..
📖 من «ضيق» القصور إلى «سعة» العبادة.. ملوك هجروا الكرسيّ من أجل سجادة صلاة (1)! 📖
تركتُ الخلقَ طرًّا في هواكا * وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا
فلو قطّعتني في الحبِّ إربًا * لما حنّ الفؤادُ إلى سواكا
بعدما أنهى أبو يوسف «يعقوب بن يوسف المنصور» – من سلاطين الموحدين – غزوته الأخيرة في الأندلس، رجع قافلًا إلى عاصمته في بلاد المغرب، وفي إحدى الليالي التي اشتدَّ عليه فيها المرض شاهد أباه «يوسف بن عبد المؤمن» في المنام جالسًا بين أبنائه، ومنهم يعقوبُ نفسه، ويحدثهم، ثمّ التفتَ إلى يعقوب قائلًا: «يا يعقوب لم قتلتَ أخاك وعمَّك؟» وعاتبه تاليًا هذه الآيات من سورة الزمر: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ».
كان يعقوب قد قتل أخاه وعمّه؛ بسبب صراعٍ على الملك. لكنّ يعقوب أيضًا كان «فاضلًا عاقلًا، حازمًا عازمًا، متواضعًا لله مجاهدًا في سبيله» على ما يصفه المراكشيّ في كتابه «البيان المُغرِب». ويعقوبُ هذا وفقًا لأغلبِ أوصافه كان عالمًا فاضلًا، يحبُّ العلم ويتقرَّبُ لأهله. كانت هذه الرؤيا هي النهاية بالطبع؛ فبعد فترةٍ يسيرة حضر الموتُ يعقوب، فجمعَ أهله، وأوصاهم بالرعيّة، ورؤوس القوم، والوزراء، والقبائل المغاربية قبيلةً قبيلة. وقُبيل هذه الوصيّة أرسل لأمّ أخيه يستغفرها في دم أخيه الذي قتله بسبب تصاريف الملك وأمور السياسة؛ فسامحته، وأقسم ليبرّنها في أخيها، فعيّن خال أخيه واليًا قُبيل وفاته، وأوصى ابنه ألا يخلعه، فظلّ في ولايته قرابة 30 عامًا، خرج منها لما مات فقط.
لكنّ الرواية الأخرى لنهاية يعقوب، أنّه لمّا أحسّ بوحشةِ الملك، وضيقِ السلطة، أشاعَ في النّاس موته، وهرب! هرب من عاصمته، ومن وزرائه، ومن رعيّته ومن أعدائه على السواء. ويُقال إنّ نهايته الحقيقيّة كانت بالشام، وأنَّهُ مدفونُ بموضعٍ معروفٍ في لبنان.
يتبع .....
📖 من «ضيق» القصور إلى «سعة» العبادة.. ملوك هجروا الكرسيّ من أجل سجادة صلاة (1)! 📖
تركتُ الخلقَ طرًّا في هواكا * وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا
فلو قطّعتني في الحبِّ إربًا * لما حنّ الفؤادُ إلى سواكا
بعدما أنهى أبو يوسف «يعقوب بن يوسف المنصور» – من سلاطين الموحدين – غزوته الأخيرة في الأندلس، رجع قافلًا إلى عاصمته في بلاد المغرب، وفي إحدى الليالي التي اشتدَّ عليه فيها المرض شاهد أباه «يوسف بن عبد المؤمن» في المنام جالسًا بين أبنائه، ومنهم يعقوبُ نفسه، ويحدثهم، ثمّ التفتَ إلى يعقوب قائلًا: «يا يعقوب لم قتلتَ أخاك وعمَّك؟» وعاتبه تاليًا هذه الآيات من سورة الزمر: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ».
كان يعقوب قد قتل أخاه وعمّه؛ بسبب صراعٍ على الملك. لكنّ يعقوب أيضًا كان «فاضلًا عاقلًا، حازمًا عازمًا، متواضعًا لله مجاهدًا في سبيله» على ما يصفه المراكشيّ في كتابه «البيان المُغرِب». ويعقوبُ هذا وفقًا لأغلبِ أوصافه كان عالمًا فاضلًا، يحبُّ العلم ويتقرَّبُ لأهله. كانت هذه الرؤيا هي النهاية بالطبع؛ فبعد فترةٍ يسيرة حضر الموتُ يعقوب، فجمعَ أهله، وأوصاهم بالرعيّة، ورؤوس القوم، والوزراء، والقبائل المغاربية قبيلةً قبيلة. وقُبيل هذه الوصيّة أرسل لأمّ أخيه يستغفرها في دم أخيه الذي قتله بسبب تصاريف الملك وأمور السياسة؛ فسامحته، وأقسم ليبرّنها في أخيها، فعيّن خال أخيه واليًا قُبيل وفاته، وأوصى ابنه ألا يخلعه، فظلّ في ولايته قرابة 30 عامًا، خرج منها لما مات فقط.
لكنّ الرواية الأخرى لنهاية يعقوب، أنّه لمّا أحسّ بوحشةِ الملك، وضيقِ السلطة، أشاعَ في النّاس موته، وهرب! هرب من عاصمته، ومن وزرائه، ومن رعيّته ومن أعدائه على السواء. ويُقال إنّ نهايته الحقيقيّة كانت بالشام، وأنَّهُ مدفونُ بموضعٍ معروفٍ في لبنان.
يتبع .....