|| دراسةٌ حديثيّة للخبر والنّشيد " طلع البدرُ علينا " ||
لِلدكتور :أنيس بن أحمد بن طاهر الأندنوسي
يقولُ العراقي في ألفيته في السيرة :
وليعلم الطالب أن السيرا
تجمع ما صح وما قد أنكرا..
ومن أبرز وقائع السيرة النبوية :
هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة .
ومن الروايات المشهورة جدًا فيها قصة استقبال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنشيد :
( طلع البدر علينا ) ؛ فقد اشتهرت وانتشرت بين الناس من غير نظر في الدليل ، ولا تأمل في الثبوت !!
❗️ نص الحديث :
عن عبيد الله بن محمد ابن عائشة بنت طلحة قال :
(( لما قدم عليه السلام المدينة جعل النساء والصبيان يقلن :
طلع البدر علينا
وجب الشكر علينا
من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع
قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : (( كلام ابن عائشة معضل لا تقوم به حجة )) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : (( سند منقطع )) .
قلتُ : إسناده (( معضل )) كما ذكره الحافظ العراقي ؛ سقط منه عدد من الرواة ؛ فابن عائشة هذا اسمه : عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .
روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .
وهو من ذرية عائشة بنت طلحة ، ولذلك قيل له ( ابن عائشة ).
وهو رحمه الله تعالى ( ثقة ) ، من كبار الطبقة العاشرة ، وأهل هذه الطبقة وصفهم الحافظ ابن حجر بأنهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين ؛ كأحمد بن حنبل( ) .
فبين ابن عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله مفاوز .
وقال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (( ضعيف ))
وقال شيخنا أكرم العمري حفظه الله : (( أما تلك الروايات التي تفيد استقباله بنشيد
( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) فلم ترد بها رواية صحيحة )) .
ومع ضعف سند الحديث ، نجد كثيرًا من الأئمة يذكرونه ولا ينكرونه ؛ منهم : ابن حبان ، وابن عبد البر ، وابن القيم ، وابن كثير ، والسمهودي ، والصالحي ، والمراغي ، وغيرهم( ) .
هذا ما يتعلق بسند الحديث والحكم عليه ، وأما متنه ؛
فقد أنكرت ألفاظ في متنه من وجوه ، ذكرها محمد محمد حسن شراب في كتابه المفيد :
( المعالم الأثيرة ) ، وخلاصة ما ذكره ما يلي :
1 - في النشيد رقة وليونة لا تناسب أساليب القول في الزمن المنسوب النشيد إليه ، وربما يكون من أشعار القرن الثالث الهجري .
2 - جاء النشيد على وزن بحر ( الرمل ) ، وكان يغلب على الأناشيد المرتجلة ( الرجز ) .
3 - مما يروى من أبيات النشيد :
جئت شرفت المدينة
مرحبًا يا خير داع
كيف يقول أهل المدينة ( شرفت المدينة ) ، وإنما سميت المدينة بعد مقدم رسول الله إليها ، واسمها المعروف لديهم ( يثرب ) .
انتهى كلامُ المحقّق .
لِلدكتور :أنيس بن أحمد بن طاهر الأندنوسي
يقولُ العراقي في ألفيته في السيرة :
وليعلم الطالب أن السيرا
تجمع ما صح وما قد أنكرا..
ومن أبرز وقائع السيرة النبوية :
هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة .
ومن الروايات المشهورة جدًا فيها قصة استقبال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنشيد :
( طلع البدر علينا ) ؛ فقد اشتهرت وانتشرت بين الناس من غير نظر في الدليل ، ولا تأمل في الثبوت !!
❗️ نص الحديث :
عن عبيد الله بن محمد ابن عائشة بنت طلحة قال :
(( لما قدم عليه السلام المدينة جعل النساء والصبيان يقلن :
طلع البدر علينا
وجب الشكر علينا
من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع
قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : (( كلام ابن عائشة معضل لا تقوم به حجة )) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : (( سند منقطع )) .
قلتُ : إسناده (( معضل )) كما ذكره الحافظ العراقي ؛ سقط منه عدد من الرواة ؛ فابن عائشة هذا اسمه : عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .
روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .
وهو من ذرية عائشة بنت طلحة ، ولذلك قيل له ( ابن عائشة ).
وهو رحمه الله تعالى ( ثقة ) ، من كبار الطبقة العاشرة ، وأهل هذه الطبقة وصفهم الحافظ ابن حجر بأنهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين ؛ كأحمد بن حنبل( ) .
فبين ابن عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله مفاوز .
وقال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (( ضعيف ))
وقال شيخنا أكرم العمري حفظه الله : (( أما تلك الروايات التي تفيد استقباله بنشيد
( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) فلم ترد بها رواية صحيحة )) .
ومع ضعف سند الحديث ، نجد كثيرًا من الأئمة يذكرونه ولا ينكرونه ؛ منهم : ابن حبان ، وابن عبد البر ، وابن القيم ، وابن كثير ، والسمهودي ، والصالحي ، والمراغي ، وغيرهم( ) .
هذا ما يتعلق بسند الحديث والحكم عليه ، وأما متنه ؛
فقد أنكرت ألفاظ في متنه من وجوه ، ذكرها محمد محمد حسن شراب في كتابه المفيد :
( المعالم الأثيرة ) ، وخلاصة ما ذكره ما يلي :
1 - في النشيد رقة وليونة لا تناسب أساليب القول في الزمن المنسوب النشيد إليه ، وربما يكون من أشعار القرن الثالث الهجري .
2 - جاء النشيد على وزن بحر ( الرمل ) ، وكان يغلب على الأناشيد المرتجلة ( الرجز ) .
3 - مما يروى من أبيات النشيد :
جئت شرفت المدينة
مرحبًا يا خير داع
كيف يقول أهل المدينة ( شرفت المدينة ) ، وإنما سميت المدينة بعد مقدم رسول الله إليها ، واسمها المعروف لديهم ( يثرب ) .
انتهى كلامُ المحقّق .