Репост из: وقفات استراتيجية للحركة الجهادية
أسرار وأخطار ورحيل أخيار درس في إصدار الملاحم
- يناير 18, 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يأتي إصدار الملاحم الفريد الأخير من فراغ..
لم يأتي لأجل التحريض على الجهاد والاستنفار كما اعتدنا في كل مرة ومرات..
لم يأتي ليعرض لنا انتصارات المجاهدين في جزيرة العرب ولا لتوثيق حقبة من التاريخ يمضي بثمن غالٍ وجب..
إنما جاء لغرض آخر لم نعتد عليه في الإصدارات الجهادية المتواترة،
لقد جاء لتربية المجاهدين ، لتحذيرهم ، لتبيان أخطائهم ولتصويب تصرفاتهم،
لقد جاء ليوقظ الضمائر وينكز الغفلة فيخرج المجاهد من دائرة التواكل والتسويف والتهوين لدائرة الحرص والمسؤولية واليقظة التامة..
نحن في ساحة حرب ومثل إصدار الملاحم اليوم "أخطار وأسرار" هو خلاصة تجربة مريرة يعيشها كل المجاهدين في كل الثغور وليس ثغر جزيرة العرب فحسب.
لقد قدم الإصدار عرضا يثير الأشجان حين يتحدث عن نقاط ضعفنا بكل صراحة عن أخطائنا بلا هوادة عن تمادينا بلا مواراة!
ذلك أن المصاب جلل وأن الحدث عظيم، إنه إفشاء أسرار المجاهدين، لقد سمعنا جميعا العديد من الاتهامات للمجاهدين بالاختراق تارة وبتفكك التنظيم أخرى وبضعف الجهاز الأمني ثالثة، كل هذا بسبب عدد الضحايا المتصاعد الذين سقطوا في ثغر جزيرة العرب!
ولكن فات الجميع معلومة مهمة جدا، هي أن استقواء عدونا علينا ليس بالضرورة لاختراقه لنا أو لضعف جهازنا الأمني ، بل لاستهانة واضحة من مجاهدينا بحفظ أمنياتنا الخاصة والعامة!
ثم بدون عميل لا يمكن الأعداء الوصول، لا يمكنهم عمل أي شيء، هذه قاعدة علينا حفرها في أذهاننا،
فالجاسوس يقدم المعلومة المنشودة للعدو، ونحن نعطيه إياها بسهولة تامة! وننسى أن معركتنا أمنية بامتياز، هذه الرسالة التي يريد أن يوصلها الإصدار المهم لكافة المجاهدين.
لقد شمل الإصدار اعترافات الجواسيس الذين تم إلقاء القبض عليهم في عمليات أمنية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بعد أن تمكنوا من استهداف خيار رجالات الأمة ،
والأسوء من هذا كله، أن سبب خسارة هؤلاء الرجال بعد قدر الله هو التفريط في الأمنيات والتهوين في أهمية وواجب حفظ السر في العمل الجهادي، وتعدي قاعدة (المعلومة على قدر الحاجة)!
لقد عرض لنا الإصدار صور الشهداء الذين رحلوا بسبب هذا الضعف فينا!!! لقد كانت مؤلمة ، إنهم خيرة رجالاتنا، رحلوا بسبب تهاوننا وعدم جديتنا في حفظ أمن إخواننا!
صحيح أنه لا يغني حذر من قدر ولكن حين نتهاون عمدا أو بدون عمد في أداء واجب الحفظ للأمنيات فإننا نحيد عن درب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصبح بذلك سذجا لا نصلح لحمل راية الجهاد وتكاليفها!
وهذا ما حدثنا عنه الشيخ إبراهيم القوصي (خبيب السوداني حفظه الله)، حين حدثنا عن الهجرة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم المسلمون أهمية حفظ السر.
وآزره الشيخ إبراهيم أبو صالح حفظه الله، حين أسند قول الشيخ بتنبيه لعدم الاستهانة بالمعلومات وإن كانت صغيرة في عين قائلها.
لقد قدم الإصدار شرحا لأغلب الأساليب التي يستعملها الأعداء في تتبع وجمع المعلومات، كل المعلومات، صغيرة أو كبيرة، فتكتمل لديه المسبحة التي من خلالها يستطيع أن يحدد هدفه ويسدد ضربته ثم نذرف نحن الدمع ونتساءل كيف استطاع أن يصل!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك لسانك، إنها وصية نبوية! ولا عجب أن يشدد الإصدار عليها بتقديم التحذير الشرعي من مغبة التقصير في هذا الباب خاصة حين تقدم أنت أيها المجاهد تسهيلا للعدو في استهداف إخوانك المجاهدين أو استهدافك أنت ذاتك.
نعم تعددت طرق العدو في تحصيل المعلومة ولكن لن يحصل عليها بسهولة إن كنا أكثر حذرا ويقظة وأمسكنا علينا ألسنتنا فتوقفنا عن الثرثرة بلا فائدة،
لقد أحسن الإصدار في تفصيل كيف يعمل الجواسيس وكيف يحصل العدو على المعلومة،
وبسط لذلك شهادات الجواسيس أنفسهم بل اعترافاتهم،
فارس القصيمي ومن لا يعرف فارس القصيمي من استأمنه إخوانه وجلس بينهم باسم الثغر يوحي بالمودة والوفاء في حين كان قلبه يضمر الشر والأذى! وشهاب الذماري وأبو الحسن التعزي وغيرهم حديثهم مؤلم جدا، لأنه يكشف لنا مدى سذاجتنا وتهاوننا في حفظ أسرارنا، حين يؤكدون أننا نحن من قدم لهم كل ما كانوا يبحثون عنه!
إنه اللسان! فهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم!
إنهم يخططون لتحصيل المعلومة بدهاء ومكر كبير، وقد يكونون بيننا كالدعاة المهديين!
لقد ظهر في الإصدار الشيخ قاسم الريمي حفظه الله، الأمير والمعلم المربي، كلماته كانت كالرصاص يخترق الصدر فيدميه! ذلك أنه يحدثك عن تقصيرك أيها المجاهد، كلماته تزلزل استهانتك وتهز كل ركن فيك! إنك المسؤول الأول، فلتخشى المساءلة! ولا أخال هذه القوة في الكلمات جاءت إلا من عميق إحساس بمصاب الجهاد بمثل هذا الداء الذي استفحل ووصل لحد الإنذار!
لم يغفل الشيخ عن كل ثغر يؤتى منه المجاهد حتى من زوجته أو أقرب الناس إليه!
وضرب في ذلك الأمثلة وأجاد!
ومن أروع ما في الإصدار كلمات الشيخ خبيب حفظه الله
- يناير 18, 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يأتي إصدار الملاحم الفريد الأخير من فراغ..
لم يأتي لأجل التحريض على الجهاد والاستنفار كما اعتدنا في كل مرة ومرات..
لم يأتي ليعرض لنا انتصارات المجاهدين في جزيرة العرب ولا لتوثيق حقبة من التاريخ يمضي بثمن غالٍ وجب..
إنما جاء لغرض آخر لم نعتد عليه في الإصدارات الجهادية المتواترة،
لقد جاء لتربية المجاهدين ، لتحذيرهم ، لتبيان أخطائهم ولتصويب تصرفاتهم،
لقد جاء ليوقظ الضمائر وينكز الغفلة فيخرج المجاهد من دائرة التواكل والتسويف والتهوين لدائرة الحرص والمسؤولية واليقظة التامة..
نحن في ساحة حرب ومثل إصدار الملاحم اليوم "أخطار وأسرار" هو خلاصة تجربة مريرة يعيشها كل المجاهدين في كل الثغور وليس ثغر جزيرة العرب فحسب.
لقد قدم الإصدار عرضا يثير الأشجان حين يتحدث عن نقاط ضعفنا بكل صراحة عن أخطائنا بلا هوادة عن تمادينا بلا مواراة!
ذلك أن المصاب جلل وأن الحدث عظيم، إنه إفشاء أسرار المجاهدين، لقد سمعنا جميعا العديد من الاتهامات للمجاهدين بالاختراق تارة وبتفكك التنظيم أخرى وبضعف الجهاز الأمني ثالثة، كل هذا بسبب عدد الضحايا المتصاعد الذين سقطوا في ثغر جزيرة العرب!
ولكن فات الجميع معلومة مهمة جدا، هي أن استقواء عدونا علينا ليس بالضرورة لاختراقه لنا أو لضعف جهازنا الأمني ، بل لاستهانة واضحة من مجاهدينا بحفظ أمنياتنا الخاصة والعامة!
ثم بدون عميل لا يمكن الأعداء الوصول، لا يمكنهم عمل أي شيء، هذه قاعدة علينا حفرها في أذهاننا،
فالجاسوس يقدم المعلومة المنشودة للعدو، ونحن نعطيه إياها بسهولة تامة! وننسى أن معركتنا أمنية بامتياز، هذه الرسالة التي يريد أن يوصلها الإصدار المهم لكافة المجاهدين.
لقد شمل الإصدار اعترافات الجواسيس الذين تم إلقاء القبض عليهم في عمليات أمنية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بعد أن تمكنوا من استهداف خيار رجالات الأمة ،
والأسوء من هذا كله، أن سبب خسارة هؤلاء الرجال بعد قدر الله هو التفريط في الأمنيات والتهوين في أهمية وواجب حفظ السر في العمل الجهادي، وتعدي قاعدة (المعلومة على قدر الحاجة)!
لقد عرض لنا الإصدار صور الشهداء الذين رحلوا بسبب هذا الضعف فينا!!! لقد كانت مؤلمة ، إنهم خيرة رجالاتنا، رحلوا بسبب تهاوننا وعدم جديتنا في حفظ أمن إخواننا!
صحيح أنه لا يغني حذر من قدر ولكن حين نتهاون عمدا أو بدون عمد في أداء واجب الحفظ للأمنيات فإننا نحيد عن درب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونصبح بذلك سذجا لا نصلح لحمل راية الجهاد وتكاليفها!
وهذا ما حدثنا عنه الشيخ إبراهيم القوصي (خبيب السوداني حفظه الله)، حين حدثنا عن الهجرة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم المسلمون أهمية حفظ السر.
وآزره الشيخ إبراهيم أبو صالح حفظه الله، حين أسند قول الشيخ بتنبيه لعدم الاستهانة بالمعلومات وإن كانت صغيرة في عين قائلها.
لقد قدم الإصدار شرحا لأغلب الأساليب التي يستعملها الأعداء في تتبع وجمع المعلومات، كل المعلومات، صغيرة أو كبيرة، فتكتمل لديه المسبحة التي من خلالها يستطيع أن يحدد هدفه ويسدد ضربته ثم نذرف نحن الدمع ونتساءل كيف استطاع أن يصل!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك لسانك، إنها وصية نبوية! ولا عجب أن يشدد الإصدار عليها بتقديم التحذير الشرعي من مغبة التقصير في هذا الباب خاصة حين تقدم أنت أيها المجاهد تسهيلا للعدو في استهداف إخوانك المجاهدين أو استهدافك أنت ذاتك.
نعم تعددت طرق العدو في تحصيل المعلومة ولكن لن يحصل عليها بسهولة إن كنا أكثر حذرا ويقظة وأمسكنا علينا ألسنتنا فتوقفنا عن الثرثرة بلا فائدة،
لقد أحسن الإصدار في تفصيل كيف يعمل الجواسيس وكيف يحصل العدو على المعلومة،
وبسط لذلك شهادات الجواسيس أنفسهم بل اعترافاتهم،
فارس القصيمي ومن لا يعرف فارس القصيمي من استأمنه إخوانه وجلس بينهم باسم الثغر يوحي بالمودة والوفاء في حين كان قلبه يضمر الشر والأذى! وشهاب الذماري وأبو الحسن التعزي وغيرهم حديثهم مؤلم جدا، لأنه يكشف لنا مدى سذاجتنا وتهاوننا في حفظ أسرارنا، حين يؤكدون أننا نحن من قدم لهم كل ما كانوا يبحثون عنه!
إنه اللسان! فهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم!
إنهم يخططون لتحصيل المعلومة بدهاء ومكر كبير، وقد يكونون بيننا كالدعاة المهديين!
لقد ظهر في الإصدار الشيخ قاسم الريمي حفظه الله، الأمير والمعلم المربي، كلماته كانت كالرصاص يخترق الصدر فيدميه! ذلك أنه يحدثك عن تقصيرك أيها المجاهد، كلماته تزلزل استهانتك وتهز كل ركن فيك! إنك المسؤول الأول، فلتخشى المساءلة! ولا أخال هذه القوة في الكلمات جاءت إلا من عميق إحساس بمصاب الجهاد بمثل هذا الداء الذي استفحل ووصل لحد الإنذار!
لم يغفل الشيخ عن كل ثغر يؤتى منه المجاهد حتى من زوجته أو أقرب الناس إليه!
وضرب في ذلك الأمثلة وأجاد!
ومن أروع ما في الإصدار كلمات الشيخ خبيب حفظه الله