الأصُــــــول الثّـــــلاثَـــة
◾️ لفضيلة الشَّيــخ/ أَبِـي الحَسَـــن عَلـِي الرّمْلِــي - حَفِظَهُ اللهُ تَعــالَى -
📚 *الــــدّرس الثّــــــانـي* 📚
🔹قــال المؤلــف -رحمه الله-:
«بسم الله الرحمن الرحيم».
ابتدأ المؤلف -رحمه الله- بالبسملة، اقتــداءً بكتاب الله تبارك وتعالى، فهو مبدوءٌ بالبسملة، وكذلك اقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه عليه الصلاة والسلام كان يقتصر عليها في مراسلاته، من دون الحمد كما في كتابه لهرقل عظيم الروم، ففي الرسائل كان -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالبسملة، وأما في الخطب والمحاضرات فكان يبدأ بالحمدلة، والصلاة على نفسه -صلى الله عليه وسلم-.
🔹ومعنى البسملة هنا: أي أكتب مستعيناً بالله ذو الرحمة.
وننبه على أن الحديث الذي يذكره كثير من المصنفين في موضع البسملة:
«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أقطع»،
حديث ضعيــف، لا يصـــح.
🔹وإنما يبدأ المؤلفون الذين لا يحتجون بهذا الحديث بالبسملة؛ اقتداءً بكتاب الله -تبارك وتعالى- وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رسائله، لا بذاك الحديث.
🔹قال المؤلف -رحمه الله-: «اعلم رحمك الله».
اعـــلـــم، هذه الكلمة يأتي بها المصنفون لإثارة الانتباه، كما يستعمل كثير من عامة الناس اليوم، كلمة «اسمــع»، فيقولون قبل بدء الكلام: «اسمع، اسمع»، يثير انتباهك، فتنتبه وتركز على ما سيقول بعد ذلك.
🔹والعـلـم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً، إدراك الشيء على ما هو عليه: أي على حقيقته، وضده الجهل، وهو نوعــــــان: جهل بسيــط، وجهــل مركب.
🔹أما الجهل البسيط: فهو عدم العلم بالكلية، تُسأل ما حكم صلاة الاستخارة مثلا ، فتقول: لا أدري، هذا جهل بسيط.
🔹الجهل المركب: هو إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع، كأن تُسأل: ما حكم الزكاة؟ فتقول: مستحبة.
هذا جهل مركب، سمي جهلا مركبا؛ لأنه ركب جهل على جهل؛ فكان جاهلاً لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، جهل أول وجهل ثانٍ، وهذا أعظم من الأول.
🔹قال -رحمه الله- : «اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل».
هذه كالمقدمة بين يدي الأصول الثلاثة، بدأ المؤلف -رحمه الله- بأربع مسائل، ثم ذكر ثلاث مسائل، ثم بدأ بالأصول الثلاثة.
قال: اعلم رحمك الله، هذا دعاء؛ تلطف، أسلوب حسن جميل يتلطف مع طلبة العلم فيدعو لهم بالرحمة.
وهذا من اللطف واللين في الدعوة والتعليم، وهو مطلوب: اللطف واللين مطلوب ؛ لترغيب الناس بالخير ، قال الله تبارك وتعالى لنبيه { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }.
وقول المصنف: «يجب علينا تعلم أربع مسائل» ؛ الواجب لغة هو اللازم والساقط ، اصطلاحاً: ما أمر به الشارع على وجه الإلزام.
🔹والواجب نوعان: واجب كفائي، وواجب عيني.
🔹الواجب الكفائي: إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، كـ (تكفين الميت ودفنه) إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، وإن لم يقوموا به جميعاً أثم كل من علم بموت الميت، هذا واجب كفائي.
🔹أما الواجب العيني: فهو الواجب على كل مسلم بعينه ؛ كالصلاة والصيام.
الوجوب في كلام المؤلف هو الوجــوب العينــي، على كل مسلم أن يتعلم هذه المسائل الأربع.
🔹والمسائل: جمع مسألة من السؤال، وتعريفها عند أهل العلم: ما يبرهن عنه في العلم. والله أعلـم.
📊مَجموعــات مدارج السّالكين النّســائية📊
◾️ لفضيلة الشَّيــخ/ أَبِـي الحَسَـــن عَلـِي الرّمْلِــي - حَفِظَهُ اللهُ تَعــالَى -
📚 *الــــدّرس الثّــــــانـي* 📚
🔹قــال المؤلــف -رحمه الله-:
«بسم الله الرحمن الرحيم».
ابتدأ المؤلف -رحمه الله- بالبسملة، اقتــداءً بكتاب الله تبارك وتعالى، فهو مبدوءٌ بالبسملة، وكذلك اقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه عليه الصلاة والسلام كان يقتصر عليها في مراسلاته، من دون الحمد كما في كتابه لهرقل عظيم الروم، ففي الرسائل كان -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالبسملة، وأما في الخطب والمحاضرات فكان يبدأ بالحمدلة، والصلاة على نفسه -صلى الله عليه وسلم-.
🔹ومعنى البسملة هنا: أي أكتب مستعيناً بالله ذو الرحمة.
وننبه على أن الحديث الذي يذكره كثير من المصنفين في موضع البسملة:
«كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أقطع»،
حديث ضعيــف، لا يصـــح.
🔹وإنما يبدأ المؤلفون الذين لا يحتجون بهذا الحديث بالبسملة؛ اقتداءً بكتاب الله -تبارك وتعالى- وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رسائله، لا بذاك الحديث.
🔹قال المؤلف -رحمه الله-: «اعلم رحمك الله».
اعـــلـــم، هذه الكلمة يأتي بها المصنفون لإثارة الانتباه، كما يستعمل كثير من عامة الناس اليوم، كلمة «اسمــع»، فيقولون قبل بدء الكلام: «اسمع، اسمع»، يثير انتباهك، فتنتبه وتركز على ما سيقول بعد ذلك.
🔹والعـلـم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً، إدراك الشيء على ما هو عليه: أي على حقيقته، وضده الجهل، وهو نوعــــــان: جهل بسيــط، وجهــل مركب.
🔹أما الجهل البسيط: فهو عدم العلم بالكلية، تُسأل ما حكم صلاة الاستخارة مثلا ، فتقول: لا أدري، هذا جهل بسيط.
🔹الجهل المركب: هو إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه في الواقع، كأن تُسأل: ما حكم الزكاة؟ فتقول: مستحبة.
هذا جهل مركب، سمي جهلا مركبا؛ لأنه ركب جهل على جهل؛ فكان جاهلاً لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، جهل أول وجهل ثانٍ، وهذا أعظم من الأول.
🔹قال -رحمه الله- : «اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل».
هذه كالمقدمة بين يدي الأصول الثلاثة، بدأ المؤلف -رحمه الله- بأربع مسائل، ثم ذكر ثلاث مسائل، ثم بدأ بالأصول الثلاثة.
قال: اعلم رحمك الله، هذا دعاء؛ تلطف، أسلوب حسن جميل يتلطف مع طلبة العلم فيدعو لهم بالرحمة.
وهذا من اللطف واللين في الدعوة والتعليم، وهو مطلوب: اللطف واللين مطلوب ؛ لترغيب الناس بالخير ، قال الله تبارك وتعالى لنبيه { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }.
وقول المصنف: «يجب علينا تعلم أربع مسائل» ؛ الواجب لغة هو اللازم والساقط ، اصطلاحاً: ما أمر به الشارع على وجه الإلزام.
🔹والواجب نوعان: واجب كفائي، وواجب عيني.
🔹الواجب الكفائي: إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، كـ (تكفين الميت ودفنه) إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، وإن لم يقوموا به جميعاً أثم كل من علم بموت الميت، هذا واجب كفائي.
🔹أما الواجب العيني: فهو الواجب على كل مسلم بعينه ؛ كالصلاة والصيام.
الوجوب في كلام المؤلف هو الوجــوب العينــي، على كل مسلم أن يتعلم هذه المسائل الأربع.
🔹والمسائل: جمع مسألة من السؤال، وتعريفها عند أهل العلم: ما يبرهن عنه في العلم. والله أعلـم.
📊مَجموعــات مدارج السّالكين النّســائية📊