.
#إشــــراقات_في_لغــــة_الضــــــاد..
(الضاد والأضداد)
شعر: هشام باشا
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
ماذا سيَصْنَعُ "ضَادِيْ" بَيْنَ أَضْدادي؟
فَقَطْ سَيَذْكُرُ أَجْداثي وأَجْدادي
فَقَطْ سيَسْأَلُ: أيْنَ الأَعْجَمْيَّةُ مِن
فَصاحَتي، واهْتِزازي في قُرَى "عادِ"؟!
طارَ الجَمِيعُ، ووَحْدي ما أَزالُ هُنا
ب"الضَّادِ" خَلْفَ جِمالي ذلكَ الحَادي
والخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْداءُ قد سَئِمَتْ
مِنّي ومِن طُولِ تَرْديدي وإنْشَادي
و "الضَّادُ" شَيْءٌ عَظِيمٌ، غيْرَ أنّيَ لَم
أُشْغِلْ بهِ غيْرَ إقْوائي وإسْنادي
ولَم أُفَجِّرْ بهِ شَمْسًا تُضِيءُ، ولا
عَيْنًا تُفَرْدِسُ نَفْسَ الظَّامِئ الصَّادي
ولَم أُشَيِّدْ بهِ للَيْومِ نافِذَةً
يُطِلُّ مِنْها على أَمْسي وأَمْجادي
و "الضَّادُ" صَوْتُ السَّما الآتي ليَغْسِلَ مِن
بَراثِنِ الشَّرِّ أَرْواحي وأَجْسادي
لكِنّني حالَما طُهِّرْتُ وانْطَفَأتْ
نَفْسي تَحَوّلْتُ كِبْرِيتًا لإيقادي
ووَقْتَ أَنْ سَحَبُ الشَّيْطانُ خِنْجَرَهُ
عَنّي تَحَوّلْتُ سِكِّيًنًا لأَكْبادي
لا ذَنْبَ للضَّادِ في أنّي بلا سَفَرٍ
في الأُفْقِ، يَكْشِفُ للرَّائينَ أَبْعادي
و "الضَّادُ" كالضَّوْءِ، حُرٌّ، غيْرَ أنّيَ لَم
أُحْدِثْ بهِ فَجْوَةً في صَدْرِ جَلَّادي
كمْ يَشْتَهي ثَوْرَةً؛ لا كَيْ تُحَرِّرَني
بلْ كَيْ تُحَرِّرَ مِن جَنْبَيَّ أَصْفادي
لكِنّني لَم أَرُمْ تَسْيِيدَ جُمْجُمَتي
في الأُفْقِ كَيْ لا يَصِيرَ "الغَرْبُ" أَسْيادي
أنا مَتى أَمَروا أَغْفُو، مَتى أَمَروا
أَصْحُو، مَتى أَمَروا أحْبُو إلى زادي
وحَسْبَما فَرَضُوا أَضْحَى يُلَمْلِمُ - مِن
عَواطلي - ذِكْرَياتِ الزَّرْعِ حَصَّادي
وجِفْنُهُ يَتَمَنّى طَيْفَ سُنْبُلَةٍ
مِن الغِيابِ الذي يَطْفُو على الوَادي
أنا كما فَرَضُوا هذا المُقَسَّمُ في
مَوائدِ المُلْكِ لَحْمًا بَيْنَ أَوْلادي
جاسُوسُهم فَوْقَ رَأْسي؛ مُتُّ لو رَسَمَتْ
يَدايَ مِن دُونِ قَصْدٍ وَجْهَ مِيلادي
لكِنّني ما يَدِي إلّا لوَضْعِ يَدي الأُخْرى
لمَطْرَقَتي الكُبْرُى وحَدّادي
ماذا سَأَصْنَعُ إنّي كُلَّما انْتُهِكَتْ
بَيْتي تَشَبَّثْتُ بالفُصْحى لإنْجادي
ما زِلْتُ أَرْفَعُ "ضَادي" كُلَّما شَعَرَتْ
بوَطْأَةِ الخَصْمِ أَعْضائي وسُجَّادي
و "الضَّادُ" ليْسَ بمَخْفُوضٍ لأَرْفَعَهُ
أَعْلا وأَرْفَعَ مِن قامُوسِهِ الهَادي
و "الضَّادُ" كالقُدْسِ لا يَحْتاجُ مِئذَنَةً
أُخْرَى، تُقامُ بإبْراقي، وإرْعَادي
يَحْتاجُ كالقُدْسِ "صَارُوخًا" يُضافُ إلى
تِلْكَ المَآذِنِ؛ حِرْزًا مِن يَدِ العادي
و "الضَّادُ" بَحْرٌ عَمِيقٌ عُمْقَ رابِطِهِ
بقَارِبي، وبمِجْدافي وصَيّادي
لَكِنّهُ يَتَمَنّى أنْ أُزَيِّنَهُ
كغَيْرِهِ بـ"أَسَاطِيلٍ" لإسْنادي
ما زِلْتُ مُحْتَفِلًا بـ"الضَّادِ" مُفْتَخِرًا
على الأعاجِمِ بالتَّصْفيقِ في النَّادي
و "الضَّادُ" مِن حُزْنِهِ المُمْتَدِّ يَصْرُخُ بي:
كمْ احْتَفَلْتِ ولَم تَظْفَرْ بإسْعادي
يَقُولُ: لا تَحْتَفِلْ بـ"الضَّادِ"، يُسْعِدُني
لوِ احْتَفَلْتَ بما أَحْدَثْتَ بـ"الضَّادِ"
2019/12/24
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني - اليمن
#إشــــراقات_في_لغــــة_الضــــــاد..
(الضاد والأضداد)
شعر: هشام باشا
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
ماذا سيَصْنَعُ "ضَادِيْ" بَيْنَ أَضْدادي؟
فَقَطْ سَيَذْكُرُ أَجْداثي وأَجْدادي
فَقَطْ سيَسْأَلُ: أيْنَ الأَعْجَمْيَّةُ مِن
فَصاحَتي، واهْتِزازي في قُرَى "عادِ"؟!
طارَ الجَمِيعُ، ووَحْدي ما أَزالُ هُنا
ب"الضَّادِ" خَلْفَ جِمالي ذلكَ الحَادي
والخَيْلُ واللَّيْلُ والبَيْداءُ قد سَئِمَتْ
مِنّي ومِن طُولِ تَرْديدي وإنْشَادي
و "الضَّادُ" شَيْءٌ عَظِيمٌ، غيْرَ أنّيَ لَم
أُشْغِلْ بهِ غيْرَ إقْوائي وإسْنادي
ولَم أُفَجِّرْ بهِ شَمْسًا تُضِيءُ، ولا
عَيْنًا تُفَرْدِسُ نَفْسَ الظَّامِئ الصَّادي
ولَم أُشَيِّدْ بهِ للَيْومِ نافِذَةً
يُطِلُّ مِنْها على أَمْسي وأَمْجادي
و "الضَّادُ" صَوْتُ السَّما الآتي ليَغْسِلَ مِن
بَراثِنِ الشَّرِّ أَرْواحي وأَجْسادي
لكِنّني حالَما طُهِّرْتُ وانْطَفَأتْ
نَفْسي تَحَوّلْتُ كِبْرِيتًا لإيقادي
ووَقْتَ أَنْ سَحَبُ الشَّيْطانُ خِنْجَرَهُ
عَنّي تَحَوّلْتُ سِكِّيًنًا لأَكْبادي
لا ذَنْبَ للضَّادِ في أنّي بلا سَفَرٍ
في الأُفْقِ، يَكْشِفُ للرَّائينَ أَبْعادي
و "الضَّادُ" كالضَّوْءِ، حُرٌّ، غيْرَ أنّيَ لَم
أُحْدِثْ بهِ فَجْوَةً في صَدْرِ جَلَّادي
كمْ يَشْتَهي ثَوْرَةً؛ لا كَيْ تُحَرِّرَني
بلْ كَيْ تُحَرِّرَ مِن جَنْبَيَّ أَصْفادي
لكِنّني لَم أَرُمْ تَسْيِيدَ جُمْجُمَتي
في الأُفْقِ كَيْ لا يَصِيرَ "الغَرْبُ" أَسْيادي
أنا مَتى أَمَروا أَغْفُو، مَتى أَمَروا
أَصْحُو، مَتى أَمَروا أحْبُو إلى زادي
وحَسْبَما فَرَضُوا أَضْحَى يُلَمْلِمُ - مِن
عَواطلي - ذِكْرَياتِ الزَّرْعِ حَصَّادي
وجِفْنُهُ يَتَمَنّى طَيْفَ سُنْبُلَةٍ
مِن الغِيابِ الذي يَطْفُو على الوَادي
أنا كما فَرَضُوا هذا المُقَسَّمُ في
مَوائدِ المُلْكِ لَحْمًا بَيْنَ أَوْلادي
جاسُوسُهم فَوْقَ رَأْسي؛ مُتُّ لو رَسَمَتْ
يَدايَ مِن دُونِ قَصْدٍ وَجْهَ مِيلادي
لكِنّني ما يَدِي إلّا لوَضْعِ يَدي الأُخْرى
لمَطْرَقَتي الكُبْرُى وحَدّادي
ماذا سَأَصْنَعُ إنّي كُلَّما انْتُهِكَتْ
بَيْتي تَشَبَّثْتُ بالفُصْحى لإنْجادي
ما زِلْتُ أَرْفَعُ "ضَادي" كُلَّما شَعَرَتْ
بوَطْأَةِ الخَصْمِ أَعْضائي وسُجَّادي
و "الضَّادُ" ليْسَ بمَخْفُوضٍ لأَرْفَعَهُ
أَعْلا وأَرْفَعَ مِن قامُوسِهِ الهَادي
و "الضَّادُ" كالقُدْسِ لا يَحْتاجُ مِئذَنَةً
أُخْرَى، تُقامُ بإبْراقي، وإرْعَادي
يَحْتاجُ كالقُدْسِ "صَارُوخًا" يُضافُ إلى
تِلْكَ المَآذِنِ؛ حِرْزًا مِن يَدِ العادي
و "الضَّادُ" بَحْرٌ عَمِيقٌ عُمْقَ رابِطِهِ
بقَارِبي، وبمِجْدافي وصَيّادي
لَكِنّهُ يَتَمَنّى أنْ أُزَيِّنَهُ
كغَيْرِهِ بـ"أَسَاطِيلٍ" لإسْنادي
ما زِلْتُ مُحْتَفِلًا بـ"الضَّادِ" مُفْتَخِرًا
على الأعاجِمِ بالتَّصْفيقِ في النَّادي
و "الضَّادُ" مِن حُزْنِهِ المُمْتَدِّ يَصْرُخُ بي:
كمْ احْتَفَلْتِ ولَم تَظْفَرْ بإسْعادي
يَقُولُ: لا تَحْتَفِلْ بـ"الضَّادِ"، يُسْعِدُني
لوِ احْتَفَلْتَ بما أَحْدَثْتَ بـ"الضَّادِ"
2019/12/24
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني - اليمن