وقفة عند صرخةِ إبليس العُظمى يوم الغدير، وارتباطِها بالصراعِ مع المشروع المهدوي!:
❂ يقولُ إمامُنا الباقرُ "عليه السلام":
(
لمّا أخذ رسولُ اللهِ بيد عليٍّ يومَ الغدير، صرخ إبليسُ في جنودِهِ صرخةً، فلم يَبْقَ مِنهم أحدٌ في بَرٍّ ولا بحرٍ إلّا أتاه،
فقالوا: يا سيّدَهم ومولاهم، ماذا دهاك؟ فما سمِعنا لك صرخةً أوحشَ مِن صرختِك هذه؟فقال لهم:
فعل هذا النبيُّ فِعلاً إن تمَّ لم يُعْصَ اللهُ أبداً! فقالوا: يا سيّدَهم، أنتَ كُنتَ لآدم.فلمّا قال المُنافقون: إنّه -أي النبي-
ينطقُ عن الهوى، وقال أحدُهما لصاحبِه: أما ترى عينيه تدورانِ في رأسِهِ كأنّه مجنون -يعنون رسول الله-
صرخ إبليسُ صرخةً بطَرَب، فجمع أولياءَه، فقال:
أما علمتم أنّي كنتُ لآدم مِن قبل؟ قالوا: نعم، قال: آدم نقضَ العهدَ ولم يكفر بالربّ، وهؤلاء نقضوا العهدَ وكفروا بالرسول.فلمّا قُبِضَ رسولُ اللهِ وأقام الناسُ غيرَ عليٍّ -أي جاءوا بأئمةِ السقيفة-
لبِس إبليسُ تاجَ المُلك -استمراراً لدولتِهِ دولةِ الباطلِ التي هي في مُواجهةِ مشروعِ أهلِ البيت-
ونصَبَ مِنبراً وقعدَ في الوثبة -أي كان مُتهيّئاً للعمل والنهوضِ في مواجهةِ المشروع المهدوي-
وجمعَ خيلَهُ ورَجُلَه، ثمّ قال لهم: اطربوا؛ لا يُطاعُ اللهُ حتّى يقومَ الإمام -يعني صاحب الأمر-)
[الكافي: ج8]
〰〰〰〰〰
[توضيحات]روايةٌ خطيرةٌ جدّاً..!
إنّها تتحدّثُ عن جوهرِ الغديرِ وعن معناهُ العميق وهو (المشروعُ المهدوي) وتتحدّثُ عن المواجهةِ والصراعِ المُحتدمِ فيما بين المشروع المهدوي -الذي هو جوهرُ الغدير- وبين المشروعِ الإبليسي!
فهذه الصرخةُ العُظمى لإبليس -التي قال الأبالسةُ أنّهم ما سمعوا أوحشَ مِنها- تُبيّنُ لنا عظمةَ هذا المشروع الإلهي (مشروعِ الخلافةِ الإلهيّة)
إنّه مشروعُ أهلِ البيتِ الذي تتجلّى ثمرتُهُ في دولةِ الحقِّ التي تبدأُ أيّامُها مع ظهورِ إمامِ زمانِنا،
ولذا صرخ إبليسُ هذه الصرخةَ العُظمى حين وضع رسولُ اللهِ الحجرَ الأساسَ لهذا المشروع الإلهي في برنامجِ الغدير،
لأنّ صلاحَ الخلائقِ كُلّها منوطٌ بإقامةِ هذا المشروع، كما اعترف إبليسُ بذلك حين قال لجُنودِه:
(
فعل هذا النبيُّ فِعلاً إن تمَّ لم يُعصَ اللهُ أبداً)
وإبليسُ لا يُريدُ خيراً لوُلدِ آدمَ أبداً
ولأنّ نهايةَ إبليس إنّما تكونُ في دولةِ أهلِ البيتِ التي فاتحتُها الدولةُ المهدويّة، كما جاء في الروايات؛ بأنّ اللهَ تعالى قد أمهل إبليسَ إلى اليومِ المعلوم، وهو اليومُ الذي يُقتَلُ فيه إبليسُ هو في العصرِ المهدوي؛ وهو العصرُ الذي يبدأُ مِن ظُهورِ إمامِ زمانِنا ويمتدُّ إلى نهايةِ عصرِ الرجعةِ العظيمة التي خاتمتُها الدولةُ المُحمّديّةُ العظمى التي يكونُ الحاكمُ فيها رسولُ اللهِ والوزراءُ فيها أهلُ بيتِهِ الأطهار،
فنهايةُ إبليس ونهايةُ برنامجِهِ الإغوائي في هذا العالم ستكونُ في دولةِ أهلِ البيت
ولذا صرخ إبليسُ هذه الصرخةَ العُظمى يومَ الغديرِ وشحَذَ كلَّ قُوّتِهِ وإمكاناتِهِ وحشد جنودَهُ مِن الجنِّ والإنسِ لأجلِ عرقلةِ هذا المشروعِ وإعاقتِهِ بأيّ وسيلة!
• قولُ الرواية: (
فقالوا: يا سيّدَهم ومولاهم، ماذا دهاك؟) هذا ليس كلامَ الأبالسة،
قطعاً هم يقولون لإبليس "يا سيّدنا ومولانا" ولكن الذي يتحدّثُ عنهم هنا يُمكنُ أن يقولَ هذا تجنّباً عن قولِ هذه العبارة -ولو بنحو الحكايةِ عنهم- كي لا يقولَ في الحديثِ عن إبليس "يا سيّدنا ومولانا"
• قولُ إبليسَ لأعوانِه: (
اطربوا؛ لا يُطاعُ اللهُ حتّى يقومَ الإمام)
أي لا يُطاعُ اللهُ حتّى يقومَ القائم!
ولِذا لابُدّ مِن إعاقةِ المشروع المهدويِّ بأيّ وسيلةٍ وتأخيرِه!
ومِن أهمّ مُفرداتِ إعاقةِ المشروع المهدوي هو دفعُ الشيعةِ لنقضِ بيعةِ الغدير بأيّ وسيلة!
ويُشيرُ إلى هذا إمامُنا الصادقُ في روايةٍ له يتحدّثُ فيها أيضاً عن صرخةِ إبليس يومَ الغدير، فيقول:
(
أنّه لمّا قال النبيُّ لعليٍّ ما قال وأقامَهُ للناس، صرخ إبليسُ صرخةً فاجتمعت له العفاريت -قواتُ التدخّلُ السريع-
فقالوا: يا سيّدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومُكم كيومِ عيسى، واللهِ لأُضلَّن فيه الخَلق،قال: فنزل القرآن: {ولقد صَدَق عليهم إبليسُ ظنّهُ فاتّبعوهُ إلّا فريقاً مِن المؤمنين}فصرخ إبليسُ صرخةً فرجعت إليه العفاريتُ فقالوا: يا سيّدنا ما هذه الصرخةُ الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى اللهُ واللهِ كلامي قُرآناً وأنزل عليه: {ولقد صدَق عليهم إبليسُ ظنَّه فاتّبعوهُ إلّا فريقاً مِن المؤمنين}ثمّ رفع رأسهُ إلى السماء، ثمّ قال: وعزّتكَ وجلالكَ لأُلحِقَنَّ الفريقَ بالجميع، فقال رسولُ اللهِ: بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم إنّ عبادي ليس لك عليهم سُلطان.
ثمّ صرخ إبليسُ صرخةً فرجعت إليه العفاريتُ فقالوا: يا سيّدنا ما هذه الصرخةُ الثالثة؟
قال: واللهِ مِن أصحابِ عليٍّ -أي صرختُ مُنزعجاً مِن أصحاب علي-..)
تتمة الموضوع على #الرابط التاليhttps://www.facebook.com/photo?fbid=676865694485589&set=a.571438275028332#الثقافة_الزهرائية