معكَ يستحيل عليّ أن اؤمِن بأي نظريةٍ تتعلق بما يسمى فترة زمنية أو وقتًا طويلًا، وبما إننا لا نعترف بالتحجيم في علاقتنا إذًا لا يمكننا أن نحجم الوقت الذي بيننا ايضًا، ففي الأيام التي تحمل دقيقةً سعيدةً واحدة هي ليست دقيقة، وليس يومًا، إنها جيلٌ كاملٌ من الفرح، من المقطوعات الموسيقية التي لا تنتهي، من الرقصات الحالِمة المُحلقة بنا الى أللاتوقف. وكل دقيقةٍ حزينة نحملها في داخلنا، نتشاركها معًا، نثرثرها ، نأخذ عبئها ونحاول أن نحِلها، تبدو للناظر ليست أكثر من دقيقة عبوسٍ واحدة، إنها لنا ستون سنة من التفاصيل ، من الأفكار ، من القرب ، من الحزن اللذيذ - ملح الحياة - من أجيال الفرح التي تتخللهُ. و إذا حدث وتسائلنا أو سُؤلنا " ما عمر صداقتنا " . بإمكاننا أن نقول بكل ثقة بأنها عدد لا متناه من الأجيال السعيدة وعدد غير معروف من السنين الحزينة/السعيدة ، عمرنا معًا لا يحسب بالأيام - فكما قلت ما لا يحجم لا يُحسب - .إذ يستحيل أن يتسع الحساب لِجمع عدد الملذات و الدهشات الكثيرة في كل قصيدةٍ جديدة و كل نص، في كل فلم و صورة ، في كل قدح قهوة أو زجاجة عصير ، في كل إبتسامة و تحديق - حتى النظرات الخبيثة و المستهزئة - ، في المكالمات ، التساؤلات ، النقاشات، الوعود/اللاوعود ، القلق ، الحب ، التهديد ، المحاولات و العمق . و كنتيجةٍ معروفة يستحيل على الحِساب أن يتسع لكل تفاصيلنا و لكل الأشياء الصغيرة التي بيننا .
#آمنه_حيدر | 💜
#آمنه_حيدر | 💜