لفظ الحرف يتناول هذه الاسماء وغيرها كما قال النبي ﷺ: ((من قرأ القرءان فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: {الم} حرف. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) وقد سأل الخليل بن أحمد أصحابه عن النطق بحرف الزاي مِن زيد فقالوا: (زاي) فقال: جئتم بالاسم وإنما الحرف: (زَ).
ثُمّ إن النُّحاة اصطلحوا على أنّ هذا المُسمّى في اللغة بالحرف، يُسمى كلمة، وأنّ لفظ الحرف يخصّ لما قال لمعنىً ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها.
وأمّا ألفاظ حروف الهجاء فيُعبّر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ، وتارة باسم ذلك الحرف، و لمّا غلب هذا الاصطلاح صار يتوهّم مَن اعتاده أنّه هكذا في لغه العرب، ومنهم مَن يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين الاسم مثلا، وبين الجملة، و لا يُعرف في صريح اللغة مِن لفظ: (الكلمة) إلّا الجملة التامة.
والمقصود هنا: أن المشروع في ذكر الله سبحانه هو ذكره بجملة تامّة وهو المُسمى بالكلام، والواحد منه بالكلمة، وهو الذي ينفع القلوب، ويحصل به الثواب والأجر، ويجذب القلوب إلى الله ومعرفته، ومحبته وخشيته، وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية.
وأمّا الاقتصار على الاسم المفرد مُظهرا أو مُضمَرا، فلا أصل له، فضلا عن أن يكون مِن ذكر الخاصّه و العارفين.
بل هو وسيلة إلى أنواع مِن البدع والضلالات، وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة مِن أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد كما قد بُسِط الكلام في غير هذا الموضع.
______________________
[رسالة العبودية] لابن تيمية.
#زاد_شرعي #زاد_لغوي
ثُمّ إن النُّحاة اصطلحوا على أنّ هذا المُسمّى في اللغة بالحرف، يُسمى كلمة، وأنّ لفظ الحرف يخصّ لما قال لمعنىً ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها.
وأمّا ألفاظ حروف الهجاء فيُعبّر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ، وتارة باسم ذلك الحرف، و لمّا غلب هذا الاصطلاح صار يتوهّم مَن اعتاده أنّه هكذا في لغه العرب، ومنهم مَن يجعل لفظ الكلمة في اللغة لفظا مشتركا بين الاسم مثلا، وبين الجملة، و لا يُعرف في صريح اللغة مِن لفظ: (الكلمة) إلّا الجملة التامة.
والمقصود هنا: أن المشروع في ذكر الله سبحانه هو ذكره بجملة تامّة وهو المُسمى بالكلام، والواحد منه بالكلمة، وهو الذي ينفع القلوب، ويحصل به الثواب والأجر، ويجذب القلوب إلى الله ومعرفته، ومحبته وخشيته، وغير ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية.
وأمّا الاقتصار على الاسم المفرد مُظهرا أو مُضمَرا، فلا أصل له، فضلا عن أن يكون مِن ذكر الخاصّه و العارفين.
بل هو وسيلة إلى أنواع مِن البدع والضلالات، وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة مِن أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد كما قد بُسِط الكلام في غير هذا الموضع.
______________________
[رسالة العبودية] لابن تيمية.
#زاد_شرعي #زاد_لغوي