من القصائد التي ينبغي أن تُقَرَّرَ على تلاميذ الثانوي، في مكارم الأخلاق:
من كتاب الأمالي لأبي عليّ القالي (ت.356هـ)، عُنِيَ بوضعها وترتيبها: محمد عبد الجواد الأصمعي، نشر دار الكتب المصرية، ط.2، 1344هـ-1926م، ج:1، ص:269-270
قَصيدةُ السّموءلِ ابنِ عادِياءَ:
قلَ أبو علي القاليّ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ للسموءل بن عادياء اليهودي:
إذا المرءُ لم يَدْنَسْ مِن اللؤم عِرضُه ... فكلُّ رِداء يَرتديه جميلُ
إذا المرءُ لم يَحْمِلْ عَلَى النَّفسِ ضَيْمَها ... فليس إِلَى حُسنِ الثناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أنَّا قليلٌ عَديدُنا ... فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
وما قَلَّ مَن كانت بقاياه مِثْلَنا ... شَبابٌ تَسَامى للعُلا وكُهولُ
وما ضَرَّنا أنّا قليلٌ وجارُنا ... عَزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذَليلُ
لنا جَبَلٌ يَحتَلُّه مَن نُجيرُه ... مَنيعٌ يَرُدُّ الطَّرْفَ وهُوَ كَليلُ
رَسَا أصْلُه تَحتَ الثَّرى وسَما بِه ... إلى النَّجمِ فَرعٌ لا يُرامُ طَويلُ
وإنا لَقومٌ ما نَرى القَتْلَ سُبَّةً ... إذا ما رَأته عامِرٌ وسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا ... وتَكْرَهُه آجالُهم فتَطولُ
وما ماتَ مِنّا سَيّدٌ حَتْفَ أنْفِه ... ولا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
(قال أبو عليّ القالي: وهذا مثل قول عمرو بن شأس:
لَسْنا نَموتُ عَلى مَضاجِعِنا ... بالليلِ بَل أدْواؤُنا القتلُ)
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُّباتِ نُفوسُنا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَير السُّيوفِ تَسيلُ
صَفَوْنا فَلَم نَكْدُرْ وأخْلَصَ سِرَّنا ... إناثٌ أطابَتْ حَمْلَنا وفُحولُ
عَلَوْنا إلى خَيرِ الظُّهورِ وحَطَّنا ... لِوَقْتٍ إلى خَيْرِ البُطون نُزولُ
فنحنُ كماءِ المُزْنِ ما في نِصابِنا ... كَهامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ
ونُنكِر إن شئنا على الناس قَولَهُم ... ولا يُنْكِرون القَولَ حينَ نَقولُ
إذا سَيدٌ منّا خَلا قامَ سَيدٌ ... قَؤُولٌ لِما قَالَ الكرامُ فَعولُ
وما أُخمِدَت نارٌ لنا دونَ طارق ... ولا ذَمَّنا في النّازلينَ نَزيلُ
وأيامُنا مشهورةٌ في عَدُوِّنا ... لها غُرَرٌ مَعلومةٌ وحُجولٌ
وأسيافُنا في كل غَرب ومَشرِقٍ ... بها من قِراعِ الدّارعينَ فُلولُ
مُعوَّدةٌ ألا تُسَلَّ نُصولُها ... فتُغْمَدُ حتّى يُستباحَ قَبيلُ
سَلِي إن جَهِلْتِ الناسَ عَنّا وعَنهُم ... وليس سواءً عالمٌ جَهولُ
فأن بنى الدَّيانِ قُطبٌ لقَومِهم ... تَدورُ رَحاهُم حَولَهم وتَجولُ
ما أجملَ القصيدَةَ في الفَخرِ وعزّةِ النفسِ والكَرامةِ والتَّغَنّي بعُلوِّ العِرضِ وصَفائه وبالشجاعَةِ ومَنْعِ الضَّيْم
من كتاب الأمالي لأبي عليّ القالي (ت.356هـ)، عُنِيَ بوضعها وترتيبها: محمد عبد الجواد الأصمعي، نشر دار الكتب المصرية، ط.2، 1344هـ-1926م، ج:1، ص:269-270
قَصيدةُ السّموءلِ ابنِ عادِياءَ:
قلَ أبو علي القاليّ: وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرٍ للسموءل بن عادياء اليهودي:
إذا المرءُ لم يَدْنَسْ مِن اللؤم عِرضُه ... فكلُّ رِداء يَرتديه جميلُ
إذا المرءُ لم يَحْمِلْ عَلَى النَّفسِ ضَيْمَها ... فليس إِلَى حُسنِ الثناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أنَّا قليلٌ عَديدُنا ... فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
وما قَلَّ مَن كانت بقاياه مِثْلَنا ... شَبابٌ تَسَامى للعُلا وكُهولُ
وما ضَرَّنا أنّا قليلٌ وجارُنا ... عَزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذَليلُ
لنا جَبَلٌ يَحتَلُّه مَن نُجيرُه ... مَنيعٌ يَرُدُّ الطَّرْفَ وهُوَ كَليلُ
رَسَا أصْلُه تَحتَ الثَّرى وسَما بِه ... إلى النَّجمِ فَرعٌ لا يُرامُ طَويلُ
وإنا لَقومٌ ما نَرى القَتْلَ سُبَّةً ... إذا ما رَأته عامِرٌ وسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا ... وتَكْرَهُه آجالُهم فتَطولُ
وما ماتَ مِنّا سَيّدٌ حَتْفَ أنْفِه ... ولا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
(قال أبو عليّ القالي: وهذا مثل قول عمرو بن شأس:
لَسْنا نَموتُ عَلى مَضاجِعِنا ... بالليلِ بَل أدْواؤُنا القتلُ)
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُّباتِ نُفوسُنا ... ولَيْسَتْ عَلَى غَير السُّيوفِ تَسيلُ
صَفَوْنا فَلَم نَكْدُرْ وأخْلَصَ سِرَّنا ... إناثٌ أطابَتْ حَمْلَنا وفُحولُ
عَلَوْنا إلى خَيرِ الظُّهورِ وحَطَّنا ... لِوَقْتٍ إلى خَيْرِ البُطون نُزولُ
فنحنُ كماءِ المُزْنِ ما في نِصابِنا ... كَهامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيلُ
ونُنكِر إن شئنا على الناس قَولَهُم ... ولا يُنْكِرون القَولَ حينَ نَقولُ
إذا سَيدٌ منّا خَلا قامَ سَيدٌ ... قَؤُولٌ لِما قَالَ الكرامُ فَعولُ
وما أُخمِدَت نارٌ لنا دونَ طارق ... ولا ذَمَّنا في النّازلينَ نَزيلُ
وأيامُنا مشهورةٌ في عَدُوِّنا ... لها غُرَرٌ مَعلومةٌ وحُجولٌ
وأسيافُنا في كل غَرب ومَشرِقٍ ... بها من قِراعِ الدّارعينَ فُلولُ
مُعوَّدةٌ ألا تُسَلَّ نُصولُها ... فتُغْمَدُ حتّى يُستباحَ قَبيلُ
سَلِي إن جَهِلْتِ الناسَ عَنّا وعَنهُم ... وليس سواءً عالمٌ جَهولُ
فأن بنى الدَّيانِ قُطبٌ لقَومِهم ... تَدورُ رَحاهُم حَولَهم وتَجولُ
ما أجملَ القصيدَةَ في الفَخرِ وعزّةِ النفسِ والكَرامةِ والتَّغَنّي بعُلوِّ العِرضِ وصَفائه وبالشجاعَةِ ومَنْعِ الضَّيْم