" ذات مرة كنت أنقب في درج أخي و وجدت مجموعة من الخطابات الغرامية الحارة جدا ، كتبتها له فتاة تدعى ( مي ) .. و كنت مراهقا سخيفا لهذا راق لي ما في الأمر من دعابة أخذت الخطابات و أخفيتها في موضع آخر .. الآن صرنا في وضع فريد : أخي يعرف أنني سارق الخطابات لكنه لا يجرؤ على اتهامي ، لأنه لو اتهمني لاعترف بأن هناك خطابات .. و أنا ملاك لا يعرف شيئا .. يدنو مني و ينظر في عيني بشك قاتل ، ثم يسألني : هل وجدت شيئا و أخفيته ؟ فأقول ببراءة : أي شيء ؟ ماذا تعني ؟ يقول لي : الشيء الذي أخفيته ! فأقول : لو قلت لي ما هو لفكرت في الأمر .. كيف أتذكر إخفاء شيء إن لم أعرف ما هو ؟!
هكذا هو يعرف أنني أعرف أنه يعرف أنني وجدت هذه الخطابات .. لكن لا يجرؤ أحدنا على الكلام ، و يكتفي بأن يوجه لي نظرة من طراز ( صبرا - أيها - النصاب - سأجد - لك
- عقابا - في - شأن - آخر ) .. "
أحمد خالد توفيق - سافاري - العدد 26 ( الظاهرة ) .
تابعونا على {
@El_3rab }