دخلوا على زَجْلَة العابدة , وكانت قد صامت حتى اسودت , وبكت حتى عميت , وصلت حتى أقعدت , فذاكروها شيئا من العفو , فشهقت ثم قالت: علمي بنفسي قرح فؤادي وكلم كبدي , والله لوددت أن الله تعالى لم يخلقني. فقيل [لها] : ارفقي بنفسك. فقالت: إنما هي أيام [قلائل] تسرع، من فاته شيء اليوم لم يدركه غدا. ثم قالت: يا إخوتاه لأصلين لله ما أقلتني جوارحي , ولأصومن له أيام حياتي , ولأبكين ما حملت الماء عيناي , أيكم يحب أن يأمر عبده بأمر فيقصر!
فهذه والله صفات المجتهدين , وهذه خصال المبادرين , فانتبهوا يا غافلين.
🍁 التبصرة.. ١-٥٣