كتبت العزيزه : Dai Rahmy
انتهى العام .
بسطت الثلاثمائة خمسة وستون يوماً
على سجادة غرفة المعيشة ..
_
هكذا أكتمل العام المشؤم، عاماً لم
نزر فيه الديار ، عاماً وبلادنا وحيدة
تُقاوم أعاصير الزمان عليها ، عاماً
كان فيه أصوات البنادق تهز الأرض،
والأرض تخض الدماء ، والدماء تصبغُ
الابيض بالأحمر .
عاماً لم مليء باحسن الله عزاؤكم وغفر
لميتكم ، عاماً مليء بـ"واجعني حالك يا بلادي ".
إن كان هناك مسماً لهذا العام فيجب ان
يكون عام النسيان ، الفقدان ، الخزلان ،
عام الدمار ، عام ارتقاء الأرواح أو عام
حصد الأرواح من مختلف الأعمار .
عاماً ابتدأ وسوداننا يقاوم الغرق،
وها هو ينتهي وهي تغوص في العمق
بيد واحدة جريحة ، لم تجد من يساندها
فباتت تضمد على جراحها وتقاوم بما
تبقى لعلها تنجو من الغرق .
ثلاثمائة خمسة وستون يوماً ، فيها
من الحر ما يزيب الصلب ، ومن البرد
ما يُوقف القلب ، ومن الأمطار ما تهدم
القصور .
ثلاثمائة خمس وستون يوماً والديار
قاحلة ، والبلاد عارية .
ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً،
تحولت الأيام فيها إلى طوبٍ من الألم،
والأشهر كانت فصولًا من الحزن،
كلما زادت خطوات الزمن،
زدنا عجزًا وحيرة.
من كل زاويةٍ كان الصوت ينادي،
“أين الأمل؟ أين الأيدي التي كانت تمسك بنا؟”
لكن، لا إجابة غير صمت الأرض التي تئن تحت وطأة الجراح.
ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً،
يُزهر فيها الدمار بألوانه الرمادية،
وتنبت في الأرض أشواكٌ جديدة،
فيها لا يُسمع سوى صدى الأمنيات المكسورة،
وفي قلوبنا، هناك فراغٌ لا يمتلئ أبدًا.
ومع ذلك، رغم كل شيء،
هناك في أعماقنا شعاعٌ خافتٌ من الأمل،
ينادي بإصرار:
“لن نتوقف، سنظل نحاول،
حتى لو كانت الأيدي عارية،
والأرض لا تزرع إلا الأوجاع .
#قاسم
انتهى العام .
بسطت الثلاثمائة خمسة وستون يوماً
على سجادة غرفة المعيشة ..
_
هكذا أكتمل العام المشؤم، عاماً لم
نزر فيه الديار ، عاماً وبلادنا وحيدة
تُقاوم أعاصير الزمان عليها ، عاماً
كان فيه أصوات البنادق تهز الأرض،
والأرض تخض الدماء ، والدماء تصبغُ
الابيض بالأحمر .
عاماً لم مليء باحسن الله عزاؤكم وغفر
لميتكم ، عاماً مليء بـ"واجعني حالك يا بلادي ".
إن كان هناك مسماً لهذا العام فيجب ان
يكون عام النسيان ، الفقدان ، الخزلان ،
عام الدمار ، عام ارتقاء الأرواح أو عام
حصد الأرواح من مختلف الأعمار .
عاماً ابتدأ وسوداننا يقاوم الغرق،
وها هو ينتهي وهي تغوص في العمق
بيد واحدة جريحة ، لم تجد من يساندها
فباتت تضمد على جراحها وتقاوم بما
تبقى لعلها تنجو من الغرق .
ثلاثمائة خمسة وستون يوماً ، فيها
من الحر ما يزيب الصلب ، ومن البرد
ما يُوقف القلب ، ومن الأمطار ما تهدم
القصور .
ثلاثمائة خمس وستون يوماً والديار
قاحلة ، والبلاد عارية .
ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً،
تحولت الأيام فيها إلى طوبٍ من الألم،
والأشهر كانت فصولًا من الحزن،
كلما زادت خطوات الزمن،
زدنا عجزًا وحيرة.
من كل زاويةٍ كان الصوت ينادي،
“أين الأمل؟ أين الأيدي التي كانت تمسك بنا؟”
لكن، لا إجابة غير صمت الأرض التي تئن تحت وطأة الجراح.
ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً،
يُزهر فيها الدمار بألوانه الرمادية،
وتنبت في الأرض أشواكٌ جديدة،
فيها لا يُسمع سوى صدى الأمنيات المكسورة،
وفي قلوبنا، هناك فراغٌ لا يمتلئ أبدًا.
ومع ذلك، رغم كل شيء،
هناك في أعماقنا شعاعٌ خافتٌ من الأمل،
ينادي بإصرار:
“لن نتوقف، سنظل نحاول،
حتى لو كانت الأيدي عارية،
والأرض لا تزرع إلا الأوجاع .
#قاسم