#خاطرة_بعنوان
"غمرَةُ الاعتذار"
كم علينا الاعتذار .. ؟!
بدايةً لخالقنا لأننا عصيناهُ و لم نتَّبع أوامره و لم نجتنب نواهيه (سامحنا يا الله و اعفو عنا) .
ثم لأنفسنا التي ظلمناها كثيراً بإهمالنا فلم نعطيها حقها من الارتياح النفسي أو الروحي أو الجسدي ،كم أرهقنا أرواحنا بالتفكير في الماضي المقيت وأنهكنا عقولنا بالتساؤل -اعذرينا أيتها النفس الطاهرة يامن يليقُ بكِ كلُّ ما هو جميل يا من تستحقين ما ليسَ له مثيل من أسمى صيغِ التفضيل الكثير وليس القليل لتُشفي من كلِّ عليل لذا رجاءً حذاري أن تنجرفِ للميل فيأخذكِ السيل.
و للقلبِ الضعيفِ الذي أتعبناه و حملناه فوق طاقته و جرعناه الألآم في لحظات الحزن و الأسقام و سحقناهُ بكثرة الأوهام إليكَ كلُّ الاحترام .
ثم لأقلامنا التي حمَّلناها حروفَ الأوجاع و كتبنا بها كلمات الامتناع و عبارات الارتفاع و لأوراقنا التي أثقلناها بما نحمله بداخلنا و رسمنا عليها ملامح البؤس و الدموع و لجأنا لها لنبوح بما يندلعُ بأعماقنا و حين رفضناها لاحتوائها على ما سردناه من أفعالنا السيئة مزقناها أو أحرقناها ثم بعدها تخلصنا منها ببرودٍ شنيع أبعدناها و أزحناها عنا.
و الاعتذار الأولى بوالدينا عن تقصيرنا في برِّهم و مخالفتنا أوامرهم و ما تسببناه لهم من أتعابٍ جسديةٍ و فكرية نستميحكم عذراً ، سنحاول جاهدين بصدق تلبيةَ طلباتكم لننالَ رضاكم و لا نعصيكم و لا نشغل بالكم فنزيد من غمِّكم سنبادلكم الكلمات الطيبة و نغدقكم بالقبلات الحانية على أكفكم الدافئة ؛ طامعين بنيلِ ابتساماتكم و راجينَ دعواتكم الصادقة التي تمنحوننا إياها من أعمــاق قلوبكم و التي نحن بأمسِّ الحاجةِ لها لتحميـنـا .
ثم لأصدقائنا الذين قصرنا بحق وصالهم و تغاضينا عنهم و تركناهم في أصعب ظروفهم و أسوء أحوالهم ،و لأننا أبعدناهم ثم دفعناهم معذرة استهنا بالموضوع فلم نلتفت لكم ،كان الواجب علينا أن نساندكم نقفَ بجانبكم لنحميكم و نمتصَّ منكم أحزانكم و نخفف عنكم أوجاعكم و لو ببعض كلماتٍ تواسيكم هاقد تعلمنا الدرس فمن اليوم و صاعداً لا الضرر علينا و لا عليكم منذ اللحظة سنعملُ على الإمساكِ بأيديكم بقوة لنشُدَّ عليها في أوقاتِ العُسرِ و اليُسر لنضلَّ سويةً في السَّرآءِ و الضَّرآء و لنُخلِّدَ عهدَ الأصدقاء بأرقى معاني الصفاء و أجلِّ مشاعرِ النَّقاء و لن نقول وداعاً بل إلى اللقاء بإذن الله خالقِ الأرضِ و السماء سنهديكم الوفاء .
أيضاً الاعتذار لكم يا أيها الغرباء يا من نراكم يومياً في أنحاءِ الطرقات و أرجاءِ المحلّاَت يا من نلتقيكم في الحافلةِ و القطار و نجتمعُ معكم في الساحات و نقضي برفقتكم معظم الأوقات -عذراً لأننا لم نلقي عليكم السلام و لم نبتسم في وجوهكم بل ما كما نفعله هو أن نرمُقكم بنظرات الظن و الريبة أو الاستعلاء و الاستصغار فألفُ ألفِ معذرةً إليكم خاصة بالرغم من أننا لسنا بأقرباء لكن اعذرونا لطفاً منكم تقبلوا اعتذارنا برحابة صدر.
و لكِ أيتها الأزهار لأننا لم نسقيكي يوماً فتركناكِ بلا مبالاة و قطفناكِ ليلةً فحرمناكِ الحياة و أبعدناكِ عن رفيقكِ البستان المزدان ذاكَ الحبيبُ الذي يشتاقُ كثيراً لكِ الآن يتوقُ ليضمكِ بحنان .
و لكَ أيها البحر الغامض الآسر يامن همسنا لك بكلِّ الهموم فلم نرحمكَ لا في لحظاتِ هدوئكَ ولا أثناءَ قمةِ غضبكَ بموجكَ الهائج في دوامةِ العنف.
و لكَ يا صندوقَ الذكريات حين فتحناكَ بلا استئذان بعد إقفالكَ لسنوات رافضين بشدةٍ سكونكَ المرموق أثناء رتابةِ أيامكَ الطويلة .
و لكم يا بهجةَ الحياة أيها الأطفال الأبرياء ؛ يا من تملؤون عالمنا بهجةً و فرح يا من ضحكاتكم كلها سعادةٌ و مرح بعيونكم التي تبرق من ملامحكم لتُشع تفاؤلاً معذرةً لأننا لم نبادلكم المشاعر الصادقة والأحاسيس الحلوة لانشغالنا بتعاقب أكدارنا غافلين عنكم .. سامحونا يا رونقَ هذهِ الحياة يا من تنسوننا كل مأساة و تزيحون بأصواتكم ثقل المعاناة.
و أخيراً و ليس آخراً اعتذارنا للأمل الذي أزحناهُ عنّا مستسلمينَ للفشل غارقينَ في الكسل بلا إنجازٍ و لا عمل نكثرُ التذمر بملل .
كثيرةٌ جداً أعذارنا بلا نهاية لدرجةٍ كبيرةٍ حقاً..!
#بقلم_الطالبة_مـارلـيـن_ℳـ
#الخميس_31_05_2018_
"غمرَةُ الاعتذار"
كم علينا الاعتذار .. ؟!
بدايةً لخالقنا لأننا عصيناهُ و لم نتَّبع أوامره و لم نجتنب نواهيه (سامحنا يا الله و اعفو عنا) .
ثم لأنفسنا التي ظلمناها كثيراً بإهمالنا فلم نعطيها حقها من الارتياح النفسي أو الروحي أو الجسدي ،كم أرهقنا أرواحنا بالتفكير في الماضي المقيت وأنهكنا عقولنا بالتساؤل -اعذرينا أيتها النفس الطاهرة يامن يليقُ بكِ كلُّ ما هو جميل يا من تستحقين ما ليسَ له مثيل من أسمى صيغِ التفضيل الكثير وليس القليل لتُشفي من كلِّ عليل لذا رجاءً حذاري أن تنجرفِ للميل فيأخذكِ السيل.
و للقلبِ الضعيفِ الذي أتعبناه و حملناه فوق طاقته و جرعناه الألآم في لحظات الحزن و الأسقام و سحقناهُ بكثرة الأوهام إليكَ كلُّ الاحترام .
ثم لأقلامنا التي حمَّلناها حروفَ الأوجاع و كتبنا بها كلمات الامتناع و عبارات الارتفاع و لأوراقنا التي أثقلناها بما نحمله بداخلنا و رسمنا عليها ملامح البؤس و الدموع و لجأنا لها لنبوح بما يندلعُ بأعماقنا و حين رفضناها لاحتوائها على ما سردناه من أفعالنا السيئة مزقناها أو أحرقناها ثم بعدها تخلصنا منها ببرودٍ شنيع أبعدناها و أزحناها عنا.
و الاعتذار الأولى بوالدينا عن تقصيرنا في برِّهم و مخالفتنا أوامرهم و ما تسببناه لهم من أتعابٍ جسديةٍ و فكرية نستميحكم عذراً ، سنحاول جاهدين بصدق تلبيةَ طلباتكم لننالَ رضاكم و لا نعصيكم و لا نشغل بالكم فنزيد من غمِّكم سنبادلكم الكلمات الطيبة و نغدقكم بالقبلات الحانية على أكفكم الدافئة ؛ طامعين بنيلِ ابتساماتكم و راجينَ دعواتكم الصادقة التي تمنحوننا إياها من أعمــاق قلوبكم و التي نحن بأمسِّ الحاجةِ لها لتحميـنـا .
ثم لأصدقائنا الذين قصرنا بحق وصالهم و تغاضينا عنهم و تركناهم في أصعب ظروفهم و أسوء أحوالهم ،و لأننا أبعدناهم ثم دفعناهم معذرة استهنا بالموضوع فلم نلتفت لكم ،كان الواجب علينا أن نساندكم نقفَ بجانبكم لنحميكم و نمتصَّ منكم أحزانكم و نخفف عنكم أوجاعكم و لو ببعض كلماتٍ تواسيكم هاقد تعلمنا الدرس فمن اليوم و صاعداً لا الضرر علينا و لا عليكم منذ اللحظة سنعملُ على الإمساكِ بأيديكم بقوة لنشُدَّ عليها في أوقاتِ العُسرِ و اليُسر لنضلَّ سويةً في السَّرآءِ و الضَّرآء و لنُخلِّدَ عهدَ الأصدقاء بأرقى معاني الصفاء و أجلِّ مشاعرِ النَّقاء و لن نقول وداعاً بل إلى اللقاء بإذن الله خالقِ الأرضِ و السماء سنهديكم الوفاء .
أيضاً الاعتذار لكم يا أيها الغرباء يا من نراكم يومياً في أنحاءِ الطرقات و أرجاءِ المحلّاَت يا من نلتقيكم في الحافلةِ و القطار و نجتمعُ معكم في الساحات و نقضي برفقتكم معظم الأوقات -عذراً لأننا لم نلقي عليكم السلام و لم نبتسم في وجوهكم بل ما كما نفعله هو أن نرمُقكم بنظرات الظن و الريبة أو الاستعلاء و الاستصغار فألفُ ألفِ معذرةً إليكم خاصة بالرغم من أننا لسنا بأقرباء لكن اعذرونا لطفاً منكم تقبلوا اعتذارنا برحابة صدر.
و لكِ أيتها الأزهار لأننا لم نسقيكي يوماً فتركناكِ بلا مبالاة و قطفناكِ ليلةً فحرمناكِ الحياة و أبعدناكِ عن رفيقكِ البستان المزدان ذاكَ الحبيبُ الذي يشتاقُ كثيراً لكِ الآن يتوقُ ليضمكِ بحنان .
و لكَ أيها البحر الغامض الآسر يامن همسنا لك بكلِّ الهموم فلم نرحمكَ لا في لحظاتِ هدوئكَ ولا أثناءَ قمةِ غضبكَ بموجكَ الهائج في دوامةِ العنف.
و لكَ يا صندوقَ الذكريات حين فتحناكَ بلا استئذان بعد إقفالكَ لسنوات رافضين بشدةٍ سكونكَ المرموق أثناء رتابةِ أيامكَ الطويلة .
و لكم يا بهجةَ الحياة أيها الأطفال الأبرياء ؛ يا من تملؤون عالمنا بهجةً و فرح يا من ضحكاتكم كلها سعادةٌ و مرح بعيونكم التي تبرق من ملامحكم لتُشع تفاؤلاً معذرةً لأننا لم نبادلكم المشاعر الصادقة والأحاسيس الحلوة لانشغالنا بتعاقب أكدارنا غافلين عنكم .. سامحونا يا رونقَ هذهِ الحياة يا من تنسوننا كل مأساة و تزيحون بأصواتكم ثقل المعاناة.
و أخيراً و ليس آخراً اعتذارنا للأمل الذي أزحناهُ عنّا مستسلمينَ للفشل غارقينَ في الكسل بلا إنجازٍ و لا عمل نكثرُ التذمر بملل .
كثيرةٌ جداً أعذارنا بلا نهاية لدرجةٍ كبيرةٍ حقاً..!
#بقلم_الطالبة_مـارلـيـن_ℳـ
#الخميس_31_05_2018_