.
(ميزان السماء)
هناك في خطبة يوم النحر في حجة الوداع، وقد اجتمع شرف المكان والزمان والحال والعبادة، خطب النبي ﷺ خطبة وداع للأمة، فبماذا سيوصي نبي الرحمة ﷺ أمته وهو في ذلك المقام الشريف؟
ما هو النبأ الذي سينوّه به ﷺ في يوم تطاولت إليه فيه أعناق عشرات الألوف ممن حضر ذلك المنسك الجليل؟
تخايل معي ذلك الموقف مهيب!
(مائة ألف وأربعة عشر ألفًا) من الصحابة قد أصاخوا بآذانهم، وأرهفوا بسمعهم، وشخصت أبصارهم لنبيهم ﷺ وهو يخطب فيهم خطبة ما طرق الدنيا مثلها قبل، في حالها ومكانها وخطيبها وجمهورها!
قال ﷺ: «أي يوم هذا»؟
ثم سكت!
حتى ظن الصحابة أنه سيسميه بغير اسمه!
ثم قال: «أليس يوم النحر؟»
وقال الصحابة: بلى!
ثم قال: «أي شهر هذا؟»
فسكت!
حتى ظنناه سيسميه بغير اسمه!
فقال: «أليس ذو الحجة»؟
قلنا: بلى.
قال: «أي بلدة هذه؟»
أليست بلد الله الحرام؟
فقال النبي ﷺ : «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا!»، متفق عليه.
هكذا هو المعيار في ميزان السماء!
وهكذا يرد النبي ﷺ الناس إلى الحقائق المستقرة في نفوسهم ليأخذ بأيديهم على مواضع يتحسسونها يعلمون بها ما وراء ذلك!
الله، ما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم!
مسلمٌ وكفى!
بعيداً عن كل اسم وتكتل ورابطة، غير رابطة الإسلام واسم الإسلام، {هو سماكم المسلمين}.
كم تحتاج النفس المتعبة بأعباء الجاهلية والقومية والقبلية، المحدودبة بالأثقال الدنيوية، أن تعود إلى طهر ونقاء: {إنما المؤمنون إخوة}.
ليعمر قلب المؤمن بتعظيم ما عظمه الله، ورفع ما رفعه الله.
ولطالما كان النبي ﷺ ينبه على شرف المسلم، وقدر المؤمن، وحقه على أخيه المؤمن، فعند الترمذي وابن حبان عن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ:
ﺻﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻤﻨﺒﺮ
ﻓﻨﺎﺩﻯ -ﺑﺼﻮﺕ ﺭﻓﻴﻊ-
ﻓﻘﺎﻝ: «ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺾِ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ!
ﻻ ﺗﺆﺫﻭا اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﻻ ﺗﻌﻴّﺮﻭﻫﻢ
ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮا ﻋﻮﺭاﺗﻬﻢ
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋﻮﺭﺓ ﺃﺧﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ! ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺭﺣﻠﻪ!
قال: ﻭﻧﻈﺮ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ -اﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ- ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃعظمك ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺘﻚ، ﻭاﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ".
فأي أمر بلغ أمر المؤمن حتى كانت معاملته معيارًا لصدق الإيمان وحقيقته!
يا رب اغفر وتجاوز.
(ميزان السماء)
هناك في خطبة يوم النحر في حجة الوداع، وقد اجتمع شرف المكان والزمان والحال والعبادة، خطب النبي ﷺ خطبة وداع للأمة، فبماذا سيوصي نبي الرحمة ﷺ أمته وهو في ذلك المقام الشريف؟
ما هو النبأ الذي سينوّه به ﷺ في يوم تطاولت إليه فيه أعناق عشرات الألوف ممن حضر ذلك المنسك الجليل؟
تخايل معي ذلك الموقف مهيب!
(مائة ألف وأربعة عشر ألفًا) من الصحابة قد أصاخوا بآذانهم، وأرهفوا بسمعهم، وشخصت أبصارهم لنبيهم ﷺ وهو يخطب فيهم خطبة ما طرق الدنيا مثلها قبل، في حالها ومكانها وخطيبها وجمهورها!
قال ﷺ: «أي يوم هذا»؟
ثم سكت!
حتى ظن الصحابة أنه سيسميه بغير اسمه!
ثم قال: «أليس يوم النحر؟»
وقال الصحابة: بلى!
ثم قال: «أي شهر هذا؟»
فسكت!
حتى ظنناه سيسميه بغير اسمه!
فقال: «أليس ذو الحجة»؟
قلنا: بلى.
قال: «أي بلدة هذه؟»
أليست بلد الله الحرام؟
فقال النبي ﷺ : «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا!»، متفق عليه.
هكذا هو المعيار في ميزان السماء!
وهكذا يرد النبي ﷺ الناس إلى الحقائق المستقرة في نفوسهم ليأخذ بأيديهم على مواضع يتحسسونها يعلمون بها ما وراء ذلك!
الله، ما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم!
مسلمٌ وكفى!
بعيداً عن كل اسم وتكتل ورابطة، غير رابطة الإسلام واسم الإسلام، {هو سماكم المسلمين}.
كم تحتاج النفس المتعبة بأعباء الجاهلية والقومية والقبلية، المحدودبة بالأثقال الدنيوية، أن تعود إلى طهر ونقاء: {إنما المؤمنون إخوة}.
ليعمر قلب المؤمن بتعظيم ما عظمه الله، ورفع ما رفعه الله.
ولطالما كان النبي ﷺ ينبه على شرف المسلم، وقدر المؤمن، وحقه على أخيه المؤمن، فعند الترمذي وابن حبان عن اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ:
ﺻﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ اﻟﻤﻨﺒﺮ
ﻓﻨﺎﺩﻯ -ﺑﺼﻮﺕ ﺭﻓﻴﻊ-
ﻓﻘﺎﻝ: «ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺾِ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ!
ﻻ ﺗﺆﺫﻭا اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﻻ ﺗﻌﻴّﺮﻭﻫﻢ
ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮا ﻋﻮﺭاﺗﻬﻢ
ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ ﻋﻮﺭﺓ ﺃﺧﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ! ﻭﻣﻦ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺭﺣﻠﻪ!
قال: ﻭﻧﻈﺮ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ -اﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ- ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃعظمك ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺘﻚ، ﻭاﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ".
فأي أمر بلغ أمر المؤمن حتى كانت معاملته معيارًا لصدق الإيمان وحقيقته!
يا رب اغفر وتجاوز.