الغُرفَة هِي دائماً مَهرَبي ، أَهربُ إليها مِن حديث ساذج معَ العائِلة ، مِن السخرية مِن حديثي حين اُبدي لهم رأيي ، مِن دفن رأيي مِن الأَساس.
دائماً ما يكون مَهرب الأشخاص هُوَ مكان لطيف عَلي رَوحهم. يَسعَدون فِية بمعني أَصَح ، لَكن مَهربي كَان شَيئاً مِن الجحيم.
كُنت أهربُ مِن الأشخاص لكي لا أشعرُ بِ أني ضئيلة أمامهم ، كَحشرة تماماً ، بَل ك غُبار.
أَهربُ مِن الأشخاص إلي غُرفتي فَ أَجِدُ أشخاصاً آخرين ، يهمسون لي بأفكار سوداويه ، أشخاص مِن صُنع خيالي أَنا! يُوجد هُنا شخصان ، أَحدُهُما أَنا لَكن فِي عَالم موازي لَنا ، يُشبهني تماماً ، يوجدُ فِي المرآه.
والآخر ، شخص بغاية الحُسن ، صديقتي ، ماتت هِيَ وتَركَتنِي أنطفِئ أنا هُنا.
ماتت ودُفِنَت ، وَدُفن معها وعدها لي بالبقاء ، فَليسامِحُها اللَّه.
اللعنه! أهذه غُرفة فتاة لم تبلغ السادسة عَشر! بَل هِي جُدران حزينة ، هامِدَة ، مُتشققة ، جُدرانُُ تَبكِي ، تَبكِي فَ تسيل أَلوان الحائط ويتبقي الأسود ، يَتبقي اللون الأسود لَكن فِي رَوحي ، ليس علي الحائط.
أَخرُج مِنهَا كعصفورِِ خَرج مِن القَفص ، ليطير كما يَحلو له ، وفِي النهاية ، يَعُود إِلي حيثُ كان.
فلتشهد السماء أَن فِي يوم مِن أيامي القادمة سأكتُبُ مِثل هَذا النص لَكن سيكون العُصفور قد غادر القفص ، غادر بلا رجعه.
ستسقط هذه الجُدران.

- سَلمي