💎 شيء من فضائل ومناقب معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد:
فإن مِن أجلَّاء الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ:
الأمير المُبَجَّل، والملك الصالح العادل معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنه، وعن أبيه ــ.
وإنَّ مناقبه وفضائله لكثيرة مشهورة، وحَسنٌ إمتاع القلوب، وتنوير العقول بشيء منها.
فمِن مناقبه:
أنَّه داخل في كل نَصِّ جاء في القرآن أو صحيح السُّنة النَّبوية في فضل الصحابة، والثناءِ عليهم، ووجوبِ محبَّتهم، ولزومِ توقيرهم واحترامهم، وحُرمَةِ سبِّهم والطعن فيهم، فمعاوية داخل فيه، وهو مِن أهله، لأنَّه مِن الصحابة.
ومِن مناقبه أيضًا:
أنَّه كان مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا بِه وصدَّقوه، ونصروه، وجاهدوا بين يديه، وتلقوا العلم عنه، وشرفُ الصُّحبة لا يَعدِله شرف.
ومِن مناقبه أيضًا:
أنَّه كان كاتبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يكتب عنه الوحي الذي أُنْزِلَ عليه هداية ورحمة للخلق، ولا يَشك مؤمن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لن يَختار لكتابة وحْيِ الله إلا مَن كان عنده أمينًا عدلًا مرضيًّا.
ومِن مناقبه أيضًا:
أنَّه مِمَّن أعزَّ الله بِهم الإسلام وأهله، وكان الإسلام في عهدهم عزيزًا منيعًا، إذ صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( لاَ يَزَالُ هَذَا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثْنَىْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ )).
ومعاوية واحد مِن هؤلاء ألاثني عشَر خليفة.
ومِن مناقبه أيضًا:
دخوله في قول النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: (( أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا )).
ومعنى: (( أوجَبُوا )) أي: فعلوا أمْرًا يُوجِب لهم مغفرة ربِّهم، وقد كان معاوية أوَّل مَن رَكب البحر مِن الغُزاة في سبيل الله، بل كان أمير هذا الجيش.
فهنيئًا له هذا الوعد الجميل، وهذه البشارة العظيمة مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومِن مناقبه ايضًا:
تَولية ثلاثةٍ مِن الخلفاء الراشدين المهديين له، وهُم: أبو بكر،وعمر، وعثمان ــ رضي الله عنهم ــ.
حيث ولَّاه أبو بكر على بعض المَدَد الذي أرسله إلى بلاد الشام ناشرًا للإسلام، ومجاهدًا في سبيل الرحمن، ثُمَّ ولَّاه عمر على بعض أقاليم الشام بعد وفاة أخيه يزيد، ثُمَّ ولاه عثمان أميرًا على بلاد الشام كلها.
ومِن مناقبه أيضًا:
اتساع بلاد الإسلام في عهده، حتى وصلت إلى حُدود القسطنطينية، وشمال أفريقية، وحُدود روسيا.
ويا لله كم ترتَّب على كثرة الفُتوح للأمصار في عهده مِن إسلام ملايين البَشر، فهنيئًا له ما سيأتيه مِن أجور كثيرة، وثواب عظيم، بسب إسلام هؤلاء.
✏️ وكتبه:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد الحسيني الهاشمي القرشي.