الشيخ فارس بن فالح الخزرجي


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


قناة علمية خاصة تعنى بنشر الدروس والفوائد العلمية وتوجيه طلبة العلم لسلوك منهج العلماء في طريق الطلب

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


[الاعتذار للعلماء المعاصرين في مخالفة معتمد المذهب]

هذا جواب لأسئلة متكررة عن بعض العلماء المعاصرين الذين خالفوا معتمد المذهب في مسائل فرعية .
منها لماذا خالف الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله معتمد المذهب ؟
ومنها أيضا هل تعمد الشيخان كتمان معتمد المذهب ؟
وهل هما ممن يجوز تجهيلهما في المذهب ؟
وبدايته الإنصاف حلة الأشراف
والانصاف من الدين

وهذا جواب لما تقدم
فنقول وبالله التوفيق ..
1. إن الشيخ العثيمين وابن باز رحمهما الله تعالى هما من علماء المذهب الحنبلي فقد تتلمذا على فقهاء المذهب كالشيخ السعدي ومحمد بن ابراهيم آل الشيخ وكونهما من فقهاء المذهب لا ينكره إلا من هو جاهل بحالهما وحال شيوخهما وما قرأا من كتب المذهب، وقد صرح ابن باز رحمه الله أنه حنبلي المذهب في أصول الإمام وله اختياراته .
2. أن الشيخين ابن عثمين وابن باز رحمهما الله ليسا أول من خالف معتمد المذهب مع أننا ندعو إلى التزام معتمد المذهب في التدريس، فهذا الموفق والحجاوي وغيرهما وقبلهم ابن عقيل الحنبلي ومما نقل عنه الذهبي قال : قال السلفي: "ولقد تكلم يومًا مع شيخنا أبي الحسن الكيا الهرّاسي في مسألة، فقال شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال: أنا لي اجتهادٌ، متى ما طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقوم له بحجتي، فقال له شيخنا: كذلك الظنُّ بك".
ومن قرأ كتب المذهب يعلم جيدًا أن مجتهدي المذهب يخالفون المعتمد بما يظهر لهم من الدليل .
3. أن الشيخ العثيمين لم يتكتم على بيان معتمد المذهب ومن استمع للشرح الممتع وقرأ تفريغه يرى بوضوح قول الشيخ مثلا ( قال الأصحاب كذا ، والمذهب كذا ) وعندما يقول ( والصواب ) فمعناه اختياره ( مع التنبيه أن الشيخ خالف وخرج عن المذهب بالكلية في آحاد المسائل وتابع في ذلك تقي الدين رحم الله الجميع ) .

ويحسن بي هنا أن أنقل بعض اقاويل الذهبي في إنصاف العلماء
قال في سير أعلام النبلاء (14/39):
"ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة".
وقال أيضاً (14/376): "ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه "

ومعلوم عند كل مسلم أن الجميع بشر معرضون للخطأ؛ فمن التمس الأعذار لغيره من المسلمين علماء وعامة فسيهيء الله تعالى من يذب عنه ويدافع عنه .
وقد تعلمنا من مشايخنا إذا قرأنا قولًا لعالم أو سمعنا مقولة لا نتكلم بها جرًا ولاتعديلاً بل نوجهها أحسن توجيه ونحملها على أحسن الوجوه .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
13 / شوال / 1440
16 / 6 / 2019

@FarisAlKhazraji








هنا نزل آل قُدامة الصالحون، بعد نزوحهم فلسطين، فأقاموا بدمشق وكان لهم دور عظيم في توسع مذهب الإمام أحمد.
@Al_knnash منقول من


جامع الحنابلة المظفري بدمشق
@Al_knnash منقول من




[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]

( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )
لاشك أن بضعة سطور لا تفي ببيان عظم الجهد الذي بذله آل قدامة في نشر المذهب الحنبلي ، فبعد أن شرع الشيخ أحمد بن قدامة مع أتباعه في تشييد المبنى الذي عرف باسم "دير الحنابلة" في سفح جبل قاسيون عندها بنى الشيخ وأولاده داراً على أنقاض دير مهجور سمي "دير الحنابلة"، أنشأها من عشر غرف صغار، ولا يزال الموضع إلى اليوم يسمى بحارة الدير، وهي أول ما أنشئ من حي الصالحية ، ثم تتابعت أعمال تشييد المباني المختلفة حوله , فعرفت هذه التجمعات السكنية الجديدة باسم (الصالحية) التي ازدادت أهميتها وشهرتها وفعاليتها المختلفة ، حتى غدت مدينة جديدة من المدن الإسلامية العديدة ، وأصبح جبل قاسيون يعرف باسمها (جبل الصالحية) ، وسبب التسمي بهذا الاسم هو الصلاح الذي كانت تحمله عائلة آل قدامة رحمهم الله تعالى .
وبرز اهتمام نور الدين زنكي رحمه الله بالصالحية ، وبدأ طلبة العلم يقدمون من كل نابلس وبلعلبك ، وبغداد ، والجزيرة وغيرها وينهلون من منهل العلم الذي بدأ يشع من دير الحنابلة المعروف بالصالحية .
وكان جامع الحنابلة يعتبر أول جامع هام يبنى خارج مدينة دمشق القديمة , وتقام فيه صلاة الجمعة في 598 هـ ، وأصبح منارة لنشر المذهب الحنبلي أصولَا وفروعًا .
وامتداد ثمرة آل قدامة ( تقي الدين بن تيمية وتلميذه ) وأُسَر كثيرة من أبرزها :

1. آل عبد الهادي، وجدهم يوسف بن محمد بن قدامة هو شقيق أحمد المهاجر الأول إلى دمشق.
2. بنو سرور بن رافع الجماعيلي ويرتبطون بآل قدامة برابطة المصاهرة.
3. بنو عبد الواحد بن أحمد السعدي، وهم بدورهم أصهار لآل قدامة:
4 و 5. هما أسرة راجح وجماعة ممن يحملون نسبة المرداوي، وبينهما وبين آل قدامة روابط قرابة عائلية.
وقد أرسى بنو قدامة النموذج الأمثل في العلم والتقوى ، فكان علم وعمل واشتهروا بذلك ، وامتد أثرهم إلى عموم سوريا ( الدوما ، والرحيبة ، والضمير ، وحماة ومما ينقل عن حنابلة حماة أنهم تولوا القضاء في حماة ردحا من الزمن في القرن الثامن الهجري ، وكذا من حمص كان هناك فقهاء حنابلة المذهب " ذكره صاحب المنهج الأحمد ") وإلى مصر ، والإسكندرية ، وأربيل ، وبغداد .
هذا جزء مما وقعت عليه اليد _ ولم نستقصِ _ من تاريخ الحنابلة ولو أردنا التقصي لاحتجنا لمجلدات ، و لا يعني هذا اننا ننكر قلة أتباع مذهب الحنابلة قياسًا مع بقية المذاهب ، وأسباب ذلك معروفة منها عدم تولي القضاء ، وخصومة المذهب العقدي
والتشويه المتعمد .
والمذاهب الأربعة كلها خير ، وأئمتها رضي الله عنهم ، وعلماؤها رحم الله منهم الميت وحفظ الحي .
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .

وأعده
فارس بن فالح الخزرجي
5 / شوال / 1440
9 / 6 / 2019

@FarisAlKhazraji


[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]

قصة هجرة المقادسة ( قصة النزوح تحمل دروسًا للنازحين من طلبة العلم والشيوخ )

دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها :
لعظم العبر في قصة هجرة المقادسة آثرت الإبقاء عليها ليتعرف طلبة العلم على أسلافهم الذين هاجروا ( وهجِّروا ونزحوا) ولم تمنعهم الهجرة والنزوح من البذل للعلم .
والمقادسة نسبة لبيت المقدس ، وهم آل قدامة وهو : الجد قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي .
وكان أول لقاء بين قدامة وشيخ المذهب في الشام وناشره أبي الفرج الشيرازي في أرض بيت المقدس
قال الموفق رضي الله عنه: كلنا في بركات الشيخ أبي الفرج.
وقَالَ: لما قدم الشيخ أَبُو الفرج إلى بلادهم من أرض يبت المقدس تسامع الناس به ، فزاروه من أقطار تلك البلاد ، قَالَ : فقال جدي قدامة لأخيه : تعال نمشي إلى زيارة هذا الشيخ لعله يدعو لنا.
قَالَ : فزاروه ، فتقدم إليه قدامة ، فقال له : يا سيدي ، ادع لي أن يرزقني الله حفظ القرآن.
قَالَ : فدعا له بذلك ، وأخوه لم يسأله شيئا ، فبقي على حاله.
وكان خطيبُ جمّاعيل الشيخُ العالمُ الزاهدُ أحمدُ بن محمّد بن قدامة قد سافر واشتغل بالعلم ولاسيما الحديث النبوي الشَّريف فقد حدّث عن الإمام المحدِّث الشهير أبي الحسن رَزِين بن معاوية العبدريّ صاحب كتاب " تجريد الصحاح" ورجع إلى جمّاعيل وأقام بها ينفع الناس ويُقرِئُهم القرآن ، ويقرأ لهم الأحاديث ، ويعلّمهم كما يعلّم إخوته وأولاد عمه.
كان المسلمون في أرض بيت المقدس ونواحيها زمن احتلال الفرنج في شدة وضيقٍ ، فقد كان الفرنج يؤذونهم ويحبسونهم ، ويأخذون منهم أموالاً كالجزية ، ويستخدمونهم في الفلاحة.
وكان من أعتى الكفار وأكثرِهم تَجَــبُّرًا ابنُ بارزان الذي كانت تحت يده جمّاعيل والقرى التي حولها.
وكان الشيخ أحمد لا يرضى بمقامه تحت أيدي الكفار - كأبيه الذي كان يذكر الهجرة دائماً - ، وكان يخطب أيام الجُمُعات ويجتمع الناس إليه ، فقيل لابن بارزان : "إنّ هذا الرجل الفقيه يُشغِل الفلاحين عن العمل ، ويجتمعون عنده" فتحدث في قتله فأعلم الشيخَ رجلٌ ، فعزم على المضيِّ إلى دِمَشق ، فسافر إليها سنة 551 هـ وصَحِبه عبدالواحد ابن عليّ بن سرور - زوج أخته - .
وفي رجب من العام 551هـ، رحل سراً بصحبة ثلاثة من أقاربه، وانطلق الركب يقصدون دمشق، يسيرون ليلاً، ويختفون نهاراً، حتى وصلوا إلى غايتهم من دمشق، فنزلوا في مسجد أبي صالح خارج (باب شرقي)، وكانوا في ضيافة أصدقائهم (بني الحنبلي) المتولين على وقف المسجد وإمامته، ثم إنه لمّا استقر لم ترتح نفس الشيخ أحمد، حتى أرسل إلى أهله يأمرهم بالهجرة إليه. وعندئذ هاجر أولاده: أبو عمر محمد، والموفق عبد الله، وعبيد الله، وعدد من حفدته وأصهاره، وبلغ جميعهم خمساً وثلاثين نفساً، مرّت عليهم في طريقهم محن وشدائد انتهت بتسليم الله لهم وحفظه، ثم توالت هجرة أهليهم ومن أهالي القرى المجاورة، على أن مسجد أبي صالح الذي نزلوا فيه لم يتسع للسكن، كما أن المستنقعات المحيطة به سببت أمراضاً لهم، فمات عدد كبير منهم.
هؤلاء هم سلفنا _ مروا بما نمر به الآن _ لمن تعذَّر بالنزوح ولم يشمّر عن ساعد الجد في طلب العلم ونشره .
يتبع ....

أعده
فارس بن فالح الخزرجي
4 / شوال / 1440
7 / 6 / 2019

@FarisAlKhazraji


[حكم الجمع بين قضاء مافات من رمضان وصيام ست من شوال بنية واحدة]

قبل معرفة الحكم ينبغي بيان منشأ الحكم ، وما هو مستنده .
ذكر الحافظ بن رجب رحمه الله قاعدة في كتابه قائلًا:
"( القاعدة الثامنة عشر ) : إذا اجتمعت عبادتان من جنس في وقت واحد ليست إحداهما مفعولة على جهة القضاء ولا على طريق التبعية للأخرى في الوقت تداخلت أفعالهما ، واكتفى فيهما بفعل واحد". ص24
وعند النظر في القاعدة نجد أن القاعدة مقيدة بشروط :
1. أن تكون العبادتان من جنس واحد مثلا كصيام بصيام
2. أن تكون العبادتان في وقت واحد مثاله إذا دخل المسجد ووجدهم يصلون الظهر فإنه قد اجتمع في حقه الآن عبادتان ، تحية المسجد وصلاة الفريضة ، فإذا دخل معهم في صلاة الظهر دخلت معها تحية المسجد تبعًا.
3. أن لا تكون إحداهما مفعولة على وجه القضاء مثاله السنن المقضية مع سنة الفجر مثلاً ، فإذا كانت إحداهما مفعولة على وجه القضاء فلا يدخل فيها غيرها .
4. وأن لا تكون على طريق التبعية وعلى أن لا يدخل وقت الأخرى إلا إذا انتهت الأولى .

ولنتعرف على مستند الحكم :
نطبق الفرع على القاعدة :
الشرط الأول متحقق : صيام ست من شوال وصيام قضاء رمضان.
الشرط الثاني متحقق : فقد وافق وقتهما .
الشرط الثالث غير متحقق : لأن الأولى على سبيل القضاء وهو قضاء رمضان .
الشرط الرابع غير متحقق في مسألتنا ، لأن رمضان لم ينتهِ في حق المكلف الذي أفطر
وصيام الست من شوال تبعية لرمضان فمن أفطر في رمضان
وأراد القضاء في شوال ونوى القضاء والست بنية واحدة لا يحصل له إلا القضاء فقط ؛ لأن الست لا تفعل إلا بعد رمضان أداءً وقضاءً ، فإذا نواها مع القضاء فيكون قد صامها مع رمضان ولم يتبعها رمضان ، والحديث جاء بالتبعية وليس بالموافقة .

وبهذا يتضح لنا :
أن جمع قضاء مافات من رمضان مع صيام الست من شوال بينة واحدة لايجزئ .
والله أعلى وأعلم

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
4 / شوال / 1439
18 / 6 / 2018

@FarisAlKhazraji


[مذهب الحنابلة في بلاد الشام ليس بدعًا من القول]

سمعت من بعض الأشياخ والأكاديميين أن المذهب الحنبلي لا وجود له في الشام،
وحتى قديًما ليس له كبير حضور!

وحقيقة هذا القول لا يقوله إلا غير مطلع على تأريخ الشام العلمي وتأريخ الحنابلة.
وهذا أوان الشروع في بيان وهم القائل؛
من المعلوم أن بلاد الشام _ ومنارتها دمشق _ حاضرة المسلمين ومعقل العلم ، حيث كان العلم في دمشق يتلقى عن طريق المساجد وبيوت العلماء ، وكان للجامع الأموي الأثر الكبير في نشر العلم ؛ ثم تحول العلماء إلى مدارس ودور علمية مستقلة أوقفت على العلم والعلماء ، ومنها مدارس فقهية التزمت نشر المذاهب؛ فهناك مدارس حنفية وأخرى مالكية وأخرى شافعية وحنبلية .
وقد تخرج من هذه المدارس كبار الحفاظ والفقهاء والقراء ، ومما يذكر أن في ذاك الزمان أنشئت المكتبات كالظاهرية والعادلية وقد كان لعلماء الشام الدور الكبير في إثراء تلك المكتبات .
وفي أواسط القرن الخامس دخل المذهب الحنبلي إلى بلاد الشام ثم تأسس وتركز ، ثم انتشر في دمشق وقراها وضواحيها .
ثم في بيت المقدس ونابلس وعسقلان وبعلبك .
وفي أواسط القرن السادس أصبحت بلاد الشام حاملة لراية المذهب الحنبلي بعد بغداد ، والوريث لذلك المذهب ، والعناية به وخدمته تدريسًا وشرحًا ، وتأليفًا ، وإفتاءً، وتنقيحًا .
وأول من نشر المذهب في الشام هو الفقيه العالم (( عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي الخزرجي ))
تفقه الشيخ أَبُو الفرج ببغداد على القاضي أبي يعلى مدة ، وقدم الشام فسكن ببيت المقدس ، فنشر مذهب الإمام أحمد فيما حوله.
ثم أقام بدمشق ، فنشر المذهب ، وتخرج به الأصحاب، وسمع بها من : أبي الحسن السمسار ، وأبي عثمان الصابوني ووعظ ، واشتهر أمره ، وحصل له القبول التام.
قال أبو الحسين في الطبقات : "وسافر إلى الرحبة والشام ، وحصل له الأصحاب ، والأتباع ، والتلامذة ، والغلمان ، وصحب الوالد سنين عدة ".
ثم جاء من بعده ولده عبد الوهاب وهو من وقف المدرسة الحنبلية الشريفية في دمشق وراء الجامع الأموي ، وقد توالى على مشيخة المدرسة كثر من ذريته ، وعلى رأسهم حفيده عبد الرحمن الملقب ناصح الدين ، والشهير بـ
"ابن الحنبلي" وهو تلميذ أبي الفتح بن المنِّي الحنبلي في الفقه ، والعكبري في اللغة.
وتولى التدريس بعدة مدارس في دمشق وقد بنت له العالمة ربيعة خاتون مدرسة خاصة في جبل قاسيون ، وانتهت إليه رياسة المذهب بعد وفاة الموفق ابن قدامة عام 620 للهجرة .
وابن قدامة والمقادسة من ثمرات الفقيه أبي الفرج الشيرازي الخزرجي رضي الله عنهم جميعًا

يتبع باذن الله
( دور المقادسة في نشر المذهب الحنبلي في دمشق وغيرها )

حرره
فارس بن فالح الخزرجي
في 2/شوال / 1440
5/6/2019

@FarisAlKhazraji


قال حرب: سئل أحمد عن قول الناس في العيدين: تقبل الله منا ومنكم.

فقال لا بأس به، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة.
«المغني ٣ / ٢٩٤»

@FarisAlKhazraji


قال أبو داود: قلت لأحمد: كيف التكبير؟

قال: كتكبير ابن مسعود، يعني الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
« مسائل أبي داود (٢٤٩) »

@FarisAlKhazraji


[مَذْهَبُ الحَنَابِلَةِ المُعْتَمَدِ في مَسحِ الوَجهِ بَعْدَ الدعاء (3)]
إعادة نشر

ليعلم القاريء الكريم أن هذه السلسلة المراد منها نشر معتمد المذهب في الفروع والأصول ، والغرض من ذلك جعل المذهب يتمايز عن غيره مما دخل فيه من لبس وعزو لغير المعتمد ( كما ينسب اليه من تكفير وتبديع وتشدد ونحو ذلك) . فاقتضى التنويه.

حُكْمُ مَسْحِ الوَجهِ بَعْدَ الفَراغِ مِنْ الدُّعاءِ مُسْتَحَبٌ

قال الإمام الموفق:
"ولنا , قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك , ولا تدع بظهورهما , فإذا فرغت فامسح بهما وجهك . رواه أبو داود , وابن ماجه . ولأنه فعل من سمينا من الصحابة . وإذا فرغ من القنوت فهل يمسح وجهه بيده ؟ فيه روايتان :
إحداهما , لا يفعل ; لأنه روي عن أحمد أنه قال : لم أسمع فيه بشيء . ولأنه دعاء في الصلاة , فلم يستحب مسح وجهه فيه , كسائر دعائها .
الثانية : يستحب ; للخبر الذي رويناه . وروى السائب بن يزيد , أن رسول الله كان إذا دعا رفع يديه , ومسح وجهه بيديه . ولأنه دعاء يرفع يديه فيه , فيمسح بهما وجهه , كما لو كان خارجا عن الصلاة ". المغني (1/449)

وقال المرداوي:
"رواية المسح هي المذهب، وفعله الإمام أحمد، وقال المجد، وصاحب مجمع البحرين: هذا أقوى الروايتين، وقال في الكافي: هذا أولى. ويكون المسح خارج الصلاة أيضاً).
الإنصاف، (٢/ ١٧٣).

وقال ابن مفلح: "ويسمح وجهه بيديه، فعله أحمد". الفروع، (٢/ ٣٦٤)

وقال صاحب المبدع : و ( هل يمسح وجهه بيديه ) إذا فرغ ؛ ( على روايتين ) أشهرهما أنه يمسح بهما وجهه ، نقله أحمد

وقال الشيخ مرعي الحنبلي:
"ويقنُتُ بعد الركوع ندباً، ثم يمسح وجهه بيديه هنا، وخارج الصلاة".
- قال ابن ضويان: (لعموم حديث عمر، وقوله في حديث ابن عباس). [منار السبيل، (١/ ١٠٩).
ـــــ
فلا ينكر على من مسح وجهه بعد الدعاء
فان كان الحديث ضعف عند من تُقلد فقد صح عند الإمام أحمد رحمه الله

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
@FarisAlKhazraji


[عدد ركعات صلاة التراويح والخلاف فيها]

الخلاف في العدد خلاف أفضلية والكافة على أنها عشرون ، ولا يجوز شرعًا إنكار البعض على الآخر في مايقلد به .
وممن قال (بجواز الصلاة في قيام رمضان عشرون ركعة ، وجعل الخلاف في الأفضلية وقيد الخلاف في الأصلح والأنفع لحال الناس ، واعتبر من حصر قيام رمضان بعدد ركعات معين فهو مخطئ) هو تقي الدين بن تيمية رحمه الله حيث قال :
" كما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عدداً معيناً بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاثة عشرة ركعة لكن كان يطيل الركعات فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث وهذا كله سائغ فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن .
والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين فإن كان فيهم احتمال لطول القيام فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره . ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ " مجموع الفتاوى 22/272

فما طرحه التقي غاية في الإنصاف ، فقد خطّأ من قال لايزاد ولا ينقص بناء على مفهوم فرد ، والواجب اليوم تضييق دائرة الخلاف بكل ما أوتينا من قدرة .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
20 / شعبان / 1439
6 / 5 / 2018
@FarisAlKhazraji


[ الفقه مسائل وصور ..لا نقل أقوال ]

«للباحثين والمهتمين»
حاجة الناس لعلم الفقه شديدة دون باقي العلوم؛ لما لها من متعلق بدنياهم وآخرتهم من عبادات ومعاملات .
والكثير من طلبة العلم ، يظنون أن إيراد كثرة الأقوال في المسألة هو الفقه الحقيقي.
وهذا الظن ليس في محله ، إذ أن الإكثار من نقل الأقوال إنما هو نسخة ناطقة عن كتاب محرر .
بينما الفقه مسائل ، وصور ..
والسائل أو المستفتي لن يسألك ما هي أقوال العلماء في المسألة كذا؛ بل سيكون قوله : يا شيخنا مسألة : بعت كذا بكذا واشتريت ، أو صليت ونسيت الركوع ، أو قلت لزوجتي أنت لست لي بامرأة وهكذا ...
وهذه المسائل تحتاج إلى تصور ليتم الحكم عليها ، فالمستفتي يطرح المسألة فتكون بين التصور والتصديق ، فالتصور يكون في الذهن ، والتصديق هو الحكم .
ولهذا استنبط الفقهاء قاعدة (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)
وقد عرف الجرجاني رحمه الله : "التصور: حصول صورة الشيء في العقل"
فلا حكم صحيح لتصور غير صحيح
ولذا كان الخلل الحاصل في الوصول إلى الحكم الصحيح فيما يعرض على أهل العلم والإفتاء وطلبة العلم والدعاة من مسائل أو قضايا؛ سببُه عدمُ تصوُّرِ الشيء على ما هو عليه ، والاكتفاء بنقل أقوال ومذاهب العلماء فيها ، فكم من فتاوى صدرت وكان منشأ الخلل فيها هو عدم تصور المسألة تصورًا صحيحًا مصحوبًا بجهل الواقع التي حصلت فيه الحادثة ، أو الخطأ فيه لعدم دربة العقل على التصور منذ بداية الطلب.

ولو تدبرت مع كتب الفقه ستجد أن المصنفين يذكرون المسائل دون ذكر الصورة مثل مافي كتاب التيمم حيث يقولون :
(العجز عن استعمال الماء لعطش يخافه على نفسه، أو رفيقه، أو بهيمته)
هذه مسألة مجردة عن الصورة والدليل والتعليل .
فنقول وصورة المسألة :
رجل خرج في سفر وطريقه لا توجد فيها استراحات أو مطاعم وكان معه ماء فإذا توضأ نفد ولن يتبق له ماء للشرب ، فنقول له تيمم ولا تتوضأ .
الدليل : " لاضرر ولا ضرار "
التعليل : لأنه إذا توضأ نفد منه الماء وسيتضرر بذلك .
( أو بهيمته ) صورة المسألة : في القرى ، الراعي يخرج ومعه ماء ومعه بهيمته أيضا لايتوضأ لأن بهيمته حياة ومال ، يجب المحافظة عليها .
وههنا يأتي دور الشارح بأن لايقف على صور متكررة مثل ( بهيمته )
فيخرِّج عليها ( السيارة ) والمشابهة أن السيارة كما البهيمة مال وتجب المحافظة عليه ، فإذا علم أنه إذا توضأ تتضرر سيارته فجاز له التيمم .

فعلى شراح الفقه :
أن يدعوا ذكر الخلاف جانبًا لأنه ليس أصل الفقه وأسه، وليعتنوا بتصوير المسائل وتكليف الطلاب باستحداث صور تمس الواقع
ولنا بإذن الله مقال مع تصوير المسائل وفق الواقع .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
23 / شعبان / 1440
28 / 4 / 2019
@FarisAlKhazraji


[الاجتهاد الجماعي وأثره في الفتوى]

لا شك أن مما ينبغي علمه عظم شأن الإفتاء ، وموقعها الجسيم؛ إذ هي توقيع عن رب العالمين، ووقوف بين الله تعالى وخلقه.

وقد بين الله عظم شأن الإفتاء بقوله ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ وغيرها من الآيات البيّنات على عظم الإفتاء وعظم ذنب من أقدم على الفتيا بغير علم .
ويظهر ذلك مما نقل عن السلف؛ فقد سئل الإمام مالك في مسألةٍ جاء بها أهل المغرب ، فيجيب الإمام : لا أدري!
فيقول: يا أبا عبدالله، تقول: لا أدري؟! أأرجع وأقول للناس أن مالكًا لايدري ،
قال: نعم، وأبلِغْ من ورائي أني لا أدري

وهذا أبو داود يقول: ما أُحصي ما سمعتُ أحمدَ بن حنبل سُئل عن كثير من مسائل الاختلاف في العلم، فيقول: لا أدري

وقد أنشد الشاعر في ذلك
إِذَا مَا قَتَلْتَ الشَّيْءَ عِلْمًا فَقُلْ بِهِ ..
وَلاَ تَقُلِ الشَّيْءَ الَّذِي أَنْتَ جَاهِلُهْ
فَمَنْ كَانَ يَهْوَى أَنْ يُرَى مُتَصَدِّرًا ..
وَيَكْرَهُ "لاَ أَدْرِي" أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهْ

ولما كان هذا شأنَ الفتوى، وهذا محلها ، وعظيم شأنها لم تكن يومًا كلأً مشاعًا لكل من هبّ ودبّ، فالفتوى للعلماء ، والعلماء المعروفين بعلمهم بين أهل العلم والأمة .
ولقد علم سلفنا الصالح عظم وخطورة الفتيا ، حيث كانوا يتدافعونها كما نقل عنهم ، وهذا في الإفتاء الفردي .

أما الاجتهاد الجماعي :
الصادر عنه فتوى جماعية ، كان مما امتاز به عصر الصحابة ويدل على جواز واستحباب الاجتهاد الجماعي ما روي :
١- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسولَ الله إنْ نزلَ بنا أمرٌ، ليس فيه بيان أمرٍ ولا نهيٍ؛ فما تأمرني؟ قال: شاوروا فيه الفقهاء والعابدين ولا تُمضوا فيه رأيَ خاصةٍ " أخرجه الطبراني في الأوسط.
٢- وروى الطبراني أيضاً عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنْ عُرِضَ عليَّ أمرٌ، ليسَ فيهِ قضاءٌ في أمرِهِ، ولا سنةٌ، كيفَ تأمُرُني ؟ قال: "تجعلونهُ شُورى بينَ أهلِ الفقهِ والعابدينَ منَ المؤمنينَ ولا تقضِ فيهِ برأيكَ خاصّة"
وكان عمر وأبو بكر رضي الله عنهما يجمعان الناس إذا استشكل عليهم أمر من أمور الشرع .

ومن هنا أتت مشروعية الاجتهاد الجماعي؛
وهذا في عصر الصحابة ، واليوم نحن بأمس الحاجة له؛ لاسيما في بعض الأمصار التي تفتقد العالِم المجتهد الذي يرجع إليه في الفتوى .

وأثر الاجتهاد الجماعي في الفتيا يظهر على الواقع بعدة أمور :
١. الإحاطة بغالب أدلة المسألة لإيراد كل عضو منتسب للمجلس لما يراه من الأدلة.
٢. التضييق على دائرة الخطأ ، بينما في الاجتهاد الفردي تتسع .
٣. الفتوى الصادرة عن الاجتهاد الجماعي لها أثر قوي في نفس الفرد المسلم من الاجتهاد الفردي .
٤. وقد يكون أهمها عدم فسح المجال أمام أنصاف المتعلمين المتصدرين للفتيا ، وهم أبعد مايكون عنها علمًا وعملًا .
٥. يعد سببًا من أسباب وحدة صف الأمة
وقد جعله بعض المعاصرين عوضًا عن الاجماعات إلا أنه ليس بمرتبته في الحجية،
لكن كي يقال بأن المجلس أو الرابطة العلمائية أفتت بجواز كذا أو بمنع كذا فيكون أقرب للطمأنينة للفتيا الجماعية الصادرة عن الاجتهاد الجماعي .
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
21 / شعبان / 1440
26 / 4 / 2019
@FarisAlKhazraji


[حرص الأئمة على النية في طلب العلم]

قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام أبي نصر السجزي :
"قال أبو إسحاق الحبال : كنت يوما عند أبي نصر السجزي ، فدق الباب ، فقمت ففتحت ، فدخلت امرأة ، وأخرجت كيسا فيه ألف دينار ، فوضعته بين يدي الشيخ ، وقالت : أنفقها كما ترى! قال : ما المقصود ؟ قالت : تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج ، لكن لأخدمك . فأمرها بأخذ الكيس ، وأن تنصرف ، فلما انصرفت ، قال : خرجت من سجستان بنية طلب العلم ، ومتى تزوجت ، سقط عني هذا الاسم ، وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا .
قلت ( أي الذهبي ) : كأنه يريد متى تزوج للذهب ، نقص أجره ، وإلا فلو تزوج في الجملة ، لكان أفضل ، ولما قدح ذلك في طلبه العلم ، بل يكون قد عمل بمقتضى العلم ، لكنه كان غريبا ، فخاف العيلة ، وأن يتفرق عليه حاله عن الطلب .
السير (17 / 656)

نقلها
فارس بن فالح الخزرجي
@FarisAlKhazraji


[أسباب تعدد الروايات في مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه]

دائمًا ما يطرح طلبة العلم سواء من المتفقهين على المذهب الحنبلي أو من خارجه ، لماذا هذا التعدد في روايات الإمام أحمد رضي الله عنه؟ وبعضهم - لجهله- يطرحه استهجانًا على اعتبار أن الإمام لم يستقر على قول ، ولا شك أنه جهل مدقع بالمذهب بل بجميع بالمذاهب .

ومن استقرأ المذاهب الأخرى علم أنها كمذهب الحنابلة في تعدد الروايات فللإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي - رضي الله عنهم أجمعين- قولان في مسائل معروفة لدى أهل الفن ، إلا أن الإمام احمد أوسعهم تعددًا للروايات .
حتى قال الامام أبو حنيفة رضي الله عنه : (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا) . وقال أيضًا : (ويحك يا يعقوب - هو أبو يوسف- لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد)

وللإجابة على هذا التساؤل مجملًا نقول وبالله التوفيق ..
بداية : يجب أن يُعلم أن الإمام أحمد رضي الله عنه لم يصنف في الفقه مصنفًا خاصًا غير المسند في الحديث .
وكان ينهى أصحابه عن كتابة ما يقول؛
أما الأسباب فهي :
1.كثرة الأحاديث التي كان يحفظها الإمام احمد رضي الله عنه ومعلوم عنه أنه كان يفتي بالأثر .
2.ظهور دليل أقوى من سابقه فيصير إلى حكم مغاير ، أو رجوعه عن قول وقد نقلت لنا روايات دلت على رجوعه .
3.جوابات الإمام أحمد رضي الله عنه وهي أقسام ،
جوابات (لم يختلف فيها قول الإمام ، وأخرى أقسم عليها الامام، وأخرى فيها روايتان أو أكثر في المسألة الواحدة) فهذه كلها تدخل تحت النقل المنصوص عليه أو عنه في روايات الإمام رضي الله عنه ، منها ماجمعه الإمام أبو يعلى وغيره ومن سبقه .
4.الاختلاف في فهم مراد الإمام من خلال جوابات ليست صريحة في المسائل ، فتكون بطريق الإيماء ، والإشارة ، والتوقف فيها ، والسكوت عنها ، وقول يعجبني ، ولا يعجبني ، وأكره كذا ، وأرجو أن لايكون به بأس ونحو ذلك ، فهذه كلها محمولة على روايتين لأنها ليست صريحة ومنصوص عليها ، وتسمى روايات عن الإمام كونها صدرت منه لكنها أقل رتبة من سابقتها .
قال ابن حامد رحمه الله: "فإن الفقيه إذا سئل عن شيء فقال : لا بأس ، أو قال أرجو أن لا يكون به بأس ، فإنه مقيد بذلك إما حظرًا وإما إباحة ". تهذيب الأجوبة.
5.اختلاف الاصحاب في تصحيح الروايات المنقولة عن الإمام أحمد رضي الله عنه.
6.من جملة الأدلة التي يعتمد عليها الإمام أحمد رضي الله عنه قول الصحابي وفي بعض المسائل يكون الخلاف بين الصحابة فيأخذ بقول ولم يظهر عنده الترجيح فيكون سببًا في تعدد الروايات .

وما تقدم على سبيل الإجمال وتجد التفصيل في محله لاسيما في كتاب المدخل لابن بدران والمدخل المفصل لبكر أبو زيد رحمهما الله ، ومن سبر غور المذهب يلقن طلابه أسباب تعدد الروايات تلقينًا .
نفعني الله واياكم بما تعلمنا .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
20 / شعبان / 1440
24 / 4 / 2019
@FarisAlKhazraji


[مكانة كتاب المغني في المذهب الحنبلي]

«للباحثين والمهتمين»
في هذا المقال لست بصدد التحدث عن مكانة مصنِّف كتاب المغني؛ وهو العلامة الموفق بن قدامة رضي الله عنه ، ولا عن القيمة العلمية للكتاب فقد أطنب العلماء في وصفه والثناء عليه وعلى مصنفه رضي الله عنه .
وإنما كلامنا سيكون عن مكانة الكتاب في السلم الفقهي عند الحنابلة،
وسبب كتابة المقال أن بعض إخواننا من طلبة العلم ذكروا قضية مهمة أثناء عمل طلاب الدراسات العليا في البحوث؛ من أن نسبة ما موجود في المغني للمذهب الحنبلي مطلقًا ، وهذا لا يصح ، وطلبوا بيان ذلك في مقال ، وهذا أوان الشروع :

بداية: كتاب "المغني" هو شرح لـ "مختصر الخرقي" للإمام أبي القاسم عمر الخرقي .
ويخلط الكثير من الطلبة والباحثين بين الشرح الكبير والمغني، والسبب في ذلك أن الكثير من دور النشر جمعت بين الكتابين حيث جعلت في الأعلى المغني وفي الأسفل الشرح الكبير .
والشرح الكبير للعلامة شمس الدين بن قدامة المقدسي هو شرح على متن "المقنع" للموفق صاحب المغني

أما منزلة المغني عند الحنابلة ، فهو من كتب المذهب عظيمة الشأن جليلة القدر قد نقل فيه المصنف الخلاف النازل اختلاف الروايات والأوجه ، والخلاف العالي بين المذاهب .
ومرتبته بين كتب المذهب يعتبر الكتاب المنتهي في السلم التراتبي ، وهو مرجع في نفس الوقت .

ميزات كتاب المغني :
1.ذكر الخلاف العالي
2.ذكر اختلاف الروايات
3.التدليل على كل قول ، بالمنطوق والمفهوم 4.نقل الإجماعات ، ونفي الخلاف

بين يدي المقصود :
مجتهدو المذهب الحنبلي كباقي مجتهدي المذاهب؛ ما إن بلغوا رتبة الاجتهاد حتى تظهر لهم أدلة أحكام قد يخالفون بها ظاهر المذهب ومعتمده ، والموفق رضي الله عنه منهم ومن نظر في مصنفات الموفق ( العمدة _ الكافي _ المغني ) يرى ذلك بوضوح ، فقد كانت له اختيارات خالف فيها معتمد المذهب ولكن بعد بلوغه رتبة الاجتهاد .

للباحث طريقتان ينبغي سلوكهما في المسألة الفقهية عند الحنابلة - أو عند باقي المذاهب- :
أولها : ينبغي الرجوع إلى الكتب المتضمنة لمعتمد المذهب لتصح النسبة للحنابلة كالإقناع والمنتهى وشروحه وغاية المنتهى .
ثانيها : النقل من كتب الخلاف العالي كالمغني أو المجموع أو الاستذكار ونحو ذلك من المراجع ينبغي أن يقارن ما ينقله بمعتمد المذهب ، من الكتب التي اعتنت بذلك .

إن التحقيق والتدقيق في نقل المذاهب من الأمانة العلمية التي يجب على الباحث والمؤلف التحلي بها ، لأنها نسبة قول ولا ينسب قول لقائل حتى يتيقن أنه قاله .

وفقني الله وإياكم لمرضاته ويسر لنا سبل العلم والعمل به .

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
17 / شعبان / 1440
22 / 4 / 2019
@FarisAlKhazraji

Показано 20 последних публикаций.

1 033

подписчиков
Статистика канала