[إنه يحضر المجالس المخلصة فقط دون سواها]
”وظاهر بعض الروايات أنه [الإمام المهدي ؏] يزور قبور المعصومين ؏ ويحج في كل سنة بطي الأرض ويحضر في مسجد السهلة والكوفة والقدس. كما أنه يحضر المواسم يعني المناسبات العامة لمواليد الأئمة ووفياتهم وبعض المجالس التي تقام بذكر آبائه ؏ بما فيهم مجالس الحسين ؏. ويستشهد لذلك برواية وردت عن الإمام الصادق ؏ يقول فيها ما مضمونه: إنّ هناك مجلسًا حضره جماعة من الشيعة فخرج رجل منهم وقابل الإمام ؏ فروى له الأمر. فقال الإمام ؏: (بلى فقد كنت حاضرًا). فقال الرجل: لم أرك يا سيدي فقال الإمام ؏: (إنك حينما خرجت عثرت بثوب أبيض)، فقال الرجل: نعم فقال الإمام ؏: (هذا الثوب ثوبي).
وهذه الرواية وإن كانت ليست عن المهدي ؏ لكنها إذا أمكنت للصادق ؏ أمكنت للمهدي ؏ للماثلة، أو بطريق أولى.
إذن، فحضوره بشكل غير دنيوي لو صح التعبير، وإنما هو مستوى من مستويات التجرد.
إلا أنَّ الذي ينبغي أن نلتفت إليه هو أن الإرتكاز المتشرعي يقضي أنه يحضر كل المجالس التي تقام للمناسبات الدينية.
وأما أنا فأقول: (إنه يحضر المجالس المخلصة فقط دون سواها)، فما كان فيها من الشرك الخفي تركه لا محالة، كحب الدنيا والسمعة والمال ونحو ذلك من الأمور.“
الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره)
• شذرات من فلسفة تأريخ الحسين ؏ ص١٩١
”وظاهر بعض الروايات أنه [الإمام المهدي ؏] يزور قبور المعصومين ؏ ويحج في كل سنة بطي الأرض ويحضر في مسجد السهلة والكوفة والقدس. كما أنه يحضر المواسم يعني المناسبات العامة لمواليد الأئمة ووفياتهم وبعض المجالس التي تقام بذكر آبائه ؏ بما فيهم مجالس الحسين ؏. ويستشهد لذلك برواية وردت عن الإمام الصادق ؏ يقول فيها ما مضمونه: إنّ هناك مجلسًا حضره جماعة من الشيعة فخرج رجل منهم وقابل الإمام ؏ فروى له الأمر. فقال الإمام ؏: (بلى فقد كنت حاضرًا). فقال الرجل: لم أرك يا سيدي فقال الإمام ؏: (إنك حينما خرجت عثرت بثوب أبيض)، فقال الرجل: نعم فقال الإمام ؏: (هذا الثوب ثوبي).
وهذه الرواية وإن كانت ليست عن المهدي ؏ لكنها إذا أمكنت للصادق ؏ أمكنت للمهدي ؏ للماثلة، أو بطريق أولى.
إذن، فحضوره بشكل غير دنيوي لو صح التعبير، وإنما هو مستوى من مستويات التجرد.
إلا أنَّ الذي ينبغي أن نلتفت إليه هو أن الإرتكاز المتشرعي يقضي أنه يحضر كل المجالس التي تقام للمناسبات الدينية.
وأما أنا فأقول: (إنه يحضر المجالس المخلصة فقط دون سواها)، فما كان فيها من الشرك الخفي تركه لا محالة، كحب الدنيا والسمعة والمال ونحو ذلك من الأمور.“
الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره)
• شذرات من فلسفة تأريخ الحسين ؏ ص١٩١