لنا في خديجة عليها السلام اسسوة حسنة ودروس عديدة،
أولها من رجاحة الرأي وحسن التدبير في حياتها قبل زواجها من الرسول، وفي اختيارها للرسول زوجًا لها وفي هذا درس لنساء الأمة ليحسنوا أختيار الزوج الشريك الذي معه تستمر العلاقة و تقوى على الايمان، وأنشاء جيل حسن الخلق متكامل فإن الهدف الرئيسي من الزواج هو انشاء جيل قوي ، والأصل فيه الاستمرار ، وهذا لا يكون الا حيث الاسرة راسخة
الاساسات من الأب والأم،
أما في مساندتها للنبي وتصديقها ببعثته حيث كانت اول من توضئ وصلى كما ذُكر فأيمانها لم ينبع من عاطفة بل كان ايمان بصيرة ويقين وتصديق ونستخلص من هذا عبرة عميقة وهي أن يكون تصديقنا وأتباعنا للأشخاص والأمور على اساس البصيرة والوعي وليس العاطفة كما يفعل البعض الآن حيث وصلت فيهم العاطفة الى وصف من يتبعون بالنبوة من دون اي دليل منطقي او عقلي!!؟
وفي مساندتها لزوجها النبي محمد صلى الله عليه و اله وسلم اروع مثل للزوجة الصالحة، ثبتته في رسالته وتحملت معه مختلف المشاق وظلت صابرة مُصابرة مع الرسول في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين ، لم تتخلى عنه لثقل رسالته ومعادات الناس له، او لظرف صعب مر بهم كما حصل عندما وقع حصار قريش على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بزوجها في الشِعب وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين.
بهذا الكفاح والمجاهدة جعلها الله من افضل نساء العالمين، بإمكان كل إمرأة ان تكون كالسيدة خديجة الله لم يخلق هذه الشخصيات العظيمة لنتعجب بل لنتقدي بهم ونستنبط من حياتهم الدروس والعبر في حياتنا الحاضرة.
تقى رياض