نكمل معا تكملة كتاب شذرات من فلسفة تاريخ الإمام الحسين عليه السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف
ولكنه بينه إيضاحا وتنبيها للغافل وغير الملتفت ، وكذلك لإقامة الحجة على الجيش المحارب له ، فإنهم بطبيعة الحال يكونون مصداقا لذلك بل هم المخاطبون بالمباشرة ، وباقي الناس إنما يبلغهم النداء بالنقل والرواية . ومن الواضح تأريخية أنهم لم يستجب منهم أحد إلا الحر بن يزيد الرياحي وربما معه ولده أو خادمه .
المستوى الثاني : التنزل عن المقدمة الثالثة : فإن قوله : ( ولم ينصرنا ) وإن كان ظاهرة بالإستقبال في نفسه ، كما هو مقتضی طبيعة الأمر إلا أنه لما كان يلزم منه اللغوية -بعد التنزل عن الأجوبة الأخرى- فإنه يمكن صرفه إلى الماضي ، وخاصة مع وجود حرف ( لم ) الذي يفيد الماضي ، فيكون المعنی ولم يكن قد نصرنا خلال حربنا و استغاثتنا ، أكبه الله على منخريه في النار . وهو أمر مطابق للقواعد أيضا .
المستوى الثالث : التنزل عن المقدمة الثانية التي تقول : بأن النصر المتوقع المطلوب إنما يكون في حالة حياة الحسين عليه السلام وأصحابه ، أي نصرهم ضد الجيش المقابل لهم . فنقول : إن ذلك ليس هو الفرد المنحصر أو المعنى الوحيد وإن كان هو القدر المتيقن . فإن النصرة يمكن أن تكون في كل وقت ، حتى بعد الشهادة وحتى الآن وحتى في المستقبل فيمكن نصرته في أي مكان ، وفي أي زمان ، وفي أي جيل ، ومن قبل أي شخص ، وعلى كل المستويات .
فيكون المعنی : من سمع وأعيتنا أي بعد حصول الشهادة للحسين عليه
السلام وأصحابه ، فيجب عليه أن ينصرنا في أي زمان ومكان بمقدار ما يستطيع وما يتيسر له من إمكانيات .
والنصرة أيضا ليست منحصرة بالقتال ، وإن كان هو القدر المتيقن منها ، الا انها يمكن أن تكون بإطاعة أوامره ، وتطبيق شريعته التي قتل من أجلها ، وضحى في سبيلها ، وكذلك هداية الآخرين نحو أهدافه ، وكشف زيف أعدائه . وكذلك تطبيق الإصلاح الذي استهدفه وذكره في بعض خطبه ونحو ذلك .
ومن هنا يكون كل من يأخذ بثأر الحسين لي فهو ناصر له بلا إشكال وأوضح الأمثلة في ذلك أمران :
الأول : حركة المختار الثقفي ، فإنه ناصر للحسين لا وليس مشمولا القوله : ( من سمع واعيتنا فلم ينصرنا ) .
. الثاني : : الأخذ بالثأر من قبل الإمام المهدي ( عج ) ، فإنه ناصر للحسين عليه السلام بعد شهادته .
إذن ، فالإشكال من هذه الناحية منسد ولا معنى له .
ثم أنه يوجد هناك سؤال آخر ، وهو سؤال أقرب إلى الفهم الفقهي . والفهم الفقهي يحتاج إلى صحة السند ، فإذا قلنا : إنه غير تام سندة فحينئذ ينسد باب السؤال من الناحية الفقهية ، ولكننا لو تنزلنا وقبلنا بصحة السند ، أو الاطمئنان بصحته ، والاطمئنان حجة ، فحينئذ يأتي السؤال . وهو : إننا بعد أن عرضنا الجواب عن السؤال الأول ، بأن معنى قوله عليه السلام : ( من سمع واعيتنا ولم
ينصرنا ) أي في المستقبل ، ولو بعد الشهادة بمائة سنة أو ألف سنة أو أكثر ، فإن هذا يدل على وجوب نصرة الحسين عليا في كل مكان وفي كل زمان .
جوابه : إنه يحول دون ذلك أمران بعد غض النظر عن السند :
الأمر الأول : إن كان المراد الإنتصار للحسين علي هو مطلق الإنتصار وليس بخصوص القتال فقط ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباقي أحكام الشريعة ، فإن الحسين ال فدى نفسه لأجل ذلك . إذن ، فنصرته تكون بتطبيق منهجه وشريعته وأهدافه . وحينئذ فعلينا أن ننظر إلى التكليف ماذا يقتضي ؟ فالواجبات يجب تطبيقها والمستحبات يستحب تطبيقها . فلا يحتمل أن يكون المراد هو وجوب تطبيق المستحبات ، فإنها نصرة للحسين لي ولكن بمقدار موضوعها .
الأمر الثاني : إن كان المراد من الإنتصار للحسين علي هو الحرب والقتال ، فعلى كل جيل أن يمارس القتال لأجل نصرته حتى في المستقبل أي بعد شهادته ، فهل هذا الأمر صحيح أم لا ؟
وجوابه : إن هذا يكون منوطة بأمرين :
الأول : وجود المصلحة ، أو الحكم الشرعي بالوجوب أو الإستحباب ونحو
ذلك من الأمور .
الثاني : وجود القدرة والتمكن ، وأما إذا كانت القدرة غير موجودة ، فإن التكلیف ساقط لا محالة لأنه تکلیف بما لا يطاق ، وهو قبيح عقلا .
ولا يبعد القول إن هذا غير متوفر في أغلب الأجيال . نعم ، لو أحس اني واحد وجود الشرائط لديه في أي مكان أو زمان ، لأمكن الفتوى بوجوب ذلك ،
نكمل لاحقا بعون الله تعالى
ولكنه بينه إيضاحا وتنبيها للغافل وغير الملتفت ، وكذلك لإقامة الحجة على الجيش المحارب له ، فإنهم بطبيعة الحال يكونون مصداقا لذلك بل هم المخاطبون بالمباشرة ، وباقي الناس إنما يبلغهم النداء بالنقل والرواية . ومن الواضح تأريخية أنهم لم يستجب منهم أحد إلا الحر بن يزيد الرياحي وربما معه ولده أو خادمه .
المستوى الثاني : التنزل عن المقدمة الثالثة : فإن قوله : ( ولم ينصرنا ) وإن كان ظاهرة بالإستقبال في نفسه ، كما هو مقتضی طبيعة الأمر إلا أنه لما كان يلزم منه اللغوية -بعد التنزل عن الأجوبة الأخرى- فإنه يمكن صرفه إلى الماضي ، وخاصة مع وجود حرف ( لم ) الذي يفيد الماضي ، فيكون المعنی ولم يكن قد نصرنا خلال حربنا و استغاثتنا ، أكبه الله على منخريه في النار . وهو أمر مطابق للقواعد أيضا .
المستوى الثالث : التنزل عن المقدمة الثانية التي تقول : بأن النصر المتوقع المطلوب إنما يكون في حالة حياة الحسين عليه السلام وأصحابه ، أي نصرهم ضد الجيش المقابل لهم . فنقول : إن ذلك ليس هو الفرد المنحصر أو المعنى الوحيد وإن كان هو القدر المتيقن . فإن النصرة يمكن أن تكون في كل وقت ، حتى بعد الشهادة وحتى الآن وحتى في المستقبل فيمكن نصرته في أي مكان ، وفي أي زمان ، وفي أي جيل ، ومن قبل أي شخص ، وعلى كل المستويات .
فيكون المعنی : من سمع وأعيتنا أي بعد حصول الشهادة للحسين عليه
السلام وأصحابه ، فيجب عليه أن ينصرنا في أي زمان ومكان بمقدار ما يستطيع وما يتيسر له من إمكانيات .
والنصرة أيضا ليست منحصرة بالقتال ، وإن كان هو القدر المتيقن منها ، الا انها يمكن أن تكون بإطاعة أوامره ، وتطبيق شريعته التي قتل من أجلها ، وضحى في سبيلها ، وكذلك هداية الآخرين نحو أهدافه ، وكشف زيف أعدائه . وكذلك تطبيق الإصلاح الذي استهدفه وذكره في بعض خطبه ونحو ذلك .
ومن هنا يكون كل من يأخذ بثأر الحسين لي فهو ناصر له بلا إشكال وأوضح الأمثلة في ذلك أمران :
الأول : حركة المختار الثقفي ، فإنه ناصر للحسين لا وليس مشمولا القوله : ( من سمع واعيتنا فلم ينصرنا ) .
. الثاني : : الأخذ بالثأر من قبل الإمام المهدي ( عج ) ، فإنه ناصر للحسين عليه السلام بعد شهادته .
إذن ، فالإشكال من هذه الناحية منسد ولا معنى له .
ثم أنه يوجد هناك سؤال آخر ، وهو سؤال أقرب إلى الفهم الفقهي . والفهم الفقهي يحتاج إلى صحة السند ، فإذا قلنا : إنه غير تام سندة فحينئذ ينسد باب السؤال من الناحية الفقهية ، ولكننا لو تنزلنا وقبلنا بصحة السند ، أو الاطمئنان بصحته ، والاطمئنان حجة ، فحينئذ يأتي السؤال . وهو : إننا بعد أن عرضنا الجواب عن السؤال الأول ، بأن معنى قوله عليه السلام : ( من سمع واعيتنا ولم
ينصرنا ) أي في المستقبل ، ولو بعد الشهادة بمائة سنة أو ألف سنة أو أكثر ، فإن هذا يدل على وجوب نصرة الحسين عليا في كل مكان وفي كل زمان .
جوابه : إنه يحول دون ذلك أمران بعد غض النظر عن السند :
الأمر الأول : إن كان المراد الإنتصار للحسين علي هو مطلق الإنتصار وليس بخصوص القتال فقط ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباقي أحكام الشريعة ، فإن الحسين ال فدى نفسه لأجل ذلك . إذن ، فنصرته تكون بتطبيق منهجه وشريعته وأهدافه . وحينئذ فعلينا أن ننظر إلى التكليف ماذا يقتضي ؟ فالواجبات يجب تطبيقها والمستحبات يستحب تطبيقها . فلا يحتمل أن يكون المراد هو وجوب تطبيق المستحبات ، فإنها نصرة للحسين لي ولكن بمقدار موضوعها .
الأمر الثاني : إن كان المراد من الإنتصار للحسين علي هو الحرب والقتال ، فعلى كل جيل أن يمارس القتال لأجل نصرته حتى في المستقبل أي بعد شهادته ، فهل هذا الأمر صحيح أم لا ؟
وجوابه : إن هذا يكون منوطة بأمرين :
الأول : وجود المصلحة ، أو الحكم الشرعي بالوجوب أو الإستحباب ونحو
ذلك من الأمور .
الثاني : وجود القدرة والتمكن ، وأما إذا كانت القدرة غير موجودة ، فإن التكلیف ساقط لا محالة لأنه تکلیف بما لا يطاق ، وهو قبيح عقلا .
ولا يبعد القول إن هذا غير متوفر في أغلب الأجيال . نعم ، لو أحس اني واحد وجود الشرائط لديه في أي مكان أو زمان ، لأمكن الفتوى بوجوب ذلك ،
نكمل لاحقا بعون الله تعالى