذين آمنوا ب آياتنا﴾ أي صدقوا ووثقوا بها وقال الشاعر أنشده ابن الأنباري:

ومن قبل آمنا وقد كان قومنا

يصلون للأوثان قبل محمدا

ومعناه آمنا محمدا أي صدقناه ويجوز أن يكون آمن من قياس فعلته فأفعل تقول أمنته ف آمن مثل كببته فأكب والأمن خلاف الخوف والأمانة خلاف الخيانة والأمون الناقة القوية كأنها يؤمن عثارها وكلالها ويجوز أن يكون آمن بمعنى صار ذا آمن على نفسه بإظهار التصديق نحو أجرب وأعاه وأصح وأسلم صار ذا سلم أي خرج عن أن يكون جربا هذا في أصل اللغة أما في الشريعة فالإيمان هو التصديق بكل ما يلزم التصديق به من الله تعالى وأنبيائه وملائكته وكتبه والبعث والنشور والجنة والنار وأما قولنا في وصف القديم تعالى المؤمن فإنه يحتمل تأويلين أحدهما أن يكون من آمنت المتعدي إلى مفعول فنقل بالهمزة فتعدى إلى مفعولين فصار من أمن زيد العذاب وآمنته العذاب فمعناه المؤمن عذابه من لا يستحقه من أوليائه ومن هذا وصفه سبحانه بالعدل كقوله قائما بالقسط وهذا الوجه مروي في أخبارنا والآخر أن يكون معناه المصدق أي يصدق الموحدين على توحيدهم إياه يدل عليه قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو لأن الشاهد مصدق لما يشهد به كما أنه مصدق من يشهد له فإذا شهد بالتوحيد فقد صدق الموحدين وأما الغيب فهو كلما غاب عنك ولم تشهده وقوله ﴿بالغيب﴾ كأنه إجمال لما فصل في قوله ﴿كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله﴾ أي يؤمنون بما كفر به الكفار من وحدانية الله وإنزال كتبه وإرسال رسله فكل هذا غيب فعلى هذا يكون الجار والمجرور في موضع نصب بأنه مفعول به وفيه وجه آخر وهو أن يكون أراد يؤمنون إذا غابوا عنكم ولم يكونوا كالمنافقين ومثله قوله وخشي الرحمن بالغيب فعلى هذا يكون الجار والمجرور في موضع الحال أي يؤمنون غائبين عن مراءة الناس لا يريدون بإيمانهم تصنعا لأحد ولكن يخلصونه لله و﴿يقيمون الصلوة﴾ يؤدونها بحدودها وفرائضها يقال أقام القوم سوقهم إذا لم يعطلوها من البيع والشراء وقال الشاعر:

أقامت غزالة سوق الضراب

لأهل العراقين حولا قميطا

وقال أبو مسلم ﴿يقيمون الصلاة﴾ أي يديمون أداء فرائضها يقال للشيء الراتب قائم ويقال فلان يقيم أرزاق الجند والصلوة في اللغة الدعاء قال الأعشى:

وأقبلها الريح في ظلها

وصلى على دنها وارتسم

أي دعا لها ومنه الحديث إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصل أي فليدع له بالبركة والخير وقيل أصله رفع الصلا في الركوع وهو عظم في العجز وقوله ﴿ومما رزقناهم ينفقون﴾ ما هذه حرف موصول ورزقناهم صلته وهما جميعا بمعنى المصدر تقديره ومن رزقنا إياهم ينفقون أو اسم موصول والعائد من الصلة إلى الموصول محذوف والتقدير ومن الذي رزقناهموه ينفقون فيكون ما رزقناهم في موضع جر بمن والجار والمجرور في موضع نصب بأنه مفعول ينفقون والرزق هو العطاء الجاري وهو نقيض الحرمان والإنفاق إخراج المال يقال أنفق ماله أي أخرجه عن ملكه ونفقت الدابة إذا خرج روحها والنافقاء جحر اليربوع لأنه يخرج منها ومنه النفاق لأن المنافق يخرج إلى المؤمن بالإيمان وإلى الكافر بالكفر.

نكمل لاحقا


نكمل معأ تكملة تفسير سورة البقرة

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿3﴾

 

القراءة:

قرأ أبو جعفر وعاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر بترك كل همزة ساكنة مثل يؤمنون ويأكلون ويؤتون وبئس ونحوها ويتركان كثيرا من المتحركة مثل يؤده ولا يؤاخذكم ويؤيد بنصره ومذهب أبي جعفر فيه تفصيل يطول ذكره وأما أبو عمرو فيترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم مثل ننسئها وتسؤكم ويهيىء لكم ومن يشأ وينبئهم واقرأ كتابك ونحوها فإنه لا يترك الهمزة فيها وروي عنه الهمزة أيضا في الساكنة وأما نافع فيترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل نحو يؤمنون ولا يؤاخذكم واختلفت قراءة الكسائي وحمزة ولكل واحد منهم مذهب فيه يطول ذكره فالهمز على الأصل وتركه للتخفيف

نكمل لاحقا

20 last posts shown.

279

subscribers
Channel statistics