انفجار بيروت
لست خبيرًا سياسيا أو عسكريا، ولا شغل لي بأسباب الحادث وملابساته، إنّما أريد مشاركة النظر إلى المسألة من جهة معنويّة دينيّة.
لعلّ جميع الذين شعروا بالانفجار اشتركوا بإحساسٍ واحد للحظات: اقتراب الموت.
قليلة هي هذه اللحظات في حياة الإنسان، وهي في الحقيقة هدية ثمينة ينبغي استغلالها، فلا نعلم متى تكون هذه اللحظة هي لحظة الحسم والموت الفعلي بدل أن تكون مجرد اقتراب شديد منه.
هذه اللحظات تشعل اليقظة في باطن الإنسان، ما قيمة مالي وما قيمة مخططاتي وطموحاتي المادية؟ هل يعتني أحد بهذه الأمور في تلك اللحظات؟ لا قيمة عند تلك اللحظة إلّا لشيء واحد: الارتباط بالله تعالى وبالمعصومين عليهم السلام. الطاعة، التقوى، التوكل، التسليم، اليقين، هذه هي الأمور النافعة. ما له القيمة فعلا في تلك اللحظة هو إصلاح ما بيننا وبين الله تعالى، فلنفرض أنّنا قُبِضنا، ما هي حصيلة عمرنا؟ كم استغلّينا منه في سبيل هذه اللحظة التي لا ينفع فيها إلّا العمل؟
علينا أن نوطّن أنفسنا أكثر على كلمات سيّد الشهداء صلوات الله عليه في رسالته من كربلاء: «..أمّا بعد، فكأنّ الدنيا لم تكن، وكأنّ الآخرة لم تزل، والسلام»، حتى تكون لنا الهمّة العالية في صرف عمرنا في ما ينفع فعلا.
صلى الله عليك يا أبا عبد الله. السلام عليك يا صاحب الزمان.
أسأل الله السلامة لجميع المؤمنين بحق محمد وآل محمد عليهم السلام.
#محمد_الموسوي