✒ قال الدكتور فخر الدين الزبير المحسي:
في منهجيات قرآنية (٣٨)
قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث):
هذا المثل القرآني من أكثر الأمثال تشنيعا وتبشيعا، فيمن كان هذا حاله، ممن تعلم الآيات، وتَبيّن ما فيها من عظات، ثم آثر عليها الشهوات، من لذة عارضة، ودنيا عابرة، فعاوضها بصفقة زهيدة خاسرة.
فشبهه الله تعالى بالكلب، ووجوه الشبه بينهما بديعة، والصورة بين الحالتين فظيعة، ومن ذلك:
-خسة الكلب، وتشممه للأرض، وتتبعه للدنايا، كحال هذا الذي يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو أعلى.
-لهثه في كل حال، في جوعه وشبعه، وريه وعطشه، لا يدخل لسانه في جوفه، كهذا اللاهث وراء نزواته، في جميع تصرفاته.
-ذلته لمن يطعمه، فهو أسير للقيماته، مسترق بفتاته، كهذا الذي يبيع دينه بملذاته.
-كثرة نباحه وعويله، وعدم التفات الناس له، كهذا الذي ينعق بما لا يُلتفت إليه؛ حيث سقطت هيبته، ونزعت بركته.
-استخباث الكلب، ونجاسة ولوغه، وتقذّر الطباع منه، كهذا الذي نفرت منه الفطر السليمة؛ لتقلبه وتناقضه.
إلى وجوه كثيرة، تعيها القلوب المستنيرة.
د.فخرالدين الزبير
✨غفر الله لشيخنا ووالديه والمسلمين .
https://telegram.me/Abulbuh