#رسائل_الشهداء_١
* الشهيد_ الفاتح حمزة_ يكتب في لحظة الصمت والوداع الاخير الي _مصطفي ميرغني _وأخرين في نجيعه
#إلي_مصطفي_ميرغني_وأخرين
الفاتح حمزة
الكتابة إليك مُرة مرارة القدر في طريق القاعدين ، والكتابة اليك لا تحفي عن لقاء او رؤية او جلوس والسفر إليك يدمي ويرهق والطريق الي داركم قتال والنزول الي ساحكم خشن المداس عريض البلاء ، تداركتنا كرباة الخدود نعبد القطيفة والحطام والدينار
ما رضيت بمقعد خلاف رسول الله ولا وضعت عنك هم أمة تسعي للمزلة في عرض التاريخ كالهُمل والهوام
صدقت لما عاهدت ، وأوفيت إذا وعدت الله والرسول والنبيين
ما تواضعت لهدف قريب ولا لعرض تافه ، فذلك قدر المومهوين والخوالف
إيقنت أنك ستفعلها منذ لاقيتك لان في عينيك يقين الخبر وعلي قدميك فوح من غبار مواكب البدرين ، تسخر من البلاء كان في يديك مفتاح باب الجنة ، وكأن كثير من ذلك لم أفهمه إلا ليلة الخبر
ولكن...
عشرون عاما في عمرهم سفها بغير عِلم وظلم وعمالة وأبتزاز
عشرون عاما أنت غضاضه الصبا بين المصاحف والمأذن و صلوات الفجر
عشرون عاما تتهيأ للقاء الأصاحب والنبيين
عشرون عاما صبرا .. وصلاة .. و بندقية .. وصلابة تسافر بكل هذا الذاد يا لك من فتي من السابقين قليل .
أتيت ربك بالنصر والجرح والشهادة ، وجئنا بالحطام والجبن والقمامة ، جئنا كبائع الفقر نشكو قرصة الايام وقيظ الحرب وعورة الدار ، جئنا عراة تضحك علينا زيول النساء وسفهاء المجالس من الماجنين والعاجزين بلا ذكر ولا تاريخ
أخي مصطفي !
تركتنا كتماثيل الكرتون نندب الحظوظ في طول الحياة لتصيبنا خسفها وترينا كل يوما منزلا ، ونحن كأجساد العبيد لا نزداد منها إلا قربا وإخلاصا وتوددا
ذهبت باكرا كقارب الفالحين مدججا بالسلاح والدم والجراح
نعلم أنك قد وصلتهم حالا فنعمت ، وتفردت ، وغرقت في الفرح والنعيم ، وصلت مملؤا ممسكا نوراً ..وجلست وأخرون
بربك هل ذكرت بؤسنا والسذاجة والانحطاط ، هل ذكرت تماثيل الطين والخوالف والقاعدين
يا لك من فتي في السابقين قليل
عشرون كهذه يقضونها حربا علي المظلومين ، وعبادة لأرباب الخزائن والاموال وحق الفيتو
عشرون كهذه عندهم نوما في فراش الغانيات والحانات وأندية العراة ومجالس القطيعة
أخي مصطفي !
كلما أتفرس وجهك أجدني أبعد أن اعرف عنك سِرا أو معلومه ، طلبت منك يوما أن تسلم كتاب لأخ لك حبيبٍ يقص سيرة لأصحاب الرسول وعشاق الجنة
ما معني تل الابتسامة الساخرة ..؟ ماذا تريد أن تقول ..؟ ماذا تخفي ؟
كأنما أنه يكفي أن يعرف مثلك فيكون الشهيد واللقاء ..
لن يطفئ خطاب إليك نارا ولن تسعفني لغه إليك لأخاطبك
او السفر عندكم بهذا اليسر ، او الدرب عندكم موصول الخطى قليل الذاد كثير الرحال
كم من مثل نفوسنا تشري سلعة الله فنلقي ونسعد عن بعدٍ لمثلنا أن يصل .
يا سليل المهدي والنجومي وود عجيب حدثهم أن بلادهم تلد في كل يوم ، حنظلة ، ورصاصة ، وشهيد .. من يشمر لها تأتيه بالدم والموت و الجحيم
أيها المصطفي !
إليك من طين الزروع ألف تحية ، ومن كل مرضع وفقير إليك لحن الصبية حول نار المسيد ومجالس السمر
نِعم الفتي أنت !
لم تنظر من تحت قدميك ولا من أسفل مِنك إلا بُعداً وأفاقا ، من كل شمس صائفة لك نصيب حر ، ومن كل أرض لك من غبارها حظّ ، ومن كل مطر لك شُرب يوم ، ومن كل خندق لك قصة وموعد .
من أنت إيها الفتي ؟
الدنيا لا تسوي عندك أوضع ألامل ، ولا أضعف الايمان ، خبِرت الدرب كأنما عُمِرت القرون ، وشهدت مصرع الأجال والأجيال ، أمثالكم يُعدِل أمة بمساجدها ، وتاريخها ، وبترولها .
عشرات الخائنين ادعياء الحرية وحب الانسان والاوطان
يتناجون بالاثم والعدوان والغزو ، يجرجرون الخيبة من كل منتدي ويبيعون الفضيلة بكل دولار ودرهم
أيها المصطفي !
حدثهم أن الرسول حاضر وجبريل والقعقاع ، وأن البحر ذات البحر يشق الارض شاهدآ ، وأن الجبل ذاته يمتد في التاريخ ينبئ أن الايام دول ،
وأن الكتاب هو .. هو وأهل الكهف والبقرة وأل عمران .
يا من جئتم من كل صوب وتناديتم من كل الشعب ، كأنكم علي موعدٍ ، وكأنكم إلي لِقاء
#ألف_تحية_والسلام
* الشهيد_ الفاتح حمزة_ يكتب في لحظة الصمت والوداع الاخير الي _مصطفي ميرغني _وأخرين في نجيعه
#إلي_مصطفي_ميرغني_وأخرين
الفاتح حمزة
الكتابة إليك مُرة مرارة القدر في طريق القاعدين ، والكتابة اليك لا تحفي عن لقاء او رؤية او جلوس والسفر إليك يدمي ويرهق والطريق الي داركم قتال والنزول الي ساحكم خشن المداس عريض البلاء ، تداركتنا كرباة الخدود نعبد القطيفة والحطام والدينار
ما رضيت بمقعد خلاف رسول الله ولا وضعت عنك هم أمة تسعي للمزلة في عرض التاريخ كالهُمل والهوام
صدقت لما عاهدت ، وأوفيت إذا وعدت الله والرسول والنبيين
ما تواضعت لهدف قريب ولا لعرض تافه ، فذلك قدر المومهوين والخوالف
إيقنت أنك ستفعلها منذ لاقيتك لان في عينيك يقين الخبر وعلي قدميك فوح من غبار مواكب البدرين ، تسخر من البلاء كان في يديك مفتاح باب الجنة ، وكأن كثير من ذلك لم أفهمه إلا ليلة الخبر
ولكن...
عشرون عاما في عمرهم سفها بغير عِلم وظلم وعمالة وأبتزاز
عشرون عاما أنت غضاضه الصبا بين المصاحف والمأذن و صلوات الفجر
عشرون عاما تتهيأ للقاء الأصاحب والنبيين
عشرون عاما صبرا .. وصلاة .. و بندقية .. وصلابة تسافر بكل هذا الذاد يا لك من فتي من السابقين قليل .
أتيت ربك بالنصر والجرح والشهادة ، وجئنا بالحطام والجبن والقمامة ، جئنا كبائع الفقر نشكو قرصة الايام وقيظ الحرب وعورة الدار ، جئنا عراة تضحك علينا زيول النساء وسفهاء المجالس من الماجنين والعاجزين بلا ذكر ولا تاريخ
أخي مصطفي !
تركتنا كتماثيل الكرتون نندب الحظوظ في طول الحياة لتصيبنا خسفها وترينا كل يوما منزلا ، ونحن كأجساد العبيد لا نزداد منها إلا قربا وإخلاصا وتوددا
ذهبت باكرا كقارب الفالحين مدججا بالسلاح والدم والجراح
نعلم أنك قد وصلتهم حالا فنعمت ، وتفردت ، وغرقت في الفرح والنعيم ، وصلت مملؤا ممسكا نوراً ..وجلست وأخرون
بربك هل ذكرت بؤسنا والسذاجة والانحطاط ، هل ذكرت تماثيل الطين والخوالف والقاعدين
يا لك من فتي في السابقين قليل
عشرون كهذه يقضونها حربا علي المظلومين ، وعبادة لأرباب الخزائن والاموال وحق الفيتو
عشرون كهذه عندهم نوما في فراش الغانيات والحانات وأندية العراة ومجالس القطيعة
أخي مصطفي !
كلما أتفرس وجهك أجدني أبعد أن اعرف عنك سِرا أو معلومه ، طلبت منك يوما أن تسلم كتاب لأخ لك حبيبٍ يقص سيرة لأصحاب الرسول وعشاق الجنة
ما معني تل الابتسامة الساخرة ..؟ ماذا تريد أن تقول ..؟ ماذا تخفي ؟
كأنما أنه يكفي أن يعرف مثلك فيكون الشهيد واللقاء ..
لن يطفئ خطاب إليك نارا ولن تسعفني لغه إليك لأخاطبك
او السفر عندكم بهذا اليسر ، او الدرب عندكم موصول الخطى قليل الذاد كثير الرحال
كم من مثل نفوسنا تشري سلعة الله فنلقي ونسعد عن بعدٍ لمثلنا أن يصل .
يا سليل المهدي والنجومي وود عجيب حدثهم أن بلادهم تلد في كل يوم ، حنظلة ، ورصاصة ، وشهيد .. من يشمر لها تأتيه بالدم والموت و الجحيم
أيها المصطفي !
إليك من طين الزروع ألف تحية ، ومن كل مرضع وفقير إليك لحن الصبية حول نار المسيد ومجالس السمر
نِعم الفتي أنت !
لم تنظر من تحت قدميك ولا من أسفل مِنك إلا بُعداً وأفاقا ، من كل شمس صائفة لك نصيب حر ، ومن كل أرض لك من غبارها حظّ ، ومن كل مطر لك شُرب يوم ، ومن كل خندق لك قصة وموعد .
من أنت إيها الفتي ؟
الدنيا لا تسوي عندك أوضع ألامل ، ولا أضعف الايمان ، خبِرت الدرب كأنما عُمِرت القرون ، وشهدت مصرع الأجال والأجيال ، أمثالكم يُعدِل أمة بمساجدها ، وتاريخها ، وبترولها .
عشرات الخائنين ادعياء الحرية وحب الانسان والاوطان
يتناجون بالاثم والعدوان والغزو ، يجرجرون الخيبة من كل منتدي ويبيعون الفضيلة بكل دولار ودرهم
أيها المصطفي !
حدثهم أن الرسول حاضر وجبريل والقعقاع ، وأن البحر ذات البحر يشق الارض شاهدآ ، وأن الجبل ذاته يمتد في التاريخ ينبئ أن الايام دول ،
وأن الكتاب هو .. هو وأهل الكهف والبقرة وأل عمران .
يا من جئتم من كل صوب وتناديتم من كل الشعب ، كأنكم علي موعدٍ ، وكأنكم إلي لِقاء
#ألف_تحية_والسلام