- لم أنَم بعد ، قال لي ذاتَ مرهَ " كلَ شيء سيكون بخيرِ "، وعدني بأنّ صدرهُ سيكون منزلي : و ما زال يكرر الكلام ذاته كل يوم لأطمئن ، لكنّي أحاول أن أهربَ منّه كما يهربُ الناسُ من حرب بلادهم و أدركُ أنّ هروبي هو الهلاك ، و بقائي هو موتٌ بطيء لكنّه ممتع ، أنا أحتاجهُ كما يحتاجُ الطفلُ لأمَه ، و أخافُ عليه كما تخافُ الأمّ على طفلهِا ، صامتُا هادئا صلبا قويُا ، رِجلا مستثني دماغهُ متعبة ، روحهُ منهكة ، يتعارك مع أفكارهِ كل لحظة ، تائهًا حائرًا مصابْ ، مكركبٌ مبعثر لكنَه الوحيد القادر علي ترتيبِ كركبتي ، إنهّ الشحصِ الذي إستطاع أن يكسر ألاف الحواجز التي بنُيتها حول قلبي ، إني و بالرغم من عنادي في مبادئي إلا إني خصعتُ أمامَه و أعلنت إستسلامي ، أوقعني في شباكهُ و ما كان في وسعي سوا الخضوع ، و يروق لهً صوتي المرتفع ، و أحاديثي السخيفة ، يسمعني بتركيز قليل و الكثير من السرحانِ أشعرُ به يغرقُ في تفاصيلي ، و أحاول الثبات لئلاَ أغرق أنا ، لكنَي لم أنجو من هذا الطوفان ، و ها نحن غريقان مغروران ، يرفض كلانا الإعتراف بالغرق .