مرفــق الـشــــــرح 👍 📝
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ
إذا خطبَ إليكم مَن ترضَونَ دينَه وخلقَه
فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ
الراوي : أبو هريرة
المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1084 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
💡 شرح الحديث 💡
قال القاري رحمه الله :
إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ
↩️ أَيْ: طَلَبَ مِنْكُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ امْرَأَةً مِنْ أَوْلَادِكُمْ وَأَقَارِبِكُمْ
مَنْ تَرْضَوْن👈َ أَيْ : تَسْتَحْسِنُونَ
دِينَهُ 👈 أَيْ : دِيَانَتُهُ
وَخُلُقَه ُ👈 أَيْ: مُعَاشَرَتُهُ
فَزَوِّجُوهُ 👈 أَيْ: إِيَّاهَا
إِنْ لَا تَفْعَلُوهُ 👈 أَيْ: لَا تُزَوِّجُوهُ
تَكُنْ 👈أَيْ: تَقَعُ
فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ
↩️ أَيْ: ذُو عَرْضٍ أَيْ كَثِيرٍ
لِأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُزَوِّجُوهَا إِلَّا مِنْ ذِي مَالٍ أَوْ جَاهٍ
رُبَّمَا يَبْقَى أَكْثَرُ نِسَائِكُمْ بِلَا أَزْوَاجٍ
وَأَكْثَرُ رِجَالِكُمْ بِلَا نِسَاءٍ ، فَيَكْثُرُ الِافْتِتَانُ بِالزِّنَا
وَرُبَّمَا يَلْحَقُ الْأَوْلِيَاءَ عَارٌ
فَتَهِيجُ الْفِتَنُ وَالْفَسَادُ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ
قَطْعُ النَّسَبِ ، وَقِلَّةُ الصَّلَاحِ وَالْعِفَّةِ .
🔹قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
🔖 وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَالِكٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ:
لَا يُرَاعَى فِي الْكَفَاءَةِ إِلَّا الدِّينَ وَحْدَهُ "
📚 انتهى من " مرقاة المفاتيح " (5/ 2047)
وينظر: "حاشية السندي على ابن ماجه" (1/ 607).
ينبغي أن نلحظ باهتمام من قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)
⏪أنّ المقصود بِذَاتِ الدِّينِ غير ما يفهم الناس من كلمة:
" متديّنة "، فالتديّن في مفهوم الناس لا يفهم منه إلاّ صورة جزئيّة من التمسّك ببعض الأعمال والأحكام
وربّما كان الإنسان مقصّراً بما هو أهمّ منها وأرجح، ممّأ يعطي صورة مشوّهة عن الدين والتديّن
وهو وللأسف ما يئنّ منه الواقع ويشتكي على كلّ صعيد..
ولكنّ ذلك لا يبرّر الانصراف عن أصل المبدأ
وهو طلب المرأة ذات الدين.. وطلب الرجل صاحب الدين والخلق.
وأمّا عندما نقول: " فلان ذو دين" فهذا يعني أنّه يأخذ الدين بصورة شموليّة جامعة، بها يستحقّ المدح والثناء.
🔹وقد نصّت آيات بيّنات من كتاب الله تعالى على أهمّ صفات التديّن المطلوب في المرأة المسلمة منها قوله تعالى:
{... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء:34].
📌وقوله تعالى:{... مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم:5].
📌وقوله سبحانه:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:35].
فالتديّن المطلوب المحمود في الرجل هو نفسه التديّن المطلوب المحمود في المرأة..
🔹 أدرك شياطين الإنس في المرأة طبيعة الميل إلى عالم الأشياء والولوع بالزينة المتاع فاخترعوا لها " الموضات " وتجديد الأزياء، ومالا يحصى من أبواب الاستهلاك، وأغروها بالولوع بالأسواق..
ممّا جعل أكثر نساء العالم لا يخرجن من دوّامة اللهاث وراء ذلك
حتّى النساء المسلمات وقعن في شَرَك هذه الفتنة، التي لا تقف عند حدّ، ممّا أفسد على المرأة دينها وخلقها، وجعلها ضحيّة، وأداة للإفساد في الوقت نفسه..
فهي كالسكرى، لا تكاد تصحو على نفسها، لترى مواقع أقدامها وتعرف واجبها في الحياة ومسئوليّتها
وهي يراد لها أن تكون أداة رخيصة تافهة لإفساد الرجل..
وإفساد الأسرة.. وإفساد البنين والبنات.. وإفساد المجتمع كلّه..
🔹فهل للمرأة المسلمة أن تدرك حجم المؤامرة عليها، فتتحرّر من أسر هذا الواقع
وتملك إرادتها، وتذكر وقفتها بين يدي ربّها
فتكون المرأة الصالحة المصلحة، فتقوم بحقّ رسالتها في الحياة، على أحسن الوجوه وأتمّها.؟!
فيسعد بها الرجل، وتسعد بها أسرتها، ويسعد بها المجتمع كلّه.؟!
إنّا لنرجو لها ذلك ونتمنّاه، والله وليّ التوفيقِ والسدادِ.
د. عبد المجيد البيانوني
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ
إذا خطبَ إليكم مَن ترضَونَ دينَه وخلقَه
فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ
الراوي : أبو هريرة
المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1084 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
💡 شرح الحديث 💡
قال القاري رحمه الله :
إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ
↩️ أَيْ: طَلَبَ مِنْكُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ امْرَأَةً مِنْ أَوْلَادِكُمْ وَأَقَارِبِكُمْ
مَنْ تَرْضَوْن👈َ أَيْ : تَسْتَحْسِنُونَ
دِينَهُ 👈 أَيْ : دِيَانَتُهُ
وَخُلُقَه ُ👈 أَيْ: مُعَاشَرَتُهُ
فَزَوِّجُوهُ 👈 أَيْ: إِيَّاهَا
إِنْ لَا تَفْعَلُوهُ 👈 أَيْ: لَا تُزَوِّجُوهُ
تَكُنْ 👈أَيْ: تَقَعُ
فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ
↩️ أَيْ: ذُو عَرْضٍ أَيْ كَثِيرٍ
لِأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُزَوِّجُوهَا إِلَّا مِنْ ذِي مَالٍ أَوْ جَاهٍ
رُبَّمَا يَبْقَى أَكْثَرُ نِسَائِكُمْ بِلَا أَزْوَاجٍ
وَأَكْثَرُ رِجَالِكُمْ بِلَا نِسَاءٍ ، فَيَكْثُرُ الِافْتِتَانُ بِالزِّنَا
وَرُبَّمَا يَلْحَقُ الْأَوْلِيَاءَ عَارٌ
فَتَهِيجُ الْفِتَنُ وَالْفَسَادُ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ
قَطْعُ النَّسَبِ ، وَقِلَّةُ الصَّلَاحِ وَالْعِفَّةِ .
🔹قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
🔖 وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ لِمَالِكٍ فَإِنَّهُ يَقُولُ:
لَا يُرَاعَى فِي الْكَفَاءَةِ إِلَّا الدِّينَ وَحْدَهُ "
📚 انتهى من " مرقاة المفاتيح " (5/ 2047)
وينظر: "حاشية السندي على ابن ماجه" (1/ 607).
ينبغي أن نلحظ باهتمام من قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)
⏪أنّ المقصود بِذَاتِ الدِّينِ غير ما يفهم الناس من كلمة:
" متديّنة "، فالتديّن في مفهوم الناس لا يفهم منه إلاّ صورة جزئيّة من التمسّك ببعض الأعمال والأحكام
وربّما كان الإنسان مقصّراً بما هو أهمّ منها وأرجح، ممّأ يعطي صورة مشوّهة عن الدين والتديّن
وهو وللأسف ما يئنّ منه الواقع ويشتكي على كلّ صعيد..
ولكنّ ذلك لا يبرّر الانصراف عن أصل المبدأ
وهو طلب المرأة ذات الدين.. وطلب الرجل صاحب الدين والخلق.
وأمّا عندما نقول: " فلان ذو دين" فهذا يعني أنّه يأخذ الدين بصورة شموليّة جامعة، بها يستحقّ المدح والثناء.
🔹وقد نصّت آيات بيّنات من كتاب الله تعالى على أهمّ صفات التديّن المطلوب في المرأة المسلمة منها قوله تعالى:
{... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[النساء:34].
📌وقوله تعالى:{... مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم:5].
📌وقوله سبحانه:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:35].
فالتديّن المطلوب المحمود في الرجل هو نفسه التديّن المطلوب المحمود في المرأة..
🔹 أدرك شياطين الإنس في المرأة طبيعة الميل إلى عالم الأشياء والولوع بالزينة المتاع فاخترعوا لها " الموضات " وتجديد الأزياء، ومالا يحصى من أبواب الاستهلاك، وأغروها بالولوع بالأسواق..
ممّا جعل أكثر نساء العالم لا يخرجن من دوّامة اللهاث وراء ذلك
حتّى النساء المسلمات وقعن في شَرَك هذه الفتنة، التي لا تقف عند حدّ، ممّا أفسد على المرأة دينها وخلقها، وجعلها ضحيّة، وأداة للإفساد في الوقت نفسه..
فهي كالسكرى، لا تكاد تصحو على نفسها، لترى مواقع أقدامها وتعرف واجبها في الحياة ومسئوليّتها
وهي يراد لها أن تكون أداة رخيصة تافهة لإفساد الرجل..
وإفساد الأسرة.. وإفساد البنين والبنات.. وإفساد المجتمع كلّه..
🔹فهل للمرأة المسلمة أن تدرك حجم المؤامرة عليها، فتتحرّر من أسر هذا الواقع
وتملك إرادتها، وتذكر وقفتها بين يدي ربّها
فتكون المرأة الصالحة المصلحة، فتقوم بحقّ رسالتها في الحياة، على أحسن الوجوه وأتمّها.؟!
فيسعد بها الرجل، وتسعد بها أسرتها، ويسعد بها المجتمع كلّه.؟!
إنّا لنرجو لها ذلك ونتمنّاه، والله وليّ التوفيقِ والسدادِ.
د. عبد المجيد البيانوني