📜
« فتأمَّل كيف أنكر عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - على أصحاب الحلقات هؤلاء ، مع أنهم في حلقة ذكرٍ و مجلس عبادة لما كان ذكرُهم لله و تعبدهم له بغير الوارد المشروع ، و في هذا دلالة على أنَّه ليس العبرة في العبادة و الدعاء و الذِّكر كثرتُه ، و إنما العبرة في موافقته للسنَّة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في مقامٍ آخر : (( اقتصادٌ في سنة خيرٌ من اجتهاد في بدعة )) ¹ ، و ابن مسعود رضي الله عنه لم يُنكر عليهم ذكرهم لله و اشتغالهم بذلك ، و إنما أنكر عليهم مفارقتهم للسنة في صفة أدائه و كيفية القيام به مع أنَّ الألفاظ التي كانوا يذكرون الله بها ألفاظ صحيحة وردت بها السنة ، فكيف الحال لمن ترك السنة في ذلك جملة و تفصيلا في الألفاظ و صفة الأداء و غير ذلك ، كالأوراد التي يقرؤها بعض الناس مما كتبه أشياخ الطرق الصوفية بصيغٍ مختلفة و أساليب متنوعة ممَّا هو متضمن لأنواعٍ من الباطل و صنوفٍ من الضلال كالتوسلات الشركية و الألفاظ البدعية و الأذكار المُحدثة ...
و هذا كله و لا ريب من الإحداث في الدين ، و من المفارقة لسبيل سيِّد الأنبياء و المرسلين ، و الإستعاضة عنه بما أحدثه شيوخ الضلال و أئمة الباطل ، و هو تشريع في الدين بما لم يأذن به الله ، والله تعالى يقول : ﴿ أمْ لَهُم شُركَـٰـؤُا شَرعُوا لَهُـم مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ ﴾ [ الشورى : ٢١] ، ثم تجدهم مع ذلك يُعظِّمون أورادهم هذه و يُعلون من شأنها ، و يرفعون من قَدرها ، و يُقدِّمونها على الأوراد الصحيحة و الأدعية الثابتة عن رسول الله ﷺ أفضل الخلق و أكملهم ذكرا و دعاءا لربِّه سبحانه».
قال القاضي عياض رحمه الله :
« أذن الله في دعائه ، و علَّم الدعاء في كتابه لخليقته ، و علَّم النبي ﷺ الدعاء لأمته ، و اجتمعت فيه ثلاثة أشياء : العلم بالتوحيد ، و العلم باللغة ، و النصيحة للأمة ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعدل عن دعائه ﷺ ، و قد احتال الشيطان للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعيةً يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبيِّ ﷺ» .
📕 فقه الأدعية و الأذكار ( ٢/٣١٢)
« فتأمَّل كيف أنكر عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - على أصحاب الحلقات هؤلاء ، مع أنهم في حلقة ذكرٍ و مجلس عبادة لما كان ذكرُهم لله و تعبدهم له بغير الوارد المشروع ، و في هذا دلالة على أنَّه ليس العبرة في العبادة و الدعاء و الذِّكر كثرتُه ، و إنما العبرة في موافقته للسنَّة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في مقامٍ آخر : (( اقتصادٌ في سنة خيرٌ من اجتهاد في بدعة )) ¹ ، و ابن مسعود رضي الله عنه لم يُنكر عليهم ذكرهم لله و اشتغالهم بذلك ، و إنما أنكر عليهم مفارقتهم للسنة في صفة أدائه و كيفية القيام به مع أنَّ الألفاظ التي كانوا يذكرون الله بها ألفاظ صحيحة وردت بها السنة ، فكيف الحال لمن ترك السنة في ذلك جملة و تفصيلا في الألفاظ و صفة الأداء و غير ذلك ، كالأوراد التي يقرؤها بعض الناس مما كتبه أشياخ الطرق الصوفية بصيغٍ مختلفة و أساليب متنوعة ممَّا هو متضمن لأنواعٍ من الباطل و صنوفٍ من الضلال كالتوسلات الشركية و الألفاظ البدعية و الأذكار المُحدثة ...
و هذا كله و لا ريب من الإحداث في الدين ، و من المفارقة لسبيل سيِّد الأنبياء و المرسلين ، و الإستعاضة عنه بما أحدثه شيوخ الضلال و أئمة الباطل ، و هو تشريع في الدين بما لم يأذن به الله ، والله تعالى يقول : ﴿ أمْ لَهُم شُركَـٰـؤُا شَرعُوا لَهُـم مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ ﴾ [ الشورى : ٢١] ، ثم تجدهم مع ذلك يُعظِّمون أورادهم هذه و يُعلون من شأنها ، و يرفعون من قَدرها ، و يُقدِّمونها على الأوراد الصحيحة و الأدعية الثابتة عن رسول الله ﷺ أفضل الخلق و أكملهم ذكرا و دعاءا لربِّه سبحانه».
قال القاضي عياض رحمه الله :
« أذن الله في دعائه ، و علَّم الدعاء في كتابه لخليقته ، و علَّم النبي ﷺ الدعاء لأمته ، و اجتمعت فيه ثلاثة أشياء : العلم بالتوحيد ، و العلم باللغة ، و النصيحة للأمة ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعدل عن دعائه ﷺ ، و قد احتال الشيطان للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعيةً يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبيِّ ﷺ» .
📕 فقه الأدعية و الأذكار ( ٢/٣١٢)