سلسلة : { #سألت_شيخي_ 👳♂ } 《23》 : مِنْ وصايا العلماء العاملين، والحكماء العارفين ( الجزء ٢ ) _ الترغيب والترهيب لآداء العبادات _ :
قالَ لنا يوماً :
يا ولدي إِنْ أصابك تقصيرٌ أو عَجْزٌ عنْ طاعَةٍ ما، لا يعنِي أنْ تيأس من صلاح نفسك، أو رَفْعِ همَّتك، وأنْ تقعَ في فخِّ إبليس، فتتْرُكَ كُلّ الطّاعاتِ الواحدة تلو الأخرى.
فإنْ انقطَعَ حبلٌ منْ حبالِ صلتِك بالله عزّ و جلّ
فتمسَّك بغيرِه جيداً، حتَى يصلُح حالُك، ويزدادُ إلى الله سيرُك وإقدامُك.
لِأُخْبِركَ أمراً يا قُرَّة عيني : إِذا كُنتَ تسير فِي الظّلامِ الدّامِسْ فإِنَّ أيّ نُورٍ مَهْما ضعُفَ وهَجُهُ، كفيلٌ بأنْ يُرشِدَكَ الطّريقَ حَتّى تصِلَ إلَى شمْسِ الدُّنيَا الّتي تُبدّدُ الظُلمَةَ نِهائياً، وكذلِكَ أنتَ وَ قلْبُك، مَهمَا اسْوَدَّ أوْ غفِلْ، وَمهْما أظْلَمَ وَ انطفَأ النّورُ بداخِله، فلَا تحقِرنّ مِنَ المعرُوفِ شيئاً، فقليلٌ مِنَ المعْرُوفِ قادِرٌ علَى تبْديدِ كثيرٍ مِنَ الظُلمَة، ومتى أشرقَ القلبُ يا ولدي بنورِ الله، انطلقت الجوارحُ سعياً في مرضاة الله تعالى.
وَاعْلَمْ أنّ كُلّ طاعَةٍ تُنَادِي أخَواتِها منَ الطّاعَاتِ !
والخيرُ بعضُه يجرُّ بعض، فأنتَ وما تُعوِّدُ نفسَك عليه !
تذكَّر قوله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }، ثُمَّ أسْرِجْ خُيولَك وأطلِقْها يا فتى، فَمِنَ النَّاس مَنْ ميدانه الصَّلاة بالليل، وآخرُ ميدانه الصِّيام، وثالثٌ ميدانه الصَّدقة، ورابعٌ ميدانه كثرةُ ذِكْر الله تعالى، وخامسٌ ميدانه قضاء حوائج العباد، #المهم أَنْ #لا_يبقى_جوادُك يُغلَّفُ بالإسْطَبْلِ.
وكلَّما دعتك نفسُك للتقصير في طاعةٍ أو نافلةٍ أو أيّ عملٍ يُقرّبُك من مولاك، فحدِّثها هَمْساً بقلبكَ أَنَّ هذه العبادة قد تكونُ العبادة الأخِيرة لكِ يا نفسُ فجاهدي، فإِنْ لَمْ تكنْ الأخيرة لكِ فلعلَّها المُنجية فاصْطبري !
وفي الختام يا بُنيّ نتذكَّرُ معاً قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم _فيما رواه مسلم في صحيحه_ : [ أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أَدوَمُها وإِن قلَّ ].
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
سلسلة : { #سألت_شيخي_ 👳♂ }.
جمع وإعداد : عبد الله سنوبر.
https://t.me/SaaltoShekhi
