فكرة الارتباط ليست بهذا السوء، طالما أن الشّخص الآخر لن يمنعك عن الحياة، ظننتُ أنّ الارتباط سيكون كعلاقة جارتنا التي تُضرب كل ليلة أو كصديقتي التي هجرها زوجها واختفى، إن كانت لديك رغبة مُلحّة في الارتباط عليك أولاً أن تقع في حب عيوبه، وتختار لنفسكَ الاستراحة الأكثر أماناً لك، وأن تُحصِّن كيانك جيداً بالحب لتجعل كلّ ماتقدمه حباً، إيَّاك أن تجعل من كلمة “أحبك” سلاحاً تستخدمها لأغراض وضيعة عليك أن تعرف قداسة هذه الكلمة جيداً، الارتباط هو ارتباط الروح قبل الجسد، أن يأتي أحدهم ويكمّل نقصك، يرى في وجودك حقيقة عظيمة، ويُخرج منك شيئاً جميلاً لم تتوقع أنه موجود فيك، يكون مرآتك التي لن تكذب عليك، تشاركه أحاديثك السخيفة وأحلامك التافهة دون أن يستسخِف ذلك، تتصل به عند الثالثة فجراً لتخبره أن شيئاً يؤلمك، يساعدك في مآزقك وأنت متأكد أنَّه لن يتركك وحدك، نحن نحتاج وطناً لايتعب من احتضاننا، أن نقول هذا الشخص هو عائلتنا، نتكئ عليه فيكون ملاذاً آمناً عند التعب، إن وقعت في الحُب، ذلك لايعني شيئاً خطيراً على العكس تماماً، لكن إن أردت الزواج فعلاً عليك أن تُحب بكامل عواطفك ومشاعرك وإمكانياتك وظروفك، أن تُحارب أيّ شيء قد يهدم هذه العلاقة فالمجتمع لايحتمل حالات طلاق أخرى.