🔸| أنماط المختصرات العلميَّة وفوائدها
(وأنا بفطرتي العلميَّة، وبما خَبَرتُ من شأن الكتب ونفائس التراث الإسلامي العظيم=أكرهُ اختصار الكتب أو أيَّ تصرُّفٍ فيها)
أحمد محمد شاكر رحمه الله
المختصرات العلميَّة على ضَرْبَيْـنِ -غالبًا-:
الأوّل:مختصراتٍ تقتصر على حذف الحشو والفضول،وقد يكون انتقاءً من مادة الكتاب.
الثاني:مختصرات تحذف الفضول مع نقد الأصل سَبرًا واسْتدراكًا وإضافةً وترتِيْبًا.
فالضَرْبُ الأول يكاد يَغْلِبُ على مُخْتصَرَاتِ المتأخرين،والضَّربُ الثَّاني يكاد يَسْتَبِدُّ بمختصراتِ المتقدِّمين.
من أمثلة الضرب الأوَّل:
"مختصر زاد المعاد"لـ محمد بن عبد الوهاب.
-"تهذيب موعظة المؤمنين"لـ جمال الدِّين القاسمي.
-"تهذيب إحياء علوم الدِّين"لعبدالسلام هارون.
-"تهذيب الموافقات"لـ محمد بن حُسين الجيزاني.
-"مختصر اقتضاء الصراط المستقيم"لـ ناصر بن عبد الكريم العقل...وغيرها كثير..
ومن أَمْثلةِ الضرب الثاني:
-"اللباب في تهذيب الأنساب"لابن الأثير (ت ٦٣٠هـ)هذب فيه الأنساب السمعاني وفيه زيادات ليست في الأصل.
-"الضروري في أصول الفقه"لابن رشد الحفيد(ت٥٩٥هـ)اختصر فيه "المستصفى"للغزالي واستدرك عليه استدراكاتٍ نفيسة.
-"لُبَاب المحصول في علم الأصول"لابن رشيق المالكي(٥٤٩هـ) اختصر فيه كذلك المستصفى مع استدراكاتٍ وتعقُّباتٍ مهمات.
-"التلخيص في أصول الفقه"لأبي المعالي الجويني(ت ٤٧٨هـ) لخص فيه كتاب "التقريب والإرشاد الكبير"لأبي بكر الباقلاني المالكي مع إضافاتٍ للجويني.
-"تهذيب التهذيب"لابن حجر العسقلاني(٨٥٢هـ) هَذَّب فيه "تهذيب الكمال" للمزِّي،مع مزيد إضافة لأحكام أئمة النقد للرُّواة.
وغيرها كثير..
فإن قيل أيهما أفضل=فيقال الأفضلية المطلقة ليست واردة في هذا المقام؛ فالأمر نسبي؛فالضرب الأول صالحٌ من حيث الأصل للمبتدئين إذ المقصود ضبط مقاصد المؤلف دون تَشْتيت بالنقد والاستدراك، والضرب الثاني صالحٌ للمتوسطين والمُنْتَهين...
🔹تَذنيب
من خلال ما سبق يتأكد للناظر أن مختصرات متقدمي العلماء عالية القيمة، فهي بالإضافة إلى ما تتضمنه من نقد واستدراك على صاحب الأصل= تحفل بفوائد أُخر هذا أوان بيان بعضها:
📌حِفْظُ بعضها للمفقود من الكتاب الأصل،وهي فائدة جليلة القدر.
ومن أمثلة تلك المختصرات التي حفظت ما فُقِد من الأصل:
*كتاب مختصر الصواعق المرسلة للإمام محمد بن الموصلي(ت٧٧٤هـ) والأصل -وهو الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية- لم يصل إلينا كاملا، وقد تضمن المختصر بعض مالم يوجد في الأصل.
*وككتاب الكامل في اختصار الشامل لابن الأمير (ت٧٣٦هـ)، حيث إن الأصل وهو الشامل في أصول الدين للجويني في خمسة أجزاء، فقدت منها ثلاثة، والموجود منه جزاءان فقط،وميزة مختصر ابن الأمير أنه احتفظ بالأجزاء الخمسة.
📌إيضاحها لمُشْكِل الأصل وتذليل عباراته:
ومن أمثلة ذلك: كتاب "نهاية المطلب في دراية المذهب" للإمام النظَّار أبي محمد الجويني رحمه الله وهو من أجلِّ كتب متقدمي فُقَهاء الشَّافعيَّة التي جمعت بين طريقتي العراقيين والخراسانيين، ومن يقرأ في هذا الكتاب يدرك مدى عمقه وبُعْد غوره وسموق مبانيه، مما قد يتعالى على بعض الفهوم تحصيل مقاصده، فانتدب إلى تلخيصه وتذليل عباراته الإمام العز بن عبدالسلام رحمه الله في مختصر وَسَمه بـ"الغاية في اختصار النهاية" .
وزبدة القول: أن قراءة أُمَّات كتب أهل العلم لا تعدلها قراءة مختصراتها، إلا أنَّ في بعض مختصرات المتقدمين فوائد جليلة قد لا توجد في الأصل ولا يستغني عنها خُطَّاب المعرفة وراغبيها.
(وأنا بفطرتي العلميَّة، وبما خَبَرتُ من شأن الكتب ونفائس التراث الإسلامي العظيم=أكرهُ اختصار الكتب أو أيَّ تصرُّفٍ فيها)
أحمد محمد شاكر رحمه الله
المختصرات العلميَّة على ضَرْبَيْـنِ -غالبًا-:
الأوّل:مختصراتٍ تقتصر على حذف الحشو والفضول،وقد يكون انتقاءً من مادة الكتاب.
الثاني:مختصرات تحذف الفضول مع نقد الأصل سَبرًا واسْتدراكًا وإضافةً وترتِيْبًا.
فالضَرْبُ الأول يكاد يَغْلِبُ على مُخْتصَرَاتِ المتأخرين،والضَّربُ الثَّاني يكاد يَسْتَبِدُّ بمختصراتِ المتقدِّمين.
من أمثلة الضرب الأوَّل:
"مختصر زاد المعاد"لـ محمد بن عبد الوهاب.
-"تهذيب موعظة المؤمنين"لـ جمال الدِّين القاسمي.
-"تهذيب إحياء علوم الدِّين"لعبدالسلام هارون.
-"تهذيب الموافقات"لـ محمد بن حُسين الجيزاني.
-"مختصر اقتضاء الصراط المستقيم"لـ ناصر بن عبد الكريم العقل...وغيرها كثير..
ومن أَمْثلةِ الضرب الثاني:
-"اللباب في تهذيب الأنساب"لابن الأثير (ت ٦٣٠هـ)هذب فيه الأنساب السمعاني وفيه زيادات ليست في الأصل.
-"الضروري في أصول الفقه"لابن رشد الحفيد(ت٥٩٥هـ)اختصر فيه "المستصفى"للغزالي واستدرك عليه استدراكاتٍ نفيسة.
-"لُبَاب المحصول في علم الأصول"لابن رشيق المالكي(٥٤٩هـ) اختصر فيه كذلك المستصفى مع استدراكاتٍ وتعقُّباتٍ مهمات.
-"التلخيص في أصول الفقه"لأبي المعالي الجويني(ت ٤٧٨هـ) لخص فيه كتاب "التقريب والإرشاد الكبير"لأبي بكر الباقلاني المالكي مع إضافاتٍ للجويني.
-"تهذيب التهذيب"لابن حجر العسقلاني(٨٥٢هـ) هَذَّب فيه "تهذيب الكمال" للمزِّي،مع مزيد إضافة لأحكام أئمة النقد للرُّواة.
وغيرها كثير..
فإن قيل أيهما أفضل=فيقال الأفضلية المطلقة ليست واردة في هذا المقام؛ فالأمر نسبي؛فالضرب الأول صالحٌ من حيث الأصل للمبتدئين إذ المقصود ضبط مقاصد المؤلف دون تَشْتيت بالنقد والاستدراك، والضرب الثاني صالحٌ للمتوسطين والمُنْتَهين...
🔹تَذنيب
من خلال ما سبق يتأكد للناظر أن مختصرات متقدمي العلماء عالية القيمة، فهي بالإضافة إلى ما تتضمنه من نقد واستدراك على صاحب الأصل= تحفل بفوائد أُخر هذا أوان بيان بعضها:
📌حِفْظُ بعضها للمفقود من الكتاب الأصل،وهي فائدة جليلة القدر.
ومن أمثلة تلك المختصرات التي حفظت ما فُقِد من الأصل:
*كتاب مختصر الصواعق المرسلة للإمام محمد بن الموصلي(ت٧٧٤هـ) والأصل -وهو الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية- لم يصل إلينا كاملا، وقد تضمن المختصر بعض مالم يوجد في الأصل.
*وككتاب الكامل في اختصار الشامل لابن الأمير (ت٧٣٦هـ)، حيث إن الأصل وهو الشامل في أصول الدين للجويني في خمسة أجزاء، فقدت منها ثلاثة، والموجود منه جزاءان فقط،وميزة مختصر ابن الأمير أنه احتفظ بالأجزاء الخمسة.
📌إيضاحها لمُشْكِل الأصل وتذليل عباراته:
ومن أمثلة ذلك: كتاب "نهاية المطلب في دراية المذهب" للإمام النظَّار أبي محمد الجويني رحمه الله وهو من أجلِّ كتب متقدمي فُقَهاء الشَّافعيَّة التي جمعت بين طريقتي العراقيين والخراسانيين، ومن يقرأ في هذا الكتاب يدرك مدى عمقه وبُعْد غوره وسموق مبانيه، مما قد يتعالى على بعض الفهوم تحصيل مقاصده، فانتدب إلى تلخيصه وتذليل عباراته الإمام العز بن عبدالسلام رحمه الله في مختصر وَسَمه بـ"الغاية في اختصار النهاية" .
وزبدة القول: أن قراءة أُمَّات كتب أهل العلم لا تعدلها قراءة مختصراتها، إلا أنَّ في بعض مختصرات المتقدمين فوائد جليلة قد لا توجد في الأصل ولا يستغني عنها خُطَّاب المعرفة وراغبيها.