*خطر الاجتماعات أيّام الوباء*
انظر ماذا حدث للمسلمين في دمشق والقاهرة عندما قرروا أن يتجمعوا للدعاء لدفع الطاعون دون فتوى الراسخين في العلم وأرادوا تحويل العبادة الفردية في التضرع إلى جماعية جهلاً بضوابط الشرع وإعراضاً عن حق الله في التشريع دون غيره .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
فليس الدعاءُ برفعِ الوباءِ ممنوعاً ولا مصادماً للمقدور من حيث هو أصلاً ، وإنما الاجتماعُ له كما في الاستسقاءِ فبدعةٌ حدثت في الطاعون الكبير سنة (٧٤٩) بدمشق .فقد قرأت في/جزءالمنبجي/بعد إنكاره على جمع الناس في موضع ، قال :
فصاروا يدعون ويصرخون صراخاً عالياً ، وذلك في سنة (٧٦٤) لمّا وقع الطاعون بدمشق ، فَذَكَرَ أن ذلك حدث سنة (٧٤٩) وخرج الناس إلى الصحراء ومعظمُ أكابرِ البلدِ فدعوا واستغاثوا ، فعَظُمَ الطاعونُ بعد ذلك وكَثُرَ وكان قبلَ دعائِهم أخفُّ !
( ولاشك ان هذا بسبب اختلاط المريض بالصحيح ).
قلت : الحديث لابن حجر
ووقع هذا في زماننا حين وقع أوَّلُ الطاعونِ بالقاهرة في ٢٧ من شهر ربيع الآخَر سنة (٨٣٣) ، فكان عددُ من يموتُ بها دون الأربعين ،فخرجوا إلى الصحراء في ٤ جمادى الأولى بعد أن نودي فيهم بصيام ثلاثة أيامٍ كما في الاستسقاء ، واجتمعوا ودعوا وأقاموا ساعةً ثم رجعوا ، فما انسلخ الشهر حتى صار عددُ من يموت في كل يومٍ بالقاهرة فوق الألف ثم تزايد !
(وهذا أيضا بسبب اختلاط المرضى بالأصحاء وانتشار العدوى بينهم)
إلى أن قال أنه لو كان مشروعاً فِعلُهم ما خفيَ على السلف ثم على فقهاء الأمصار وأتباعِهم في الأعصارِ الماضية ، فلمْ يبلغْنا في ذلك خبرٌ ولا أثرٌ عن المحدِّثين ، ولا فرعٌ مسطورٌ عن أحدٍ من الفقهاء .
من كتاب/
حُكْمُ التداعي لفعل الطاعات في النوازل والشدائد والملمات ١٧-٢١
أ.د.نورة بنت زيد الرشود
انظر ماذا حدث للمسلمين في دمشق والقاهرة عندما قرروا أن يتجمعوا للدعاء لدفع الطاعون دون فتوى الراسخين في العلم وأرادوا تحويل العبادة الفردية في التضرع إلى جماعية جهلاً بضوابط الشرع وإعراضاً عن حق الله في التشريع دون غيره .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
فليس الدعاءُ برفعِ الوباءِ ممنوعاً ولا مصادماً للمقدور من حيث هو أصلاً ، وإنما الاجتماعُ له كما في الاستسقاءِ فبدعةٌ حدثت في الطاعون الكبير سنة (٧٤٩) بدمشق .فقد قرأت في/جزءالمنبجي/بعد إنكاره على جمع الناس في موضع ، قال :
فصاروا يدعون ويصرخون صراخاً عالياً ، وذلك في سنة (٧٦٤) لمّا وقع الطاعون بدمشق ، فَذَكَرَ أن ذلك حدث سنة (٧٤٩) وخرج الناس إلى الصحراء ومعظمُ أكابرِ البلدِ فدعوا واستغاثوا ، فعَظُمَ الطاعونُ بعد ذلك وكَثُرَ وكان قبلَ دعائِهم أخفُّ !
( ولاشك ان هذا بسبب اختلاط المريض بالصحيح ).
قلت : الحديث لابن حجر
ووقع هذا في زماننا حين وقع أوَّلُ الطاعونِ بالقاهرة في ٢٧ من شهر ربيع الآخَر سنة (٨٣٣) ، فكان عددُ من يموتُ بها دون الأربعين ،فخرجوا إلى الصحراء في ٤ جمادى الأولى بعد أن نودي فيهم بصيام ثلاثة أيامٍ كما في الاستسقاء ، واجتمعوا ودعوا وأقاموا ساعةً ثم رجعوا ، فما انسلخ الشهر حتى صار عددُ من يموت في كل يومٍ بالقاهرة فوق الألف ثم تزايد !
(وهذا أيضا بسبب اختلاط المرضى بالأصحاء وانتشار العدوى بينهم)
إلى أن قال أنه لو كان مشروعاً فِعلُهم ما خفيَ على السلف ثم على فقهاء الأمصار وأتباعِهم في الأعصارِ الماضية ، فلمْ يبلغْنا في ذلك خبرٌ ولا أثرٌ عن المحدِّثين ، ولا فرعٌ مسطورٌ عن أحدٍ من الفقهاء .
من كتاب/
حُكْمُ التداعي لفعل الطاعات في النوازل والشدائد والملمات ١٧-٢١
أ.د.نورة بنت زيد الرشود