• عندما طرحت هذا الأمر على رئيسة لجنة البوكر الدكتورة سحر خليفة العام الماضي وأبديت لها استغرابي من وصول أكثر من عمل للقائمة القصيرة قالت إن الاختيار جاء لأعمال صحيحة وليست مثالية ونشرت بعدها آلية عمل اللجنة التي تتمثل بقراءة خمسين صفحة من كل عمل ويتخذ القرار بمواصلة القراءة أو اسقاط الرواية من المنافسة. وهذا تبرير مرفوض جملة وتفصيلاً، فأولا الرواية عمل متكامل غير قابل للاجتزاء فبعض الأعمال تبدأ قوية وتخفت عن الوسط وبعضها تبدأ ضعيفة وتشتد عند الوسط/قريب النهاية والبعض الآخر يواصل طريقة السرد ذاته قوة أو ضعفاً. وبمعنى إن الرواية لا يمكن حدسها حتى الفراغ منها. وثانياً الروايات المشاركة في البوكر هي محدودة للغاية تتراوح ما بين رواية حتى خمسة لكل دار نشر والاختيار يتم لأفضل الأعمال من وجهة نظر الناشر والكاتب والناقد (لكل دار نشر عادة ناقد يطالع النصوص ناهيك نقاد الصحف الذين ينشرون قراءتهم فور صدور الرواية) إضافة إلى القراء ومدى الاقبال على الرواية. نعم، ثمة أعمال تهوي من ناصية المنافسة لأسباب عديدة حتى لو كانت أفضل من غيرها وأهمها ألا تكون جريئة في طرحها الذي لا يتماشى مع التوجه العام لدول المنطقة.
ثمة الكثير من الملاحظات التي لا يسع المجال لذكرها عن جائزة البوكر والجوائز الأُخر ولن أتطرق إليها في مقالات لاحقة فهذه آخر مقالة أكتبها عن روايات الجوائز العربية. ومع ذلك أدعو الكتاب للمشاركة في البوكر أو كتارا أو أية جائزة على أمل أن يقف ’الحظ بجانبهم‘. شكراً للبوكر ولاختياراتها ومفاجآتها فهي أن أخرجت لنا أفضل الروايات حقاً فلها فضيلة وإن أخفقت وأتت بنصوص مهترئة لتفوز بالجائزة فلها فضيلتان: كسبت ود الناشرين والفائزين وخسرت ملايين القراء، وأسقطت آخر وريقات التوت عن الأدب العربي الجميل.
ثمة الكثير من الملاحظات التي لا يسع المجال لذكرها عن جائزة البوكر والجوائز الأُخر ولن أتطرق إليها في مقالات لاحقة فهذه آخر مقالة أكتبها عن روايات الجوائز العربية. ومع ذلك أدعو الكتاب للمشاركة في البوكر أو كتارا أو أية جائزة على أمل أن يقف ’الحظ بجانبهم‘. شكراً للبوكر ولاختياراتها ومفاجآتها فهي أن أخرجت لنا أفضل الروايات حقاً فلها فضيلة وإن أخفقت وأتت بنصوص مهترئة لتفوز بالجائزة فلها فضيلتان: كسبت ود الناشرين والفائزين وخسرت ملايين القراء، وأسقطت آخر وريقات التوت عن الأدب العربي الجميل.