لا أحد سيفهم هذه المسألة، وماذا صار يعني لنا المطر..
رُبما لو لم نكن في هذه الظروف لما عرفنا نحنُ أيضًا، وكيف سنعرف؟ وكانت لنا منازلنا، وكان لنا نهايات أيام دافئة، تُمكننا من الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهناها خلال اليوم.
سأحدّثك عن المطر خارج البيت، وكما كل الأشياء، تصير قاسية أكثر، تفقد أُلفتها، خارجه..
بالحديث عن المطر خلال الحرب بالمجمل، فالأمر يُشبه أن نموت كلّنا بشكل جماعي، كلنا سَواسية، في الساعة ذاتها.
يشبه أن نُرمى بالصواريخ لساعات طويلة، لكن الفرق.. أن الصواريخ تقتل سريعًا، والمطر.. على قسوته في هذه الظروف، إلا أنه حنون، ولطيف، لذا موته لا يجيء سريعًا، فيموت المرء بردًا، وقهرًا، وكمدًا.. يا له من موت..
لم أرى شتاء البيت منذ شتائين، كان الشتاء الأخير قاسيًا، وكان البيت الغريب باردًا كالثلاجة.
البيت الذي أقضي فيه هذا الشتاء وهو غير البيت الذي ذكرته قبل سطرين، وهما الاثنان ليسا بيتي-لا أدري متى امتهنت الترحال- هو المعنى الحقيقي للثلاجة، لم أسكن قبلًا في طابق عالٍ وقريب من البحر، لذا لا أعرفُ عن شتاءات هذه المناطق في العادة..
رغم كل ما قلته، إلا أنني أتحدث عن بيت، جدران وسقف، يمكنني النوم داخله، لا عن خيمة..
يصعب تخيّل الحياة داخل الخيمة، يصعب جدًا، ورغم كل محاولات نقل الصورة، والمقاربات والتخيلات، إلا أنه يستحيل ذلك، الخيمة هي أن تنام في الشارع، وتقنع نفسك أنك لست فيه..
أصدُق في قولي عندما أقول أن المطر يمكنه أن يكون حتفنا الآن، وأن الشتاء بات كابوسًا، والصاروخ صار الأمنية، لأنه النجاة، تبًا.. أين حياتنا من كلّ هذا..
ظِل_غزة
٢٥ نوڤمبر ٢٠٢٤
رُبما لو لم نكن في هذه الظروف لما عرفنا نحنُ أيضًا، وكيف سنعرف؟ وكانت لنا منازلنا، وكان لنا نهايات أيام دافئة، تُمكننا من الاستمرار رغم الصعوبات التي واجهناها خلال اليوم.
سأحدّثك عن المطر خارج البيت، وكما كل الأشياء، تصير قاسية أكثر، تفقد أُلفتها، خارجه..
بالحديث عن المطر خلال الحرب بالمجمل، فالأمر يُشبه أن نموت كلّنا بشكل جماعي، كلنا سَواسية، في الساعة ذاتها.
يشبه أن نُرمى بالصواريخ لساعات طويلة، لكن الفرق.. أن الصواريخ تقتل سريعًا، والمطر.. على قسوته في هذه الظروف، إلا أنه حنون، ولطيف، لذا موته لا يجيء سريعًا، فيموت المرء بردًا، وقهرًا، وكمدًا.. يا له من موت..
لم أرى شتاء البيت منذ شتائين، كان الشتاء الأخير قاسيًا، وكان البيت الغريب باردًا كالثلاجة.
البيت الذي أقضي فيه هذا الشتاء وهو غير البيت الذي ذكرته قبل سطرين، وهما الاثنان ليسا بيتي-لا أدري متى امتهنت الترحال- هو المعنى الحقيقي للثلاجة، لم أسكن قبلًا في طابق عالٍ وقريب من البحر، لذا لا أعرفُ عن شتاءات هذه المناطق في العادة..
رغم كل ما قلته، إلا أنني أتحدث عن بيت، جدران وسقف، يمكنني النوم داخله، لا عن خيمة..
يصعب تخيّل الحياة داخل الخيمة، يصعب جدًا، ورغم كل محاولات نقل الصورة، والمقاربات والتخيلات، إلا أنه يستحيل ذلك، الخيمة هي أن تنام في الشارع، وتقنع نفسك أنك لست فيه..
أصدُق في قولي عندما أقول أن المطر يمكنه أن يكون حتفنا الآن، وأن الشتاء بات كابوسًا، والصاروخ صار الأمنية، لأنه النجاة، تبًا.. أين حياتنا من كلّ هذا..
ظِل_غزة
٢٥ نوڤمبر ٢٠٢٤