💫 عالم ألف ✨

يُقال أن اليوم الذي لا تستثمر صباحه على الأرجح يوم ضائع.

أقول : يوم الجمعة الذي ينقضي دون سورة الكهف، دون صلاة على النبي ، دون دعوات تزف إلى السماء يوم ضائع، ما زال أمامك القليل لتدرك اليوم و تنقذه.

لا تنس الأحياء البعيدين عن عينيك و لا الأموات، لا تنس المنكسرين و المكروبين، لا تنس آخر شخص تعرفت عليه و لا صديق الطفولة، حاول أن تجمع شمل الأشتات في دعائك ، أشتات الأشخاص و الاحلام و الهموم و المشاريع.

جمعة طيبة

جمعة ...
ليس عيدا لبداية السنة و بدايات السنين لا تغير في حياتنا شيئا، لكنه موعد لتجديد العهد و النية لمن يفوته ذلك كل يوم و زحام الحياة يدفعه إلى الزاوية .

و الجمعة ليست محطة و لكنها رحلة، من سورة الكهف إلى الصلاة على النبي إلى ساعة الاستجابة.

الجمعة هي تلك الصلاة على الرسول و الصحب و الآل، امتداد للمقاطعة الفرنسية، للغيرة على الإسلام، للانتفاضة في وجه العادات البالية في التشبه بالكفار.

الجمعة، ملجأ هاجر القرآن و سكينة المثقل بالأمنيات.

أرسلوا بعض الرسائل اللطيفة ، ليس احتفالا بالسنة الجديدة و لكن بالجمعة، لا تُحملوا الأرقام وزر أمانيكم أرسلوها إلى رب العباد، و لا تركنوا إلى متاع الدنيا و اشكال الاحتفال طبطبوا على قلوبكم بكلام الله ، تواصوا بالحق 💫

البناء المنهجي ...يومان قبل فتح التسجيل

لا يهمني التغريد و لا غيره
كنت جزء من الدفعة الاستدراكية و حصلت خلال أقل من سنة ما لم أحصله خلال سنين حياتي كلها
التجربة كانت مذهلة على كل المقاييس سواء من ناحية التنظيم أو المواد المدروسة أو الكتب
أبواب لربما لم أحلم قط بطرقها أجدني اليوم مع صويحبات البناء نتدارسها
البناء كان شاملا ... و رائعا

فكرت ألف مرة في الانسحاب , تارة بسبب الضغط و أخرى لدواع صحية و ثالثة بسبب الامتحانات الجامعية و لكن لله الحمد و المنة أني ما زلت هنا

أنت تحتاج النية أولا , الجد ثانيا , الصبر ثالثا و أهلا و سهلا بك ها هنا

من البرامج التي أرشحها و بشدة

لمن يحاول وضع برنامج سنوي للقراءة

الدقائق و الثواني تتسابق نحو المغرب، نحو نهاية اليوم

من فاتته سورة الكهف فلينر أسبوعه
و من قصر في صلاة على المصطفى فليجبر تقصيره
و من ضاقت دنياه لكثرة الحاجات و الرغبات فليسارع إلى الدعاء في هذه الساعة

الثامن عشر من ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية، أبيات شعرية و طرائف من دواوين العرب و لطائف من النحو و الصرف ينافس بعضها بعضا أيها يظهر أولا على شاشتي.

التاسع عشر من ديسمبر، تختفي الحالات المؤقتة بأربع و عشرين ساعة كحماسة أصحابها لتنتظر حولا قبل أن يزكي القوم عروبتهم و قد بلغوا نصاب الانسلاخ عنها.

العشرون من ديسمبر، لا أحد يتحدث عن ذلك جل ما يمكن أن تجده بعض محاولات "إعادة نشر".

الواحد و العشرون من ديسمبر، تختفي المنشورات العربية و الأبيات الفصيحة عن صفحات أصحابها تحت سيل من النكات التافهة و المواقف اليومية التي لا داعي لنشرها و ترشيحات الأغاني و الأفلام.

الثاني و العشرون من ديسمبر، يعود المنسلخون إلى التبجح بالفرنسية و الانجليزية و تحل هاتان الدخيلتان محل قصيدة حافظ إبراهيم الشهيرة التي نتلوها كل ديسمبر، أما من سلم من هاتين -سلامة مقصودة أو عن جهل- فيواصل كتابة الضاد ظاء و جر المؤنثات جميعا، كيف حالكي و من أنتي.

الثالث و العشرون من ديسمبر، الساعة الأخيرة قبل منتصف الليل، أجلس أنا لأكتب عن العربية و يواصل المصحح التلقائي لهاتفي كتابة التاء المربوطة هاء و وصل همزات القطع.

الرابع و العشرون من ديسمبر،و الخامس و العشرون و السادس من بعده و كذا السابع، أواصل قول "نعم" "من فضلك" و "شكرا"، و يواصل هؤلاء المتجردون من النطق الصحيح للجيم و الضاد مؤاخذتي حتى العام القادم حين يتحولون إلى جباة الضرائب يتجولون بين القوم يتلون "أنا البحر في أحشائه كامن ...."

إن قضية اللغة العربية، باعتبارها لغة و حسب أزمة هوية أولا، أفواه مفغورة أمام كتلة من الإنجازات و الصور البراقة يمنعني الظلم الخفي فيها و الانحلال الجلي لشعبها من تسميتها حضارة.

و اللغة العربية باعتبارها حرف كتاب الله، تطرح إشكالا آخر يتعدى الهوية العربية وصولا إلى الشخصية الإسلامية، أنى لنا بجيل يعي القرآن، يهزه بيانه و يفقه أبواب الفقه و الحديث و هو بالكاد يعرف ما يُرفع من الأسماء مما يُجر.

و اللغة العربية باعتبار ثالث هي قضية ذوق، لست من أهل الاطلاع على اللغات لكن أجزم أنها أبلغها، و إليك الحجة و البرهان، كانت معجزة القرآن إحكامه و تحدى الله ببيانه قريشا و هدى به بعض عباده، بالله عليك أ تعتقد أن لغة أخرى أوسع و قد اتسعت العربية للإعجاز الإلهي ؟
المشكلة هنا أننا أمام جيل كامل ينظر إلى البيان بجمود، لا يذهله تشبيه و لا يربكه مجاز و لا يدغدغه بديع، أما من بدت عليهم السلامة و هم في نظري أشد الناس تضررا فأولئك الذين ينشدون شعرا لا يعرفونه، يوهموننا أنهم أهل الأوزان و القوافي، إن استوقفتهم ثقل عليه تفسير المعاني أو الإتيان بشرح الألفاظ من المباني، فهؤلاء لا يطربون للشعر، هؤلاء كمحبي الغناء يطربون للحن الجميل الذي بهرج به السابقون كلامهم و هم ينقلونه من بلاغة مجمل الكلام إلى جماليات التفاصيل التي تضع في كل موضع حرفا و تعرف موقع السكون من موقع الحركة .

إنها أزمة ذوق، أزمة جيل تعجبه أغنية رديئة و يعلق "أعجبني المغني حين قال .." ما قاله من فراغ يدعو المرء إلى الانسحاب إلى دواوينه.

أزمة ذوق تمنع المرء من النظر إلى خط يده و أسماء الأيام الهجرية على سبورة الابتدائية كقطع من الفن العتيق العريق، لقد ابتلينا بقوم لا يستطيع معرفة سلامة الجملة نحوا و صرفا فأنى لنا أن نرمي إليه ببكائيات امرئ القيس، دعنا نقف معا و نبكي إذن إذا بلغنا بجولتنا هذه مصيبة هؤلاء في القرآن، لا يفهمون جليه من أمر و نهي و لا يفعل بهم خفي جماله من بيان و بديع ما فعل بالسابقين البكائين عند بدايات الآيات و نهايتها .

أما و قد أنشد القوم أنا البحر في أحشائه الدر كامن ، فدعني أنشد :
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

✍️ ألف

كنت أتوق لهذه اللحظة

جمعة 💙
نورها سورة الكهف ، بركتها ساعة استجابة و نسائمها صلاة على النبي

أسعد الله صباحكم 💫