مرحبًا أيها الماكث في هذا النص الآن!
أنا الأملُ المنسيّ في ظرفِ الرسالةِ المعَلقة على البابِ -أمل الوصول-. قيّدت في مكانٍ شاغرٍ بالفراغ، وقد ذاب فيَّ الحبر بعد مضيّ الكثير من الوقت، وارتجفت عند المدخل.
يمنعني شيءٌ ثقيلٌ من القدرة على التملّص ومُجاراةِ العصافير في الطيران، ويمنعني حاجزٌ -يقفُ بيني وبين الأصيصِ المُنكسر- إنهمار المطر من منفذ التصريفِ، والقدرة على الإنسلال.
وقد حدث كثيرًا أنّي حاولت أن يقترب عابرٌ ويقرأني، لكن عبثًا؛ فمنذ أن وضعت سمعت حفيف الأشجار المرتجِفة وهي تنبئ بقدومِ هجرٍ سيدوم طويلًا إلا من صوتِ صرير حشرات الليل.
كنت أقول في نفسي كلما تزخرفت حولي أغصانٌ ملتوية: "لقد كنتُّ شجرة، ذات أغصانٍ، يتدلّى منّي ثمر"، لكن الرغبةَ التي كانت تلازم الشخص الذي كان يكتبُ على ورقِ الشجر دون أن يكون راضيًا صيّرتني إلى ورقٍ جاف إلا من حبرٍ والكثير من الدموع.
حسنًا.. أن أكون ورقة ليس بالشيء السيء، لكن أن أكون ظرفًا مُعلقًا غير مقروءٍ حتى الآن، يُصيبني بالذعر!؛ إذ أن الفضول قد انتاب كل شيءٍ حولي، ولم يأخذ بيدٍ ما إليّ.
أعرفُ أنك غير موجود، ولا حتى أنا أملكُّ القدرة على أن أصير ذا منطوق، إنما أنا ظرفٌ مكتوب، وأنت شخصٌ استعرتهُ لأخفف حِمل الحبر.
في حال كان لديك بريدٌ تفقده سريعًا الآن، لأن الكلمات ستختبئ فزعةً من الفراغ، واللحظاتِ المُتوثبة لاقتناص حرف سيتآكل حتى تفنى. وداعًا.
#طهر_الغمام
أنا الأملُ المنسيّ في ظرفِ الرسالةِ المعَلقة على البابِ -أمل الوصول-. قيّدت في مكانٍ شاغرٍ بالفراغ، وقد ذاب فيَّ الحبر بعد مضيّ الكثير من الوقت، وارتجفت عند المدخل.
يمنعني شيءٌ ثقيلٌ من القدرة على التملّص ومُجاراةِ العصافير في الطيران، ويمنعني حاجزٌ -يقفُ بيني وبين الأصيصِ المُنكسر- إنهمار المطر من منفذ التصريفِ، والقدرة على الإنسلال.
وقد حدث كثيرًا أنّي حاولت أن يقترب عابرٌ ويقرأني، لكن عبثًا؛ فمنذ أن وضعت سمعت حفيف الأشجار المرتجِفة وهي تنبئ بقدومِ هجرٍ سيدوم طويلًا إلا من صوتِ صرير حشرات الليل.
كنت أقول في نفسي كلما تزخرفت حولي أغصانٌ ملتوية: "لقد كنتُّ شجرة، ذات أغصانٍ، يتدلّى منّي ثمر"، لكن الرغبةَ التي كانت تلازم الشخص الذي كان يكتبُ على ورقِ الشجر دون أن يكون راضيًا صيّرتني إلى ورقٍ جاف إلا من حبرٍ والكثير من الدموع.
حسنًا.. أن أكون ورقة ليس بالشيء السيء، لكن أن أكون ظرفًا مُعلقًا غير مقروءٍ حتى الآن، يُصيبني بالذعر!؛ إذ أن الفضول قد انتاب كل شيءٍ حولي، ولم يأخذ بيدٍ ما إليّ.
أعرفُ أنك غير موجود، ولا حتى أنا أملكُّ القدرة على أن أصير ذا منطوق، إنما أنا ظرفٌ مكتوب، وأنت شخصٌ استعرتهُ لأخفف حِمل الحبر.
في حال كان لديك بريدٌ تفقده سريعًا الآن، لأن الكلمات ستختبئ فزعةً من الفراغ، واللحظاتِ المُتوثبة لاقتناص حرف سيتآكل حتى تفنى. وداعًا.
#طهر_الغمام