#قول_تقَبَّل_الله_بعد_الفراغ_من_الصلاة
والجواب أن يقال:
أَوَّلًا: قول المسلم لأخيه "تَقَبَّل الله" بعد أداء عبادة الصلاة أو أي عبادة أخرى يندرج ضمن مطلق الدعاء الذي حثَّ عليه الشارع الحكيم، ولا يجوز النهي عن الدعاء في موضع أو تخصيصه بحال دون حال أو مكان دون مكان أو زمان دون زمان إلا بدليل شرعي، فدعوى المخالف تخصيص دعاء المسلم لأخيه المسلم بما عدا أدبار الصلوات ليس إلا مجرد دعوى بلا دليل لا تنهض لمعارضة ما استفاض في الشريعة من نصوص عامة مرغبة في الدعاء، وينتج عن هذه الدعوى بالمنع: تخصيص ما أطلقه الشارع الحكيم وتضييق ما وسَّعه، ومنه: إبطال العمل بعمومات الشريعة فتبديل أحكام الله، وهذا هو بالذات سبيل البدعة الضلالة!. قال الحافظ أبو شامة المقدسي: ((وَلَا يَنْبَغِي تَخْصِيص الْعِبَادَات بأوْقاتٍ لَم يُخَصِّصها بهَا الشَّرْع، بَل يَكُون جَمِيع أَفعَال الْبِّرِّ مُرْسَلَة فِي جَمِيع الْأَزْمَانِ لَيْسَ لبَعضِها على بعضٍ فَضْلٌ إِلَّا مَا فَضَّلَه الشَّرْعُ وَخَصَّه بِنَوْعٍ مِن الْعِبَادَة)) [الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص:51)].
هذا وقد جاء في صحيح البخاري قول المصنف: ((بَابُ الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ)) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((أَي: الْمَكْتُوبَةِ، وَفِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدُّعَاءَ بَعْدَ الصَّلَاةِ لَا يُشْرَعُ...وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: "جَوْفَ اللَّيْلِ الْأَخِيرَ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ" وَقَالَ حَسَنٌ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ رِوَايَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ قَالَ: "الدُّعَاءُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ النَّافِلَةِ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ")) [فتح الباري (11/133-134)] فأنت ترى مشروعية الدعاء بإطلاق دبر الصلوات المكتوبات: فما معنى إذن استثناء المخالف منه الدعاء بقبول العبادة؟!!!..
ثانيا: نعم؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدلُّ على مشروعيَّة دعاء الله تعالى بقبول الطاعات والعبادات إثر الاتيان بها:
قال تعالى حاكيا عن السيدة مريم عليها السلام: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا #فَتَقَبَّلْ_مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 35].
وقال ربُّنا في حكاية بناء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وولده سيدنا إسماعيل -عليه السلام- للكعبة المشرفة: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ #رَبَّنَا_تَقَبَّلْ_مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127]: وقد استدل حافظ الدُّنيا ابنُ حجر العسقلاني بهذه الآية للحكم بمشروعية الدعاء بالقبول عند أداء الطاعات فقال ما نصه: ((وقد ورد في خُصُوص "تَقَبَّل اللهُ" دَلِيلٌ قوِيٌّ لـمشْرُوعِيَّةِ ذَلكَ لِمَن فَعَلَ مأمُورَاته أَنْ يَسْأَل الله تَعَالى يَتَقَبَّل الله مِنهُ ذَلِكَ، وهو ما حَكَى الله تَعَالى عَن خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيم -علَيْهِ السَّلَام- وَوَلَده إِسْمَاعيل -علَيْهِ السَّلَام- حِينَ بَنَيَا الكَعْبَة حيثُ قال: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[البقرة:127])) [جُزءٌ فِي التَّهْنِئَة فِي الأَعْيَادِ وغَيرِهَا (ص:44)] وهو أصل عظيم في المسألة.
ثالثًا: ثبت عن بعض السلف وأيمة الإسلام الدعاء بالقبول على أداء شتى العبادات والطاعات: صيام، حج، غزوة...الخ فأين الاشكال في إلحاق به الدعاء بقبول الصلاة ؟!!!...وإليك بعض أقوالهم:
قال الموفّق ابن قدامة المقدسي الحنبلي: ((قَالَ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك". وَقَالَ حَرْبٌ: "سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي الْعِيدَيْنِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ وَمِنْكُمْ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَرْوِيه أَهْلُ الشَّامِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. قِيلَ: وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: فَلَا تُكْرَهُ أَنْ يُقَالَ هَذَا يَوْمَ الْعِيدِ. قَالَ: لَا". وَذَكَرَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي تَهْنِئَةِ الْعِيدِ أَحَادِيثَ، مِنْهَا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: "كُنْتُ مَعَ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ - فَكَانُوا إذَا رَجَعُوا مِنْ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لَبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ". وَقَالَ أَحْمَدُ: إسْنَادُ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ إسْنَادٌ جَيِّدٌ.
والجواب أن يقال:
أَوَّلًا: قول المسلم لأخيه "تَقَبَّل الله" بعد أداء عبادة الصلاة أو أي عبادة أخرى يندرج ضمن مطلق الدعاء الذي حثَّ عليه الشارع الحكيم، ولا يجوز النهي عن الدعاء في موضع أو تخصيصه بحال دون حال أو مكان دون مكان أو زمان دون زمان إلا بدليل شرعي، فدعوى المخالف تخصيص دعاء المسلم لأخيه المسلم بما عدا أدبار الصلوات ليس إلا مجرد دعوى بلا دليل لا تنهض لمعارضة ما استفاض في الشريعة من نصوص عامة مرغبة في الدعاء، وينتج عن هذه الدعوى بالمنع: تخصيص ما أطلقه الشارع الحكيم وتضييق ما وسَّعه، ومنه: إبطال العمل بعمومات الشريعة فتبديل أحكام الله، وهذا هو بالذات سبيل البدعة الضلالة!. قال الحافظ أبو شامة المقدسي: ((وَلَا يَنْبَغِي تَخْصِيص الْعِبَادَات بأوْقاتٍ لَم يُخَصِّصها بهَا الشَّرْع، بَل يَكُون جَمِيع أَفعَال الْبِّرِّ مُرْسَلَة فِي جَمِيع الْأَزْمَانِ لَيْسَ لبَعضِها على بعضٍ فَضْلٌ إِلَّا مَا فَضَّلَه الشَّرْعُ وَخَصَّه بِنَوْعٍ مِن الْعِبَادَة)) [الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص:51)].
هذا وقد جاء في صحيح البخاري قول المصنف: ((بَابُ الدُّعَاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ)) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((أَي: الْمَكْتُوبَةِ، وَفِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الدُّعَاءَ بَعْدَ الصَّلَاةِ لَا يُشْرَعُ...وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: "جَوْفَ اللَّيْلِ الْأَخِيرَ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ" وَقَالَ حَسَنٌ، وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ رِوَايَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ قَالَ: "الدُّعَاءُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ أَفْضَلُ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدَ النَّافِلَةِ كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى النَّافِلَةِ")) [فتح الباري (11/133-134)] فأنت ترى مشروعية الدعاء بإطلاق دبر الصلوات المكتوبات: فما معنى إذن استثناء المخالف منه الدعاء بقبول العبادة؟!!!..
ثانيا: نعم؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدلُّ على مشروعيَّة دعاء الله تعالى بقبول الطاعات والعبادات إثر الاتيان بها:
قال تعالى حاكيا عن السيدة مريم عليها السلام: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا #فَتَقَبَّلْ_مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 35].
وقال ربُّنا في حكاية بناء خليل الرحمن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وولده سيدنا إسماعيل -عليه السلام- للكعبة المشرفة: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ #رَبَّنَا_تَقَبَّلْ_مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127]: وقد استدل حافظ الدُّنيا ابنُ حجر العسقلاني بهذه الآية للحكم بمشروعية الدعاء بالقبول عند أداء الطاعات فقال ما نصه: ((وقد ورد في خُصُوص "تَقَبَّل اللهُ" دَلِيلٌ قوِيٌّ لـمشْرُوعِيَّةِ ذَلكَ لِمَن فَعَلَ مأمُورَاته أَنْ يَسْأَل الله تَعَالى يَتَقَبَّل الله مِنهُ ذَلِكَ، وهو ما حَكَى الله تَعَالى عَن خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيم -علَيْهِ السَّلَام- وَوَلَده إِسْمَاعيل -علَيْهِ السَّلَام- حِينَ بَنَيَا الكَعْبَة حيثُ قال: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[البقرة:127])) [جُزءٌ فِي التَّهْنِئَة فِي الأَعْيَادِ وغَيرِهَا (ص:44)] وهو أصل عظيم في المسألة.
ثالثًا: ثبت عن بعض السلف وأيمة الإسلام الدعاء بالقبول على أداء شتى العبادات والطاعات: صيام، حج، غزوة...الخ فأين الاشكال في إلحاق به الدعاء بقبول الصلاة ؟!!!...وإليك بعض أقوالهم:
قال الموفّق ابن قدامة المقدسي الحنبلي: ((قَالَ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك". وَقَالَ حَرْبٌ: "سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فِي الْعِيدَيْنِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ وَمِنْكُمْ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَرْوِيه أَهْلُ الشَّامِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. قِيلَ: وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: فَلَا تُكْرَهُ أَنْ يُقَالَ هَذَا يَوْمَ الْعِيدِ. قَالَ: لَا". وَذَكَرَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي تَهْنِئَةِ الْعِيدِ أَحَادِيثَ، مِنْهَا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ: "كُنْتُ مَعَ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ - فَكَانُوا إذَا رَجَعُوا مِنْ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لَبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ". وَقَالَ أَحْمَدُ: إسْنَادُ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ إسْنَادٌ جَيِّدٌ.