●🔵الشُّكْرُ و فضْلُه🔵●
🔹قال تعالى آمرًا لعباده بالشكر:﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾[البقرة].
🔹وقال سبحانه:﴿فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾[الواقعة]
ولولا حرف تحضيض بمعنى:هلَّا.
🍃إن الشُّكْرَ أعمُّ مما يفهمه كثيرٌ من الناس بأنه باللسان فحسْب.
🔹قال تعالى:﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13)فسمَّى سبحانه العمل شُكْرًا.
🔹وروى البخاري (4836)،ومسلم (2819)عن المُغِيرَةِ بن شعبة رضي الله عنه، يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».
🔹وروى ابن حبان (620)عَنْ عَطَاءٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا فقَالَ أَقُولُ يَا أُمَّهْ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا قَالَ فَقَالَتْ دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ قَالَ بن عُمَيْرٍ أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ "يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي" قُلْتُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ قَالَتْ فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَتْ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}الآية كلها [آل عمران: 190].
🔸قال ابن القيم رحمه الله في«الفوائد»(128):الشُّكْر هُوَ الْقيام بِطَاعَتِهِ والتقرب إِلَيْهِ بأنواع محابِّه ظَاهرا وَبَاطنا.اهـ
🔸وقال الشاعر:
أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً ... يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيرُ الْمُحَجَّبَا
فالشكرُ يكون بالقلب واللسان واليد.
🔹وكما أمر ربُّنا سبحانه بشكره أمرَ بشكْرِ نِعَمِه فقال عزَّ مِنْ قائل:﴿ واشكروا نعْمَة اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاه تَعْبدُونَ﴾.
📌ولكن الشكر إذا أُضيف إلى مُسدي النِّعْمة ومعطيها تعدَّى بحرف الجر كما تقدم،ويجوز تعديتُه إلى المفعول به من دون حرف جر تقول:نشكرُ اللهَ ونحمده،وإذا أُضيف الشكر إلى النِّعمة تعدَّى بنفسِه إلى المفعول به.وقد نبَّه على ذلك الشنقيطي في«أضواء البيان»(7/535).
🔹وفي هذه الآية الكريمة بيانٌ:أن النِّعَمَ من الله وحده لا شريك له سواء كانت نعمة الطاعات أو نعمة الملذَّات والعافية والمال والولد والجاه وسائر الأرزاق.
🔹والمؤمن أمره دائر بين أمرين:وهما الصبر والشكر.
🔹روى مسلم (2999)عَنْ صُهَيْب بن سنان رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
🍃فهذا حالُ المؤمن إن أُصيب بضراء صبر ولم يجزع ويتسخَّط،وإن رُزِق نعمة قابلها بالشكر والطاعة،وليس بالفخر والكبر والتعالي.
🍃والشكر يكون من العبد لربِّه
وذلك بمحافظة العبد على قلبه ولسانه و سمعه وبصره من الوقوع فيما يُغْضِبُ الله.
و على وقته من الضياع في غير منفعة ولا فائدة.
وعلى ماله من التبذير ومن الخوض فيه بغير حق...
🔹ويكون الشكرُ من الله لعبده.قال تعالى:﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾،وقال سبحانه:﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34].
🔸قال الشنقيطي في«أضواء البيان»(7/584): أَمَّا شُكْرُ الرَّبِّ لِعَبْدِهِ فَهُوَ أَنْ يُثِيبَهُ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ مِنْ عَمَلِهِ الْقَلِيلِ.
🔸وقال السعدي رحمه الله في«تفسيره»(868):أي يقبل من عباده اليسير من العمل، ويجازيهم عليه الكثير من الأجر، ويشكر تعالى لمن تحمل من أجله المشاق والأثقال، وناء بالتكاليف الثقال، ومن ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه.اهـ
📌ويشرع سجود الشكر عند تجدد نعمة أو دفعِ نقمة.
🔸وكما أُمِرْنا بشكر المُنعِم والنِّعمة فإننا مأمورون بشكر المحسن من الخلق ومجازاته بالمعروف كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه
🔹قال تعالى آمرًا لعباده بالشكر:﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾[البقرة].
🔹وقال سبحانه:﴿فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ﴾[الواقعة]
ولولا حرف تحضيض بمعنى:هلَّا.
🍃إن الشُّكْرَ أعمُّ مما يفهمه كثيرٌ من الناس بأنه باللسان فحسْب.
🔹قال تعالى:﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13)فسمَّى سبحانه العمل شُكْرًا.
🔹وروى البخاري (4836)،ومسلم (2819)عن المُغِيرَةِ بن شعبة رضي الله عنه، يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».
🔹وروى ابن حبان (620)عَنْ عَطَاءٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا فقَالَ أَقُولُ يَا أُمَّهْ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا قَالَ فَقَالَتْ دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ قَالَ بن عُمَيْرٍ أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ "يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي" قُلْتُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ قَالَتْ فَقَامَ فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَتْ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ قَالَتْ ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}الآية كلها [آل عمران: 190].
🔸قال ابن القيم رحمه الله في«الفوائد»(128):الشُّكْر هُوَ الْقيام بِطَاعَتِهِ والتقرب إِلَيْهِ بأنواع محابِّه ظَاهرا وَبَاطنا.اهـ
🔸وقال الشاعر:
أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً ... يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيرُ الْمُحَجَّبَا
فالشكرُ يكون بالقلب واللسان واليد.
🔹وكما أمر ربُّنا سبحانه بشكره أمرَ بشكْرِ نِعَمِه فقال عزَّ مِنْ قائل:﴿ واشكروا نعْمَة اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاه تَعْبدُونَ﴾.
📌ولكن الشكر إذا أُضيف إلى مُسدي النِّعْمة ومعطيها تعدَّى بحرف الجر كما تقدم،ويجوز تعديتُه إلى المفعول به من دون حرف جر تقول:نشكرُ اللهَ ونحمده،وإذا أُضيف الشكر إلى النِّعمة تعدَّى بنفسِه إلى المفعول به.وقد نبَّه على ذلك الشنقيطي في«أضواء البيان»(7/535).
🔹وفي هذه الآية الكريمة بيانٌ:أن النِّعَمَ من الله وحده لا شريك له سواء كانت نعمة الطاعات أو نعمة الملذَّات والعافية والمال والولد والجاه وسائر الأرزاق.
🔹والمؤمن أمره دائر بين أمرين:وهما الصبر والشكر.
🔹روى مسلم (2999)عَنْ صُهَيْب بن سنان رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».
🍃فهذا حالُ المؤمن إن أُصيب بضراء صبر ولم يجزع ويتسخَّط،وإن رُزِق نعمة قابلها بالشكر والطاعة،وليس بالفخر والكبر والتعالي.
🍃والشكر يكون من العبد لربِّه
وذلك بمحافظة العبد على قلبه ولسانه و سمعه وبصره من الوقوع فيما يُغْضِبُ الله.
و على وقته من الضياع في غير منفعة ولا فائدة.
وعلى ماله من التبذير ومن الخوض فيه بغير حق...
🔹ويكون الشكرُ من الله لعبده.قال تعالى:﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾،وقال سبحانه:﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 34].
🔸قال الشنقيطي في«أضواء البيان»(7/584): أَمَّا شُكْرُ الرَّبِّ لِعَبْدِهِ فَهُوَ أَنْ يُثِيبَهُ الثَّوَابَ الْجَزِيلَ مِنْ عَمَلِهِ الْقَلِيلِ.
🔸وقال السعدي رحمه الله في«تفسيره»(868):أي يقبل من عباده اليسير من العمل، ويجازيهم عليه الكثير من الأجر، ويشكر تعالى لمن تحمل من أجله المشاق والأثقال، وناء بالتكاليف الثقال، ومن ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه.اهـ
📌ويشرع سجود الشكر عند تجدد نعمة أو دفعِ نقمة.
🔸وكما أُمِرْنا بشكر المُنعِم والنِّعمة فإننا مأمورون بشكر المحسن من الخلق ومجازاته بالمعروف كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه