22 يناير، 2014
الصمود في حد ذاته مثير للإعجاب.. به تتغير موازين القوى ولو بعد مئات السنين!
الصمود في موقف قد يغير خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..
والصمود في موقف مقابل قد يحفظ خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..
كان إصرار الفاتح على فتح القسطنطينية لا يهتز، وبهذا فتح الله عليه بالفكرة العبقرية غير المسبوقة ولا الملحوقة، فتم له الفتح.. وسقطت المدينة التي ظلت صامدة في وجه المسلمين ثمانية قرون!
ثمانية قرون، كل قرن فيها يحكي حروبا وأهوالا وعواصف في مسار السياسة والحرب بين المسلمين والبيزنطيين، ما كان واحد منها ليكن لو أن المدينة فتحت في القرن الأول أو الثاني أو الثالث!
وفي المقابل: صمدت أسوار فيينا أمام ثلاث محاولات عثمانية، فحافظت على بقاء الصخرة الأوروبية أمام فتوح المسلمين حتى نبتت قوى روسيا وبروسيا وضعفت قوة العثمانيين، وانقلب الحال بالدولة العثمانية العظيمة التي لم يكن يقف لها شيء حتى صارت تدفع الجزية لروسيا الناشئة ثم صارت كالرجل المريض يتفقون على توزيع تركته.
قد تستطيع معركة واحدة تغيير وجه التاريخ..
أشهر مثال معروف هو معركة بلاط الشهداء (بواتييه) والتي لو انتصر فيها المسلمون لصارت باريس مثل قرطبة، ولربما كنا نحتفل الآن بالذكرى الألفية لسقوط روما وفتح عاصمة الكاثوليك (فحتى بعد الهزيمة ظل الإسلام في جنوبي فرنسا لمائتي سنة، فكيف لو انتصروا.. لا سيما إذا تذكرت أنه لم يكن عليهم الانتظار إلا نصف قرن فقط حتى تأتيهم جيوش الأغالبة من تونس في الجنوب فتفتح صقلية والجنوب الإيطالي وتكاد تصل إلى روما)..
هذا الصمود تلمسه في ضراعة النبي يوم بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض".. لقد كانت المعركة مصيرية وفارقة، وكانت نتيجتها زلزلة في مسار التاريخ!
هذا الصمود تلمسه في آيات سورة الأحزاب، أصعب لحظة مرت على الدولة الإسلامية، اللحظة التي كادت جيوش الكفر تجتاح دولة الإسلام بجيش هو ضعف عدد سكان المدينة كلهم بنسائهم وأطفالهم!.. هذه لحظة "الزالزال الشديد"!
ومن عجيب تدبير الله أن النصر جاءهم بصمودهم لا بقتالهم، صمود أسطوري ثم فتح الله عليهم بإسلام رجل استطاع الإفساد بينهم، وأرسل ريحا جعلت حصارهم جحيما لا يطاق!
ماذا لو كان كل صامد في تلك المواقف رأى أن موازين القوى ضده فقرر الانسحاب والتنازل؟!
كنا سنكتب تاريخا آخر تماما..
فماذا إذا اقتصر هذا الانسحاب والتنازل على حملة الحق وأصحاب القضية؟!
كنا سنرى تاريخا كله سواد وظلم ودم.. تاريخا شنيعا بشعا لا يطاق..
فكيف إذا علمت -بنص كتاب الله- أن العدو لن يكف أبدا:
(أنظرني إلى يوم يبعثون)
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
لا بديل عن الصمود..
وهنا قد يأتي السؤال: هل الصمود يعني الاستمرار في معركة عبثية منعدمة التكافؤ؟!
والجواب: فرق بين المعارك الوجودية والمعارك الجزئية.. قد كان يمكن لخالد بن الوليد أن ينسحب من مؤتة إلى عاصمته الآمنة في المدينة، لكن لم يكن أمام أهل المدينة يوم الأحزاب إلا أن يصمدوا إلى المالانهاية.. الأولى معركة ضمن معارك، أما الثانية فمعركة الوجود، وخسارتها = الفناء.
الصمود في حد ذاته مثير للإعجاب.. به تتغير موازين القوى ولو بعد مئات السنين!
الصمود في موقف قد يغير خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..
والصمود في موقف مقابل قد يحفظ خريطة التاريخ لسنين أو لقرون أو للأبد..
كان إصرار الفاتح على فتح القسطنطينية لا يهتز، وبهذا فتح الله عليه بالفكرة العبقرية غير المسبوقة ولا الملحوقة، فتم له الفتح.. وسقطت المدينة التي ظلت صامدة في وجه المسلمين ثمانية قرون!
ثمانية قرون، كل قرن فيها يحكي حروبا وأهوالا وعواصف في مسار السياسة والحرب بين المسلمين والبيزنطيين، ما كان واحد منها ليكن لو أن المدينة فتحت في القرن الأول أو الثاني أو الثالث!
وفي المقابل: صمدت أسوار فيينا أمام ثلاث محاولات عثمانية، فحافظت على بقاء الصخرة الأوروبية أمام فتوح المسلمين حتى نبتت قوى روسيا وبروسيا وضعفت قوة العثمانيين، وانقلب الحال بالدولة العثمانية العظيمة التي لم يكن يقف لها شيء حتى صارت تدفع الجزية لروسيا الناشئة ثم صارت كالرجل المريض يتفقون على توزيع تركته.
قد تستطيع معركة واحدة تغيير وجه التاريخ..
أشهر مثال معروف هو معركة بلاط الشهداء (بواتييه) والتي لو انتصر فيها المسلمون لصارت باريس مثل قرطبة، ولربما كنا نحتفل الآن بالذكرى الألفية لسقوط روما وفتح عاصمة الكاثوليك (فحتى بعد الهزيمة ظل الإسلام في جنوبي فرنسا لمائتي سنة، فكيف لو انتصروا.. لا سيما إذا تذكرت أنه لم يكن عليهم الانتظار إلا نصف قرن فقط حتى تأتيهم جيوش الأغالبة من تونس في الجنوب فتفتح صقلية والجنوب الإيطالي وتكاد تصل إلى روما)..
هذا الصمود تلمسه في ضراعة النبي يوم بدر "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض".. لقد كانت المعركة مصيرية وفارقة، وكانت نتيجتها زلزلة في مسار التاريخ!
هذا الصمود تلمسه في آيات سورة الأحزاب، أصعب لحظة مرت على الدولة الإسلامية، اللحظة التي كادت جيوش الكفر تجتاح دولة الإسلام بجيش هو ضعف عدد سكان المدينة كلهم بنسائهم وأطفالهم!.. هذه لحظة "الزالزال الشديد"!
ومن عجيب تدبير الله أن النصر جاءهم بصمودهم لا بقتالهم، صمود أسطوري ثم فتح الله عليهم بإسلام رجل استطاع الإفساد بينهم، وأرسل ريحا جعلت حصارهم جحيما لا يطاق!
ماذا لو كان كل صامد في تلك المواقف رأى أن موازين القوى ضده فقرر الانسحاب والتنازل؟!
كنا سنكتب تاريخا آخر تماما..
فماذا إذا اقتصر هذا الانسحاب والتنازل على حملة الحق وأصحاب القضية؟!
كنا سنرى تاريخا كله سواد وظلم ودم.. تاريخا شنيعا بشعا لا يطاق..
فكيف إذا علمت -بنص كتاب الله- أن العدو لن يكف أبدا:
(أنظرني إلى يوم يبعثون)
(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
لا بديل عن الصمود..
وهنا قد يأتي السؤال: هل الصمود يعني الاستمرار في معركة عبثية منعدمة التكافؤ؟!
والجواب: فرق بين المعارك الوجودية والمعارك الجزئية.. قد كان يمكن لخالد بن الوليد أن ينسحب من مؤتة إلى عاصمته الآمنة في المدينة، لكن لم يكن أمام أهل المدينة يوم الأحزاب إلا أن يصمدوا إلى المالانهاية.. الأولى معركة ضمن معارك، أما الثانية فمعركة الوجود، وخسارتها = الفناء.