-((﷽))-
✿❁࿐❁✿
عَظَمَةُ اللهِ أنَّه لَا يُشبِهُ
شَيئًا مِنْ خَلْقِهِ
مُحَمَّدٌ ﷺ نُورُ الدَّهْرِ وأَكْثَر
••✦✾✦•• ••✦✾✦••
🚫الحَربُ الخاسِرةُ 🚫
على الموْلدِ
النَّبويِّ الشَّريف
الحمدُ للَّهِ الذي أعزَّنا بالإسلامِ، وأكرَمَنا بالإيمانِ، ورحِمَنا ببعْثةِ محمَّدٍ عليه الصَّلاةُ والسلام، أمَّا بعد؛ يعيشُ عشَّاقُ الرسول صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في شهر ربيع الأول و تحديداً في مثل هذا اليوم من كلِّ سنة، أيام فرحٍ وابتهاجٍ وسرورٍ بمولدِ حبيبِهم وسيِّدِهم ونورِ عينِهِم وقُرَّةِ أعيُنِهم وقائدِهِم وإمامِهم محمَّدٍ عَليْـهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ويُعبِّرون عن فرحِهِم وسرورِهِم بإقامةِ احتفالاتِ المولدِ هنا وهناك، بينما يُخيِّمُ اليأسُ فَوْقَ رؤوسِ الذين يُحرِّمونَهُ، فتراهُم يعيشون حالةَ اكتئابٍ وإحباطٍ يتَفاقم ويأْسٍ يتعاظم، بعد فشلِ ما بذلوا في سبيلِ منعِ المولدِ وتنفيرِ النَّاس منه. فإنَّهم كعادتِهِم في كلِّ سنةٍ يُضاعِفون الجهودَ، ويَبذلون الغالي والنَّفيس ويَبُثُّون أتْباعَهُم في صفوفِ الجماهير، لتَثبيتِهم على الوفاء لهذا الهدفِ القبيحِ، والغايةِ الخاسِرةِ، ومع ذلك يرجِعون في كلِّ سنةٍ على أعقابِهم، يَجُرُّون ذيولَ الخيبةِ وراءَهُم وهم صاغِرون.
فمنهم مَنْ يفقِدُ الأمل في تحقيقِ غايته، ومنهم مَنْ يَكاد.
واللَّهُ تعالى يَهدي مَنْ يشاء ويُضِلُّ مَنْ يشاء والحمدُ للَّهِ على نعمةِ الإسلام، وحُبِّ النَّبيِّ العدنانيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
نُتابعُ إِنْ شاءَ الله تعالى ما بدأنا به في بيانِ جوازِ الاحْتِفالِ بالمولدِ النَّبويِّ الشَّريف وأنَّ فيه أجرًا وثوابًا.
ليُعلَم أنَّ المولدَ سُنَّةٌ حسنةٌ، وأوَّلُ مَنْ عَمِلَ به المسلمون وليس كما قيل أنَّ أصلَه هو أنَّ أناسًا كانوا يحتفلون بوفاتِهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم.
فقد ذكرَ الحُفَّاظُ والعلماءُ من أصحابِ التَّواريخِ وغيرهم، أن أولَّ مَنْ اسْتحدَثَ عملَ المولدِ هو الْمَلِكُ المُظفَّر الذي كان يحكم إرْبِل وهو ورِعٌ صالِحٌ عالِمٌ شُجاعٌ ذو عنايةٍ بالجِهاد، كان مِنَ الأبطال، ماتَ وهو يُحاصِرُ الفِرَنْجَ بِعَكَّـا. هو أوَّلُ مَنْ اسْتحدَثَ هذا الأمر.
ثمَّ وافقَهُ العُلماء والفقهاء، حتى عُلماءُ غير بلده الذي يحكُمُه. وقد ذكر ذلك الحافِظُ السُّيوطيُّ في كتابه "الأوائل".
ولا زال المسلمون على ذلك منذ ثمانمائة سنة حتى الآن. فأيُّ أمرٍ استحسَنهُ علماء أُمَّةِ محمَّدٍ وأجمعوا عليه فهو عِنْدَ اللَّهِ حَسَن.
وأيُّ شَىْءٍ استقبَحهُ علماء أُمَّةِ محمَّدٍ فهو عِنْدَ اللَّهِ قبيح.
ومعلومٌ أنَّ عُلماءَ الأُمَّة لا يجتمعون على ضلالة لحديث: "إنَّ أُمَّتي لا تجتَمِعُ على ضلالة" رواه ابْنُ ماجهْ في سُنَنِهِ.
فلا عِبرةَ بعد ذلك بكلام من أفْتَى بِخِلافِ إجماعهم لأنَّه ليس كلامَ مُجتهد.
والعِبرةُ إنَّما هي بما وافق كلامَ العلماءِ المُعتَبرين.
والأصلُ في الأشياءِ الإباحَةُ ما لم يرد التَّحريم، ودينُ الله يُسْرٌ وليس بعُسرٍ، والله تعالى الهادي إلى سَبِيلِ الرَّشاد.
أيُّها الإخوة المؤمنون، أثْبُتُـوا على اعتقاد أنَّ المولدَ سُنَّةٌ حسنةٌ، واعلموا أنَّه لا يُقالُ عنه لو كان خيرًا لنَصَّ عليه الرَّسول أو لعَمِلَهُ الرَّسول.
فجَمْعُ المُصحَف ونَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عملُ خير مع أنَّه صلى الله عليه وسلم ما نصَّ عليه ولا عَمِلَهُ. واستعمالُ الآلاتِ الكهربائيةِ من نحو الكاميرا والكومبيوتر والمِذياع والراديو والتلفزيون لنشرِ الدِّين والأمرِ بالمعروف والنَّهي عن المُنكر وتوسيع دائرةِ الدعوة، عملُ خيرٍ مع أنَّه صلى الله عليه وسلم ما نصَّ عليه ولا عمِلَه.
فهؤلاء الذين يمنَعُون عمَلَ المولد بِدعْوى أنَّه لو كان خيرًا لدَلَّنا الرسول عليه وهم أنفُسهم يشتغِلون في تشكيلِ المُصحفِ وتنْقيطِهِ يقعون في أحد أمرين:
▪فإمَّا أن يقولوا إنَّ نَقْطَ المُصحف وتشكيله ليْسَ عمَلَ خيرٍ لأنَّ الرَّسولَ ما فعلَهُ ولم يَدُلَّ الأُمَّة عليه ومع ذلك نحنُ نعمَلُه.
▪وإمَّا أَنْ يقولوا إنَّ نَقْطَ المُصحف وتشكيله عملُ خيرٍ لو لم يفعلهُ الرَّسول ولم ينُصَّ عليه ومع ذلك نحنُ نعمَلُه.
وفي كِلا الحالين ناقَضوا أنفُسَهم وزالتْ شُبهَتُهم وسَيظْهَر إِنْ شاء اللَّهُ تعالى للنَّاسِ أنَّ عداوَتَهُم للمولدِ بالحقيقةِ هي عداوةٌ لصاحبِ الذِّكرى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
فيا أيُّها الإخوة المؤمنون، ازدادوا حُبًّا بالرسول واحتفِلُوا بمولدِ الرَّسول واثْبُتُوا على اعتقادِ أنَّ المولِدَ سُنَّةٌ حسنةٌ وليس فيه إشارةٌ إلى أنَّ الدِّين لم يكتمل، وليس فيه تكذيبٌ لقوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، كما يُموِّهُ الوهابيَّةُ على النَّاس، لأنَّ الآية معناها: أنَّ قواعدَ الدِّين تَمَّتْ.
قال القُرطُبيُّ في تفسيره: "وقال الجمهور: المرادُ مُعظمُ الفرائضِ والتَّحليلِ والتَّحريم".
قالوا
✿❁࿐❁✿
عَظَمَةُ اللهِ أنَّه لَا يُشبِهُ
شَيئًا مِنْ خَلْقِهِ
مُحَمَّدٌ ﷺ نُورُ الدَّهْرِ وأَكْثَر
••✦✾✦•• ••✦✾✦••
🚫الحَربُ الخاسِرةُ 🚫
على الموْلدِ
النَّبويِّ الشَّريف
الحمدُ للَّهِ الذي أعزَّنا بالإسلامِ، وأكرَمَنا بالإيمانِ، ورحِمَنا ببعْثةِ محمَّدٍ عليه الصَّلاةُ والسلام، أمَّا بعد؛ يعيشُ عشَّاقُ الرسول صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم في شهر ربيع الأول و تحديداً في مثل هذا اليوم من كلِّ سنة، أيام فرحٍ وابتهاجٍ وسرورٍ بمولدِ حبيبِهم وسيِّدِهم ونورِ عينِهِم وقُرَّةِ أعيُنِهم وقائدِهِم وإمامِهم محمَّدٍ عَليْـهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ويُعبِّرون عن فرحِهِم وسرورِهِم بإقامةِ احتفالاتِ المولدِ هنا وهناك، بينما يُخيِّمُ اليأسُ فَوْقَ رؤوسِ الذين يُحرِّمونَهُ، فتراهُم يعيشون حالةَ اكتئابٍ وإحباطٍ يتَفاقم ويأْسٍ يتعاظم، بعد فشلِ ما بذلوا في سبيلِ منعِ المولدِ وتنفيرِ النَّاس منه. فإنَّهم كعادتِهِم في كلِّ سنةٍ يُضاعِفون الجهودَ، ويَبذلون الغالي والنَّفيس ويَبُثُّون أتْباعَهُم في صفوفِ الجماهير، لتَثبيتِهم على الوفاء لهذا الهدفِ القبيحِ، والغايةِ الخاسِرةِ، ومع ذلك يرجِعون في كلِّ سنةٍ على أعقابِهم، يَجُرُّون ذيولَ الخيبةِ وراءَهُم وهم صاغِرون.
فمنهم مَنْ يفقِدُ الأمل في تحقيقِ غايته، ومنهم مَنْ يَكاد.
واللَّهُ تعالى يَهدي مَنْ يشاء ويُضِلُّ مَنْ يشاء والحمدُ للَّهِ على نعمةِ الإسلام، وحُبِّ النَّبيِّ العدنانيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
نُتابعُ إِنْ شاءَ الله تعالى ما بدأنا به في بيانِ جوازِ الاحْتِفالِ بالمولدِ النَّبويِّ الشَّريف وأنَّ فيه أجرًا وثوابًا.
ليُعلَم أنَّ المولدَ سُنَّةٌ حسنةٌ، وأوَّلُ مَنْ عَمِلَ به المسلمون وليس كما قيل أنَّ أصلَه هو أنَّ أناسًا كانوا يحتفلون بوفاتِهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم.
فقد ذكرَ الحُفَّاظُ والعلماءُ من أصحابِ التَّواريخِ وغيرهم، أن أولَّ مَنْ اسْتحدَثَ عملَ المولدِ هو الْمَلِكُ المُظفَّر الذي كان يحكم إرْبِل وهو ورِعٌ صالِحٌ عالِمٌ شُجاعٌ ذو عنايةٍ بالجِهاد، كان مِنَ الأبطال، ماتَ وهو يُحاصِرُ الفِرَنْجَ بِعَكَّـا. هو أوَّلُ مَنْ اسْتحدَثَ هذا الأمر.
ثمَّ وافقَهُ العُلماء والفقهاء، حتى عُلماءُ غير بلده الذي يحكُمُه. وقد ذكر ذلك الحافِظُ السُّيوطيُّ في كتابه "الأوائل".
ولا زال المسلمون على ذلك منذ ثمانمائة سنة حتى الآن. فأيُّ أمرٍ استحسَنهُ علماء أُمَّةِ محمَّدٍ وأجمعوا عليه فهو عِنْدَ اللَّهِ حَسَن.
وأيُّ شَىْءٍ استقبَحهُ علماء أُمَّةِ محمَّدٍ فهو عِنْدَ اللَّهِ قبيح.
ومعلومٌ أنَّ عُلماءَ الأُمَّة لا يجتمعون على ضلالة لحديث: "إنَّ أُمَّتي لا تجتَمِعُ على ضلالة" رواه ابْنُ ماجهْ في سُنَنِهِ.
فلا عِبرةَ بعد ذلك بكلام من أفْتَى بِخِلافِ إجماعهم لأنَّه ليس كلامَ مُجتهد.
والعِبرةُ إنَّما هي بما وافق كلامَ العلماءِ المُعتَبرين.
والأصلُ في الأشياءِ الإباحَةُ ما لم يرد التَّحريم، ودينُ الله يُسْرٌ وليس بعُسرٍ، والله تعالى الهادي إلى سَبِيلِ الرَّشاد.
أيُّها الإخوة المؤمنون، أثْبُتُـوا على اعتقاد أنَّ المولدَ سُنَّةٌ حسنةٌ، واعلموا أنَّه لا يُقالُ عنه لو كان خيرًا لنَصَّ عليه الرَّسول أو لعَمِلَهُ الرَّسول.
فجَمْعُ المُصحَف ونَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عملُ خير مع أنَّه صلى الله عليه وسلم ما نصَّ عليه ولا عَمِلَهُ. واستعمالُ الآلاتِ الكهربائيةِ من نحو الكاميرا والكومبيوتر والمِذياع والراديو والتلفزيون لنشرِ الدِّين والأمرِ بالمعروف والنَّهي عن المُنكر وتوسيع دائرةِ الدعوة، عملُ خيرٍ مع أنَّه صلى الله عليه وسلم ما نصَّ عليه ولا عمِلَه.
فهؤلاء الذين يمنَعُون عمَلَ المولد بِدعْوى أنَّه لو كان خيرًا لدَلَّنا الرسول عليه وهم أنفُسهم يشتغِلون في تشكيلِ المُصحفِ وتنْقيطِهِ يقعون في أحد أمرين:
▪فإمَّا أن يقولوا إنَّ نَقْطَ المُصحف وتشكيله ليْسَ عمَلَ خيرٍ لأنَّ الرَّسولَ ما فعلَهُ ولم يَدُلَّ الأُمَّة عليه ومع ذلك نحنُ نعمَلُه.
▪وإمَّا أَنْ يقولوا إنَّ نَقْطَ المُصحف وتشكيله عملُ خيرٍ لو لم يفعلهُ الرَّسول ولم ينُصَّ عليه ومع ذلك نحنُ نعمَلُه.
وفي كِلا الحالين ناقَضوا أنفُسَهم وزالتْ شُبهَتُهم وسَيظْهَر إِنْ شاء اللَّهُ تعالى للنَّاسِ أنَّ عداوَتَهُم للمولدِ بالحقيقةِ هي عداوةٌ لصاحبِ الذِّكرى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
فيا أيُّها الإخوة المؤمنون، ازدادوا حُبًّا بالرسول واحتفِلُوا بمولدِ الرَّسول واثْبُتُوا على اعتقادِ أنَّ المولِدَ سُنَّةٌ حسنةٌ وليس فيه إشارةٌ إلى أنَّ الدِّين لم يكتمل، وليس فيه تكذيبٌ لقوله تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، كما يُموِّهُ الوهابيَّةُ على النَّاس، لأنَّ الآية معناها: أنَّ قواعدَ الدِّين تَمَّتْ.
قال القُرطُبيُّ في تفسيره: "وقال الجمهور: المرادُ مُعظمُ الفرائضِ والتَّحليلِ والتَّحريم".
قالوا