واقِفة علَى حَافّة الهَاويَة وإذْ بِي أدِيرُ رأسِي لأرَى خلفِي شخصِي العزِيز واقِف جَامِد كملامِحه ؛ لاَ أرَى ضحكتَه التِي تزرعُ فِي قلبِي حقُول مِن أزهَار الرّبِيع مَع سِربٍ مِن الفرَاشَات المُلونَة ،ولاَ أرَى عيّنَاه التِي تُغرقُنِي فِي بحرِ الهِيام ،ورمُوشه التي تُحلّق بِي فِي السّمَاء ،ومَا أرَى الأنَ إلاّ شخْص لدَيه ظلٌ أسْود قَاتمٌ مُخِيف ؛ يقتَرِب الظِّل مُتوجهاً نحْوي وأنَا أنتِظرُ مِن صاحِبِه إيقَافِه لكِن لاَ جدوَى ؛وإذْ نظرَاتِي تتحوّل مِن إليه إلى السمَاء ؛أغمِض عينَاي وتخرُج مِنهُما الدمُوع التِي كَانَت تُحرِق خدّاي لكنّهَا تحرّرت ،ولا يدَاي التِي كُنتُ أمسحُ بِها دمُوعي علَى أمَل أنْ تَمسَح معَهَا ذكريَاتِي الأَلِيمة لكِنّها تتحَسس الهوَاء البارَد الأَن ؛وإذْ بِي أفتَح عينَاي عَلى أمَل أنْ يكُون أخَر مَا ترَاه عينَاي لكِن مَع الأسَف لَم أستطِع ؛لأَنّ عقلِي الذِي فَاز هذِه المرّة لاَ قلبِي بشرِيط مِن الذكرَيَات الجمِيلة التِي لَم يكُن فِيهَا مَوجُود ؛ تتَوالَى هذِه الذكرَيات بِسرُعَة لكنهَا للِأَسف ليتَهَا أتَت مُبكراً .