#فضيلة_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي
إلى كل فتاة مستقيمة عفيفة طاهرة :
1 – أبشري بقرب الفَرَج:
أنا أوجه الكلام إلى كل مسلمة رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
إلى كل فتاة سلكت طريق الحق، وحملت رسالة الصدق.
إلى كل مربية جاهدت بكلمتها، وحافظت على قيمها، وزكّت نفسها.
إلى كل أم ربت أبناءَها على التقوى، وأنشأتهم على السنة، وحببت إليهم الفضيلة.
إلى كل مهمومة حزينة، اسعدي أيتها الأخت، وافرحي بقرب الفرج ورعاية الله، وعظيم الأجر، وتكفير السيئات.
2 – إذا عرفتِ الله هانت كل مصيبة:
الجواب الذي أجيب كل امرأة تتصل بي عن طريق الهاتف، وتعرض علي مشكلتها، هذا الجواب هو:
أيها الأخت الفاضلة، إذا عرفت الله عز وجل كنت أكبر من أكبر مشكلة تعانيها، وإذا لم تعرفي الله عز وجل كنت أصغر من أصغر مشكلة تعانيها، فبين أن تكوني أكبر من أكبر مشكلة تعانيها وأن تكوني أصغر من أصغر مشكلة تعانيها المرأة فرقٌ كبير.
أيها الإخوة الكرام، في هذه الخطبة أناشد المرأة أن تسعد بدينها، وأن تفرح بفضل الله عليها وأن تستبشر بما عندها من نعم، إن هذه النعم محيطة بنا من كل جانب ونحن في غفلة عنها.
3 – لا تغادري بسمة الأمل، واتركي الوساوس والقلق:
أناشد كل امرأة مؤمنة أن تبتسم بسمة أمل بالله، وأن تستشرف الفرج كإشراقة الفجر.
لكل من ضاق صدرها، وكثر همها، وزاد غمها، أناديها بانتظار الفرج، وترقب اليسر بعد العسر.
أخاطب عقلها الذكي، وقلبها الطاهر، وروحها الصافية، لأقول لها: اصبري واحتسبي ولا تيئسي ولا تقنطي تفاءلي فإن الله معك، والله حسبك، والله كافيك، والله حافظك ووليك، اطردي فلول الأحزان، وأشباح الأوهام، وكوابيس الخوف والقلق.
نظفي ذاكرتك من ركام الأوهام، وأكوام الوساوس، والتفتي إلى ربك، وإلى منهجه، وإلى عبادته، وإلى معرفته، وإلى طاعته، فلعل الله سبحانه وتعالى يجعل من بعد عسر يسرا.
4 – عليكِ بطاعة الله:
صدقوا أيها الإخوة، ما من بيت من بيوت المسلمين إلا وفيه فتاة تخاف الله وتحبه، ولكن تنتظر الزوج المؤمن الذي يرعاها، الذي يحفظها، الذي يلبي حاجتها، إلى ولد يقول لها أمي.
أتمنى عليك أيتها الأخت الكريمة أن تكوني مصلية، صائمة، قانتة، خاشعة، متحجبة، محتشمة، وقورة، رزينة، متعلمة، مطلعة، واعية، راشدة، وفية، أمينة، صادقة، متصدقة، صابرة، محتسبة، تائبة، منيبة، ذاكرة، شاكرة، داعية، واعية تابعة لآسية ومريم وخديجة، مربية للأبطال، تصنع الرجال، راعية للقيم، حافظة للمثل، غيورة على المحارم، بعيدة عن المحرمات.
5 – هذا ما ننتظره منك ونتمنّاه أيتها الأخت المسلمة:
ننتظر بسمتك الجميلة التي تبعث الحب، وترسل المودة للآخرين.
ننتظر كلمتك الطيبة التي تبني الصداقات الشرعية، وتذهب الأحقاد.
ننتظر صدقة المتقبلة التي تسعدين بها مسكيناً، وتفرحين فقيراً، وتشبعين جائعاً.
ننتظر جلسة مع القرآن الكريم تلاوة وتدبراً، وعملاً وتوبة واستغفاراً.
ننتظر منك كثرة الذكر والاستغفار، وكثرة الدعاء، وتصحيح التوبة.
ننتظر تربية أولادك على الدين، وتعليمهم السنة، وإرشادهم إلى ما ينفعهم.
ننتظر الحشمة والحجاب الذي أمر الله به، وهو طريق الصيانة والحفظ.
ننتظر صحبة الخيِّرات ممن يخفن الله عز وجل، ويحببن الدين ويحترمن القيم.
ننتظر بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وكفالة الأيتام.
ننتظر القراءة النافعة، والمطالعة المفيدة مع الكتاب الممتع الراشد.
نتمنى أيتها الأخت الفاضلة ألا تصرفي عمرك في التوافه من حب الانتقام، ومجادلة لا خير فيها.
نتمنى ألا تقدمي المال وجمعه على صحتك وسعادتك، ونومك وراحتك.
نتمنى ألا تتبعي أخطاء الآخرين واغتيابهم، ونسيان عيوب النفس.
نتمنى ألا تنهمكي في ملذات النفس، وإعطائها كل ما تطلب وتشتهي.
نتمنى ألا تضيعي وقتك مع الفارغين، وإنفاق الساعات في اللهو.
نتمنى ألا تهملي الجسم والبيت من النظافة، والروائح الزكية والنظام.
نتمنى أن تتذكري مصيبة الناس فيما يعانون، وأن الله قد عافاك من كل هذه المصائب.
نتمنى ألا تنسي الآخرة، والعمل لها، وعدم الغفلة عن تلك المشاهد.
نتمنى ألا تهدي المال في المحرمات، والإسراف في المباحات، والتقصير في الطاعات.