🏴فاجعة شهادة شيخ الأئمة مولانا الصّادق عليه السّلام🏴
▪️تتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمام الصادق(ع) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فكابد الإمام صنوف الإرهاق والتنكيل، وكان المنصور يقابله بالشتم والتهديد والكلام الوقح (إمام معصوم، كبير في السّنّ، من نسل أشرف خلق اللّٰه، ويشتمه الطّاغية! وا ويلاه) ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا إلى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغية بذلك كلّه، فقد كان الإمام بالنسبة للمنصور شبحاً مخيفاً، كان وجود الإمام الصادق يخيف المنصور، ترعبه عظمته وعلومه..
▪️ وأعلن الإمام الصادق(ع) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وأن لقاءه بربّه لقريب، ونعى لهم نفسه..
أخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له...
● لقد صمّم الطاغية على اغتيال الإمام(ع)، غير آبهٍ بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(ع) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية... ( وتقطّعت قلوبنا أسىً على إمامنا، وتمزّقت أفئدتنا على فراقه وآلامه)
● ولمّا اشتدّت نار السمّ في جسده المبارك، و شعر عليه السلام بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا...، وأوصى الإمام الكاظم بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته.
وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، فأخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم(ع) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها في 25 شوال سنة 148هـ. (فُجعنا بكَ يا إمامنا يا نور قلوبنا)
▪️ لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع أرجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين.
▪️ وقام الإمام موسى الكاظم(ع)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، عن الإمام الكاظم (ع) قال: " أنا كفنت أبي (ع) في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه؟ وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين (ع), وفي برد اشتراه بأربعين دينارا"
•وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم(ع) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين.
● حمل الجثمان المقدّس لمولانا وإمامنا الصادق، ( أفجعتنا يا قلب العالم ويا روح جسد الوجود..)، على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم.
● جيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس،فدفن في مقرّه الأخير بجوار الإمام الحسن المجتبى وجدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر(ع) وقد واروا معه العلم والحلم
________
أتدرون ماذا تحملون الى الثرى
ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق
@imamsadeq