قال الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:
إنَّ النفي الواردَ بصيغة النهي ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ في إفادته فسادَ المنهيِّ عنه مختلَفٌ فيه عند الأصوليِّين على أقوالٍ: فمذهبُ الجمهور أنه يدلُّ على فساد المنهيِّ عنه إلَّا ما خَرَج بدليلٍ مُنفصِلٍ، والذي عليه أهلُ التحقيق: أنَّ النهي إِنْ وَرَد على ذاتِ المنهيِّ عنه أو على شرطٍ مِنْ شروطه أو ركنٍ مِنْ أركانه فإنه يدلُّ على فساد المنهيِّ عنه، وإِنْ وَرَد على أمرٍ خارجٍ عنه غيرِ لازمٍ لم يُفِدِ الفسادَ.
وبناءً عليه، فإنه يُستفادُ مِنَ النهي في الحديثِ توجُّهُه إلى ما يَشْغَلُ المصلِّيَ عن صلاته، لا عن ذاتِ الصلاة، وإِنْ وَرَد لفظُ النهي عليها، وتمثيلُ هذه الصورةِ بما صحَّ مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ»؛ فقَدْ حَمَل الجمهورُ صلاتَهما على الكراهة مع وجود النفي الداخل على الصلاة وهو أمرٌ تعبُّديٌّ؛ فدلَّتْ صحَّتُها على أنَّ النهي ليس مُنْصَبًّا ـ حقيقةً ـ على الصلاة، ولكِنْ على ما يَشْغَلُ عنها؛ فكان الشاغلُ عنها خارجًا عنها وليس داخلًا فيها؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا».
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-194
#للنشر_والاشتراك
https://telegram.me/AbuJibrilalHaj
إنَّ النفي الواردَ بصيغة النهي ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ في إفادته فسادَ المنهيِّ عنه مختلَفٌ فيه عند الأصوليِّين على أقوالٍ: فمذهبُ الجمهور أنه يدلُّ على فساد المنهيِّ عنه إلَّا ما خَرَج بدليلٍ مُنفصِلٍ، والذي عليه أهلُ التحقيق: أنَّ النهي إِنْ وَرَد على ذاتِ المنهيِّ عنه أو على شرطٍ مِنْ شروطه أو ركنٍ مِنْ أركانه فإنه يدلُّ على فساد المنهيِّ عنه، وإِنْ وَرَد على أمرٍ خارجٍ عنه غيرِ لازمٍ لم يُفِدِ الفسادَ.
وبناءً عليه، فإنه يُستفادُ مِنَ النهي في الحديثِ توجُّهُه إلى ما يَشْغَلُ المصلِّيَ عن صلاته، لا عن ذاتِ الصلاة، وإِنْ وَرَد لفظُ النهي عليها، وتمثيلُ هذه الصورةِ بما صحَّ مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ»؛ فقَدْ حَمَل الجمهورُ صلاتَهما على الكراهة مع وجود النفي الداخل على الصلاة وهو أمرٌ تعبُّديٌّ؛ فدلَّتْ صحَّتُها على أنَّ النهي ليس مُنْصَبًّا ـ حقيقةً ـ على الصلاة، ولكِنْ على ما يَشْغَلُ عنها؛ فكان الشاغلُ عنها خارجًا عنها وليس داخلًا فيها؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا».
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-194
#للنشر_والاشتراك
https://telegram.me/AbuJibrilalHaj