وبَعد ..
لأنَ الأحْرف تَنحْت وجَفْت رسائِلُنا ومَضيت أنتَ ، وأفترقنَا وعُدنا غُرباء ، ولا أعّلم لمَاذا أكتُب لكَ فَـ رُبما كي أخبِركَ إنني وبَعد تِلك الطيلةِ أحببتُ مرةً أخرى ، سأقُص عليكَ ..
السُحبِ لا تُمْطر ، والسِتار رَغم تَمزُقه لا يَهتز ، وفِنجان القهوةِ لا يَبرد ، وطَاولة تَحْمل كُرسيًا واحدًا ، ومِن وراءِ حِجاب مَرّ هوَ ، بَقيتُ أنا وذهـبّ قَلبي مَعهُ ، لا أدري أيَحدُث شَئ لو كانَ لِـ الطاولةِ كُرسيَّان ؟ أو إن هُناكَ فِنجاني مِن القهوةِ ؟ أو حَتى تُمْطر السُحبِ فَـ يَأوي هوَ لِـ طاولتي وآوى أنا إليهِ ، أيَحدُث شَئ ؟
رُبما ستُمطر اليومَ ، رُبما سَـ أراهِ مُجددًا .. طاولتي ، فِنجاني القهوةِ ، رُبما هوَ ، هَل سَيردّ لي قَلبي الذي أخذهُ ليلةَ أمْسِ ؟
لَمْ أكُن أعلم إنَ ذاكَ الذي رأيتهُ وأخذَ قَلبي وأنبتَّ فيهِ حَدائِق وزهورِ أقْحوانِ ، هوَ أنتَ ، كَم مِن مرةٍ سـ أهربُ مِنكَ إليكَ ؟ وكأنَّ لا سَبيلُ مِن السُبل إلا سَبيلك وكأنَّ الوِصال لا يَعرفُ وصلًا يَصلني إلا بِك ، وكأنَّ اللِقاء يأبَى لِـقاء سواكَ ، وكأنَّ عَيناي لا تُجيدَ الغرقِ إلا في عَينيك ، وكأنَّ قَلبي لا يَعرف الحُب إلا لكَ ، فَـ كأنهُ طِفل لايَذهب فِي بُكائهِ ووحشتهُ إلا لأمهِ .
أمَّا قَبل ..
فَـ طِفلي يَحتاج إلى أمهِ فـَ هلّا عُدتّ ؟
•دِيـنَـا سِـليم•