السلام عليكم جميعا✋:
.
(( ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﺮﺽ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺔ 1954 ﻭ 1962 ، ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ " ﻏﻴﺮﺕ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ " ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ))
__
ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜّﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻴّﺎ، ﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺩﻻﻻﺗﻬﺎ :
__
1 ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻀﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 12 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ " ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ " ، ﺃﺑﺤﺮ ﺍﻷﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺭﻳﺸﺎﺭﺩ ﺑﻴﺮﺩ ( Richard Bird ) ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﻭ ﻣﺴﺘﻜﺸﻒ ﻣﺪﻧﻲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﺷﺒﻪ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ Indiana Jones ﺍﻟﻬﻮﻟﻴﻮﺩﻳﺔ ﺗﻢ ﺍﻗﺘﺒﺎﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ - ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1954 ، ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎﺭ " ﻣﻬﻤﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ " ، ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺄﺳﻄﻮﻝ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ 4,700 ﺷﺨﺺ . ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻔّﻠﺔ، ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﻢ؟
ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﺳﻢ " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ " ( Operation High Jump ) - ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﺒﻄّﻨﺔ، ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻼﻣﻬﻢ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ CBS ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺑﻴﺮﺩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻢ ﺑﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﻏﺴﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻤﻰ " ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ." ﺃﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻔﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، ﺑﺪَﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀﻫﺎ، ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ، ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗّﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺑﻴﺮﺩ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ . ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺗﺪﺧّﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻹﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ . ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﺛﻤﺔ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻘّﻨﻮﺍ ﺑﻴﺮﺩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﺴﺒﻘﺎ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ . ﻗﺪّﻡ ﺍﻷﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﻠّﺺ ﺣﺠﻤﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ . ﺛﻢ ﺗﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ " ﻛﺘﻠﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ " ﻫﺎﺋﻠﺔ ( Land Mass ) ، ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺷﻜﻠﻬﺎ، ﺗﻘﻊ ﻓﻮﻕ ﻫﻀﺒﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ 700 ﻣﺘﺮﺍ ﻋﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ - ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ - ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ، ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻄﺄﻫﺎ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ .
ﺗﺮﻯ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻴﺮﺩ ﻫﻨﺎ؟ ( ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﺗﻮﺏ ) .
__
2 ) ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1958 ، ﺃﺑﺤﺮ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺑﻴﺮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ – ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺓ – ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ، ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺳﻢ " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ " ( Operation Deep Freeze ) ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺣﺎﻣﻼﺕ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ . ﻭ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺮ ﻫﻮﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺑﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ، ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺟّﻪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﺗﺼﺐ ﻛﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ " ﻋﺪﻭّﻫﺎ " ﺍﻟﺒﻌﺒﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ، ﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻀﻴﻖ ﺻﻐﻴﺮ؟ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺇﺑﻄﻬﻢ، ﺟﺎﻫﺰ ﻭ ﻣﻄﺒﻮﺥ ﻣﺴﺒﻘﺎ : ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻤﻴﺔ . ( ﺗﺼﻔﻴﻖ ﻭ ﺻﻔﻴﺮ ﺣﺎﺩ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻜﻢ ) .
ﺇﻥ ﻓﻜﺎﻫﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﻗﻄﻌﺎﻧﻬﺎ – ﺃﻗﺼﺪ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ – ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻛﺮﺓ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ " : ﺇﺫﻫﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﺐ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ . ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ ﻓﻘﻂ ."
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﺩﺭﺍﺟﻬﺎ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺴﺒﻖ، ﻭ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻱ ﺗﻔﺴﻴﺮ، ﻭ ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ - ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ - ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ : ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﺟﺪﺍ .
__
3 ) ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1959 ، ﻭﻗّﻌﺖ 12 ﺩﻭﻟﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ( ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ) ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑـ " ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ( Antarctica Treaty ) ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ 56 ﻃﺮﻑ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﺪّﺗﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﻭ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻷﻱ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ 2045 ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻃﻮﻝ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ، ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ( ﺑﻌﺪ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﻨﺔ 2017 ) . ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭ ﻫﻲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ Antarctica ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺣﻈﺮ ﺟﻮﻱ ﻭ ﺑﺤﺮﻱ ﺷﺒﻪ ﻣﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﺮّﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ( ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﺠﺎﻥ ﻗﺮﺏ ﺃﻭﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﻣﻨﺬ ﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺧﺼﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ) . ﻛﻤﺎ ﻧﺼ
.
(( ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻋﺮﺽ ﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺔ 1954 ﻭ 1962 ، ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ " ﻏﻴﺮﺕ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ " ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺓ ))
__
ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜّﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻴّﺎ، ﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺩﻻﻻﺗﻬﺎ :
__
1 ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻀﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 12 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ " ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ " ، ﺃﺑﺤﺮ ﺍﻷﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺭﻳﺸﺎﺭﺩ ﺑﻴﺮﺩ ( Richard Bird ) ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺤﺎﺭﺓ ﻭ ﻣﺴﺘﻜﺸﻒ ﻣﺪﻧﻲ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﺷﺒﻪ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ Indiana Jones ﺍﻟﻬﻮﻟﻴﻮﺩﻳﺔ ﺗﻢ ﺍﻗﺘﺒﺎﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ - ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1954 ، ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎﺭ " ﻣﻬﻤﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ " ، ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺄﺳﻄﻮﻝ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ 4,700 ﺷﺨﺺ . ﻭ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻐﻔّﻠﺔ، ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﻢ؟
ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﺳﻢ " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺛﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ " ( Operation High Jump ) - ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﺒﻄّﻨﺔ، ﻣﺜﻞ ﺃﻓﻼﻣﻬﻢ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ CBS ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺑﻴﺮﺩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻢ ﺑﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﻏﺴﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻤﻰ " ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ." ﺃﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻔﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، ﺑﺪَﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀﻫﺎ، ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ، ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗّﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺑﻴﺮﺩ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ . ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺗﺪﺧّﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺍﻹﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ . ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﺛﻤﺔ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻘّﻨﻮﺍ ﺑﻴﺮﺩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﺴﺒﻘﺎ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ . ﻗﺪّﻡ ﺍﻷﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﻠّﺺ ﺣﺠﻤﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ . ﺛﻢ ﺗﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ " ﻛﺘﻠﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ " ﻫﺎﺋﻠﺔ ( Land Mass ) ، ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺷﻜﻠﻬﺎ، ﺗﻘﻊ ﻓﻮﻕ ﻫﻀﺒﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺇﺭﺗﻔﺎﻋﻬﺎ 700 ﻣﺘﺮﺍ ﻋﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ - ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ - ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ، ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻄﺄﻫﺎ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ .
ﺗﺮﻯ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻴﺮﺩ ﻫﻨﺎ؟ ( ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﺗﻮﺏ ) .
__
2 ) ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1958 ، ﺃﺑﺤﺮ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺑﻴﺮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ – ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺓ – ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ، ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺳﻢ " ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ " ( Operation Deep Freeze ) ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺣﺎﻣﻼﺕ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ . ﻭ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺮ ﻫﻮﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺑﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ، ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺟّﻪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﺗﺼﺐ ﻛﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ " ﻋﺪﻭّﻫﺎ " ﺍﻟﺒﻌﺒﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ، ﻭ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻀﻴﻖ ﺻﻐﻴﺮ؟ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺇﺑﻄﻬﻢ، ﺟﺎﻫﺰ ﻭ ﻣﻄﺒﻮﺥ ﻣﺴﺒﻘﺎ : ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻤﻴﺔ . ( ﺗﺼﻔﻴﻖ ﻭ ﺻﻔﻴﺮ ﺣﺎﺩ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻜﻢ ) .
ﺇﻥ ﻓﻜﺎﻫﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﻗﻄﻌﺎﻧﻬﺎ – ﺃﻗﺼﺪ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ – ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﺳﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻛﺮﺓ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ " : ﺇﺫﻫﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﺐ ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ . ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ ﻓﻘﻂ ."
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﺩﺭﺍﺟﻬﺎ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺴﺒﻖ، ﻭ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺃﻱ ﺗﻔﺴﻴﺮ، ﻭ ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ - ﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ - ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻟﻺﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ : ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﺟﺪﺍ .
__
3 ) ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1959 ، ﻭﻗّﻌﺖ 12 ﺩﻭﻟﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ( ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ) ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑـ " ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ( Antarctica Treaty ) ، ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ 56 ﻃﺮﻑ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﺪّﺗﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﻭ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻷﻱ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ 2045 ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻃﻮﻝ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ، ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ( ﺑﻌﺪ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﻨﺔ 2017 ) . ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﺺ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭ ﻫﻲ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻧﺼﺖ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺔ Antarctica ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺣﻈﺮ ﺟﻮﻱ ﻭ ﺑﺤﺮﻱ ﺷﺒﻪ ﻣﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﻰ " ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ " ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﺮّﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ( ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﺠﺎﻥ ﻗﺮﺏ ﺃﻭﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻷﺭﺟﻨﺘﻴﻦ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﻣﻨﺬ ﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺧﺼﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ) . ﻛﻤﺎ ﻧﺼ