قول الله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ). قال العلامة المراغي: « بعد أن ذكر سبحانه دليل قدرته تعالى على بعث الأجساد ولفت أنظار الجاحدين إلى مظاهر قهره وغلبته لهذا العالم، ثم وبخهم على إنكارهم وتماديهم في باطلهم، على وضوح الحجة وظهور البرهان، أردف ذلك أمره أن يذكرهم بهذه الأدلة وأشباهها مما لا يبقى معه مجال للشك والتردد. (فذكر) بآياتي، وعِظهم بحججي، وبلغهم رسالاتي، وحذّرهم أن يتركوا ذلك، ثم بعدئذ لا تذهب نفسك عليهم حسرات إن لم يؤمنوا. ثم علل الأمر بالتذكير فقال: (إنما أنت مذكر)، أي إنما بعثت للتذكير فحسب؛ وليس من الواجب عليك أن يؤمنوا: فما عليك إلا التبشير والتحذير، فإن آمنوا فقد اهتدوا إلى ما تسوق إليه الفطرة، وإن أعرضوا فقد تحكمت فيهم الغفلات، وتغلبت عليهم الشهوات، واستولت على عقولهم الأهواء والجهالات ».( تفسير المراغي/ ج 30 ص 138)