كان السلف الصالح يتقون التفسير إلا ما علموا المخرج منه. وأحوالهم في ذلك مخيفة، تحرِّجُ على كل متكلم في القرآن بغير علم، وتسفِّه هؤلاء الرعاع المتسارعين إلى تفسير القرآن والقول فيه، المتهافتين على القول على الله بغير بعلم.
قال الوليد بن مسلم: «جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبدالله، فسأله عن آية من القرآن، فقال له: أحرج عليك إن كنت مسلمًا لما قمت عني، أو قال: أن تجالسني».
وقال ابن سيرين: «سألتُ عَبيدة عن تفسير آية فقال: اتق الله وعليك بالسداد فإنه قد ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل».
وعن مسروق، قال: «اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله عز وجل».
وعن الربيع بن خثيم قال: «ليتق أحدكم تكذيب الله إياه أن يقول: قال الله كذا وكذا فيقول له: كذبت لم أقله أو يقول: لم يقل الله كذا وكذا فيقول الله له: كذبت قد قلته وما يصنع أحدكم بالكلام بعد تسع: سبحان الله والحمد لله، ولاَ إله إلا الله والله أكبر وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسؤال الله الخير والاستعاذة من الشر».
وروي عن سعيد أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن أو التفسير.
وعن الضحاك قال: «من قال بالقرآن برأيه فأخطأ زل أبعد ما بين السماء والأرض».
وعن عامر الشعبي قال: «من قال في القرآن برأيه فأخطأ لم تنته فريته دون السماء».
وقال: «والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله تعالى».
وروى عنه رجلٌ أنه قال: «ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأي».
وقال: «أربعة أشياء من فكر فيهن تاه، من فكر في الله عز وجل تاه، ومن فكر في القرآن تاه، ومن فسر القرآن برأيه تاه، ومن حمل القرآن بعضه على بعض تاه».
واشتهر عن الشعبي إنكاره على من تصدر للتفسير، فعن ابن إدريس قال: سمعتُ زكريا بن أبي زائدة يذكر قال: «كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير فيأخذ بأذنه فيقول: ويحك كيف تفسر القرآن وأنت لا تحسن تقرأ». وعن صالح بن مسلم قال: «مر الشعبي على السدي وهو يفسر فقال: لو كان هذا الآن نشوان يضرب على باب استه بالطبل كان خيرًا له من هذا».
وقال العمري: «كان من أدركت من أهل المدينة يعظمون –أو قال: يغلظون- القول في التفسير سالم والقاسم ونافع- وزاد في بعض الروايات: سعيد بن المسيب-».
وعن إبراهيم: «أنه كره أن يتكلم في القرآن يعني برأيه. وقال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه».
وعن العباس بن مزيد البيروتي قال: سمعت أبي يقول: «كان الأوزاعي إذا سُئل عن شيء من تفسير القرآن غمض عينيه ساعة وتغافل كأنه لم يسمع».
وعن عبدالعزيز بن خالد السامي قال: «سألت أبا حنيفة عن تفسير آية من كتاب الله تعالى فقال: فمتى رأيتني أفسر القرآن يا عبد العزيز».
وقال هشام بن عروة: «ما سمعت أبي يتأول آية من كتاب الله قط».
هذا مع أن عروة كان يأخذ التفسير عن خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن جلة الصحابة، وله في صحيح البخاري روايات ومناقشات لخالته، روى بعضها في كتاب التفسير، ومع هذا يقول عنه ابنه هشام ما قال، ولذا زاد في بعض الروايات: «إلاَّ شيئًا سمعه من خالته عائشة تأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وهؤلاء هم أهل التفسير من الطبقة الثانية والثالثة، وقد روي عنهم شيء كثير من التفسير، مع هذا الذي قالوه وشددوا فيه، وهذا مع ذاك يدل على أن ما قالوه من التفسير إنما هو مما علموا مخرجه، ودفعوا عن أنفسهم معرة القول به، وذلك هو الظن بهم.
قال الوليد بن مسلم: «جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبدالله، فسأله عن آية من القرآن، فقال له: أحرج عليك إن كنت مسلمًا لما قمت عني، أو قال: أن تجالسني».
وقال ابن سيرين: «سألتُ عَبيدة عن تفسير آية فقال: اتق الله وعليك بالسداد فإنه قد ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل».
وعن مسروق، قال: «اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله عز وجل».
وعن الربيع بن خثيم قال: «ليتق أحدكم تكذيب الله إياه أن يقول: قال الله كذا وكذا فيقول له: كذبت لم أقله أو يقول: لم يقل الله كذا وكذا فيقول الله له: كذبت قد قلته وما يصنع أحدكم بالكلام بعد تسع: سبحان الله والحمد لله، ولاَ إله إلا الله والله أكبر وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسؤال الله الخير والاستعاذة من الشر».
وروي عن سعيد أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن أو التفسير.
وعن الضحاك قال: «من قال بالقرآن برأيه فأخطأ زل أبعد ما بين السماء والأرض».
وعن عامر الشعبي قال: «من قال في القرآن برأيه فأخطأ لم تنته فريته دون السماء».
وقال: «والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله تعالى».
وروى عنه رجلٌ أنه قال: «ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأي».
وقال: «أربعة أشياء من فكر فيهن تاه، من فكر في الله عز وجل تاه، ومن فكر في القرآن تاه، ومن فسر القرآن برأيه تاه، ومن حمل القرآن بعضه على بعض تاه».
واشتهر عن الشعبي إنكاره على من تصدر للتفسير، فعن ابن إدريس قال: سمعتُ زكريا بن أبي زائدة يذكر قال: «كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير فيأخذ بأذنه فيقول: ويحك كيف تفسر القرآن وأنت لا تحسن تقرأ». وعن صالح بن مسلم قال: «مر الشعبي على السدي وهو يفسر فقال: لو كان هذا الآن نشوان يضرب على باب استه بالطبل كان خيرًا له من هذا».
وقال العمري: «كان من أدركت من أهل المدينة يعظمون –أو قال: يغلظون- القول في التفسير سالم والقاسم ونافع- وزاد في بعض الروايات: سعيد بن المسيب-».
وعن إبراهيم: «أنه كره أن يتكلم في القرآن يعني برأيه. وقال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه».
وعن العباس بن مزيد البيروتي قال: سمعت أبي يقول: «كان الأوزاعي إذا سُئل عن شيء من تفسير القرآن غمض عينيه ساعة وتغافل كأنه لم يسمع».
وعن عبدالعزيز بن خالد السامي قال: «سألت أبا حنيفة عن تفسير آية من كتاب الله تعالى فقال: فمتى رأيتني أفسر القرآن يا عبد العزيز».
وقال هشام بن عروة: «ما سمعت أبي يتأول آية من كتاب الله قط».
هذا مع أن عروة كان يأخذ التفسير عن خالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن جلة الصحابة، وله في صحيح البخاري روايات ومناقشات لخالته، روى بعضها في كتاب التفسير، ومع هذا يقول عنه ابنه هشام ما قال، ولذا زاد في بعض الروايات: «إلاَّ شيئًا سمعه من خالته عائشة تأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وهؤلاء هم أهل التفسير من الطبقة الثانية والثالثة، وقد روي عنهم شيء كثير من التفسير، مع هذا الذي قالوه وشددوا فيه، وهذا مع ذاك يدل على أن ما قالوه من التفسير إنما هو مما علموا مخرجه، ودفعوا عن أنفسهم معرة القول به، وذلك هو الظن بهم.