”مع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا التلجلج والتعثر والربكة؛ فالفتاة القويمة تستحي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب. الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب، ولا تزيد. ولا حاجة لما رووه عن دلائل أمانة موسى من قوله للفتاة: امشي خلفي ودليني على الطريق؛ خوف أن يراها. أو أنه قال لها هذا بعد أن مشي خلفها فرفع الهواء ثوبها عن كعبها.. فهذا كله تكلف لا داعي له، ودفع لريبة لا وجود لها. وموسى -عليه السلام- عفيف النظر نظيف الحس، وهي كذلك، والعفة والأمانة لا تحتاجان لكل هذا التكلف عند لقاء رجل وامرأة. فالعفة تنضح في التصرف العادي البسيط بلا تكلف ولا اصطناع“
• في ظلال القرآن | سيد قطب ⛅
• في ظلال القرآن | سيد قطب ⛅