[أمير حماة يعود إلى حضن الوطن .. (سبحانك هذا بهتان عظيم)]
انتشر على قنوات الإفك والإرجاف خبر مفادُه أنّ أخانا أبا يوسف الحموي -حفظه الله- المسؤول العام لقطاع حماة "قد عاد إلى حضن الوطن ووصل مع عدد من رفاقه الى محافظة حماة بعد انتهاء مهمتهم" ..
وإن كانت تفاهة الخبر تُغني عن نفيه وتكذيبه، إلاّ أنّي أغتنم الفرصة لأذكّر بعض إخواني الذين يسارعون في تناقل مثل هذه الأخبار والأراجيف بحثا عن مدى صحّتها، أذكّرهم بقول الله تبارك وتعالى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) [النور: 12]
قال ابن كثير -رحمه الله-: "هذا تأديب من الله للمؤمنين في قضية عائشة ، رضي الله عنها ، حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السيئ ، وما ذكر من شأن الإفك ، فقال : ( لولا ) بمعنى : هلاّ .. ( إذ سمعتموه ) أي : ذلك الكلام ، أي : الذي رميت به أم المؤمنين .. (ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) أي : قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم ، فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى ..
وقد قيل : إنها نزلت في أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته ، رضي الله عنهما ، كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار ، عن أبيه ، عن بعض رجال بني النجار; أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة ، رضي الله عنها؟ قال : نعم ، وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك .." ا.ه
وقال ابن عاشور -رحمه الله- في التحرير والتنوير : "فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في مؤمن، أن يبني الأمر فيها على الظَّن لا على الشَّك، ثم ينظر في قرائن الأحوال وصلاحية المقام، فإذا نسب سوء إلى من عرف بالخير، ظنَّ أن ذلك إفك وبهتان، حتى يتضح البرهان. وفيه تعريض بأنَّ ظنَّ السُّوء الذي وقع هو من خصال النِّفاق، التي سرت لبعض المؤمنين عن غرورٍ وقلة بَصارَة، فكفى بذلك تشنيعًا له .." ا.ه
وقال أبو حيان الأندلسي: "فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في أخيه، أن يبني الأمر فيه على ظنِّ الخير، وأن يقول بناء على ظنِّه: هذا إفك مبين، هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه، كما يقول المستيقن المطَّلع على حقيقة الحال. وهذا من الأدب الحَسَن.." ا.ه
وقال الخازن: "والمعنى: كان الواجب على المؤمنين إذ سمعوا قول أهل الإفك أن يكذبوه ويحسنوا الظَّن، ولا يسرعوا في التُّهمة، وقول الزُّور فيمن عرفوا عفَّته وطهارته" ا.ه
فأحسنوا الظنّ بإخوانكم بارك الله فيكم، واسألوا الله أن يفتح على أخينا وأن يوصله إلى محافظة حماة فاتحا مع إخوانه .. وما ذلك على الله بعزيز ..
والحمد لله رب العالمين.
انتشر على قنوات الإفك والإرجاف خبر مفادُه أنّ أخانا أبا يوسف الحموي -حفظه الله- المسؤول العام لقطاع حماة "قد عاد إلى حضن الوطن ووصل مع عدد من رفاقه الى محافظة حماة بعد انتهاء مهمتهم" ..
وإن كانت تفاهة الخبر تُغني عن نفيه وتكذيبه، إلاّ أنّي أغتنم الفرصة لأذكّر بعض إخواني الذين يسارعون في تناقل مثل هذه الأخبار والأراجيف بحثا عن مدى صحّتها، أذكّرهم بقول الله تبارك وتعالى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) [النور: 12]
قال ابن كثير -رحمه الله-: "هذا تأديب من الله للمؤمنين في قضية عائشة ، رضي الله عنها ، حين أفاض بعضهم في ذلك الكلام السيئ ، وما ذكر من شأن الإفك ، فقال : ( لولا ) بمعنى : هلاّ .. ( إذ سمعتموه ) أي : ذلك الكلام ، أي : الذي رميت به أم المؤمنين .. (ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) أي : قاسوا ذلك الكلام على أنفسهم ، فإن كان لا يليق بهم فأم المؤمنين أولى بالبراءة منه بطريق الأولى والأحرى ..
وقد قيل : إنها نزلت في أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته ، رضي الله عنهما ، كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار ، عن أبيه ، عن بعض رجال بني النجار; أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب : يا أبا أيوب ، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة ، رضي الله عنها؟ قال : نعم ، وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك .." ا.ه
وقال ابن عاشور -رحمه الله- في التحرير والتنوير : "فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في مؤمن، أن يبني الأمر فيها على الظَّن لا على الشَّك، ثم ينظر في قرائن الأحوال وصلاحية المقام، فإذا نسب سوء إلى من عرف بالخير، ظنَّ أن ذلك إفك وبهتان، حتى يتضح البرهان. وفيه تعريض بأنَّ ظنَّ السُّوء الذي وقع هو من خصال النِّفاق، التي سرت لبعض المؤمنين عن غرورٍ وقلة بَصارَة، فكفى بذلك تشنيعًا له .." ا.ه
وقال أبو حيان الأندلسي: "فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في أخيه، أن يبني الأمر فيه على ظنِّ الخير، وأن يقول بناء على ظنِّه: هذا إفك مبين، هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه، كما يقول المستيقن المطَّلع على حقيقة الحال. وهذا من الأدب الحَسَن.." ا.ه
وقال الخازن: "والمعنى: كان الواجب على المؤمنين إذ سمعوا قول أهل الإفك أن يكذبوه ويحسنوا الظَّن، ولا يسرعوا في التُّهمة، وقول الزُّور فيمن عرفوا عفَّته وطهارته" ا.ه
فأحسنوا الظنّ بإخوانكم بارك الله فيكم، واسألوا الله أن يفتح على أخينا وأن يوصله إلى محافظة حماة فاتحا مع إخوانه .. وما ذلك على الله بعزيز ..
والحمد لله رب العالمين.