🍀توبة الحر يوم عاشوراء
ولما رأى الحر منطق الحسين و ما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الايام، ونقض الكوفيين لعهودهم وانكارهم للكتب التي أرسلوها للحسين وتتويجهم ذلك بمنعهم الماء عن معسكر الحسين، تأثر بذلك وقرر ترك جبهة الباطل والالتحاق بركب الحسين.فلما أخذ ابن سعد بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من المحرم وتعيين القادة أوكل قيادة بني تميم وبني همدان إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال، فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين ، قال لعمر بن سعد: أي عمر!! أتقاتل أنت هذا الرجل؟! قال: إي والله قِتالاً أيسره أن تَسْقُط الرؤوس وتطيح الأيدي!! قال: أ فما لكم فيما عرضه عليكم رضىً؟ قال عمر: أمّا لو كان الأمر إليّ لفعلْتُ، ولكنْ أميرك قد أبى! فأقبل الحرّ حتّى وقف من النّاس موقفاً ومعه رجلٌ من قومه يقال له قُرّة بن قيس، فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له المهاجر بن أوْس: ما تُريد أن تصنع يابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يُجِبْهُ، وأخذه مثل الإفْكِل (وهي الرَّعْدةُ) فقال له المهاجر: إنّ أمرك لمُريب، والله! ما رأيت منك في موقف قطّ مثل هذا، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عَدَوْتُكَ، فما هذا الذي أرى منك؟ فقال الحرّ: إنّي والله أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك!! جُعلتُ فداك يابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.
🍀وعظه لجيش الكوفة
لم يكتف الحر بالالتحاق بركب الحسين بنفسه وإنما بذل جهداً كبيراً في تقديم النصح للمغرر بهم حينما خاطبهم بقوله: أيها القوم! أ لا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟ فقال عمر: لقد حرصت لو وجدت إلى ذلك سبيلا. فقال: «يا أهل الكوفة لأمكم الهبل «الثكل» والعبر! دعوتم ابن رسول الله (و في رواية): أ دعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه وزعمتم انكم قاتلو أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري، فها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في دينه لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه. فحملت عليه الرجال ترميه بالنبل، فرجع حتى وقف أمام الحسين».
🍀شهادته
لنعم الحر حر بني رياح، و نعم الحر عند مختلف الرماح، و نعم الحر إذ نادى حسينا، فجاد بنفسه عند الصباح.
—قول الحسين عند رأس الحرّ
وبعد أن انهى الحر المهمة والقى الحجّة عليهم طلب من الحسين أن يكون أول المدافعين عنه والمستشهدين بين يديه حيث قال: يا بن رسول الله كنت أول خارج عليك فأذن لي لاكون أول قتيل بين يديك. فتقدم نحو الكوفيين وهو يرتجز ويقول:
إني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف،فبينما هو يقاتل وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه وإن الدماء لتسيل إذ قال الحصين: يا يزيد هذا الحر الذي كنت تتمناه – أي تتمنى قتله-، قال: نعم، فخرج إليه فما لبث الحر أن قتله وقتل أربعين فارساً وراجلا، فلم يزل يقاتل حتى عرقب فرسه وبقي راجلا وهو يقول:
إني أنا الحر ونجل الحر * أشجع من ذي لبد هزبر.
ثم لم يزل يقاتل فشدت عليه الرجال حتى وقع عن الفرس، فشدت عليه الرجال وتكاثروا عليه بين ضارب بالسيف وطاعن بالرمح حتى قتلوه. وقال المفيد: اشترك في قتله أيوب بن مُسَرِّح ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة.
وهناك من يرى أن شهادة الحر جاءت بعد شهادة حبيب بن مظاهر، ففي رواية أبي مخنف: واستمر القتال بعد قتل حبيب فقاتل زهير والحر قتالاً شديداً فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم، شدّ الآخر فخلصه: فقتل الحر، فجاء إليه الحسين ومسح الدم والتراب عن جبينه وهو يقول: «أنت حر كما سمتك أمك، حر في الدنيا والآخرة».
َأَتَاهُ الْحُسَيْنُ وَ دَمُهُ يَشْخَبُ فَقَالَ بَخْ بَخْ يَا حُرُّ أَنْتَ حُرٌّ كَمَا سُمِّيتَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
ولما رأى الحر منطق الحسين و ما سمعه من خطب وكلام للإمام خلال تلك الايام، ونقض الكوفيين لعهودهم وانكارهم للكتب التي أرسلوها للحسين وتتويجهم ذلك بمنعهم الماء عن معسكر الحسين، تأثر بذلك وقرر ترك جبهة الباطل والالتحاق بركب الحسين.فلما أخذ ابن سعد بتجهيز الجيش وتنظيم صفوفة في العاشر من المحرم وتعيين القادة أوكل قيادة بني تميم وبني همدان إلى الحر بن يزيد واستعد الجيش للقتال، فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين وسمع صيحة الحسين ، قال لعمر بن سعد: أي عمر!! أتقاتل أنت هذا الرجل؟! قال: إي والله قِتالاً أيسره أن تَسْقُط الرؤوس وتطيح الأيدي!! قال: أ فما لكم فيما عرضه عليكم رضىً؟ قال عمر: أمّا لو كان الأمر إليّ لفعلْتُ، ولكنْ أميرك قد أبى! فأقبل الحرّ حتّى وقف من النّاس موقفاً ومعه رجلٌ من قومه يقال له قُرّة بن قيس، فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له المهاجر بن أوْس: ما تُريد أن تصنع يابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يُجِبْهُ، وأخذه مثل الإفْكِل (وهي الرَّعْدةُ) فقال له المهاجر: إنّ أمرك لمُريب، والله! ما رأيت منك في موقف قطّ مثل هذا، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عَدَوْتُكَ، فما هذا الذي أرى منك؟ فقال الحرّ: إنّي والله أُخيِّر نفسي بين الجنّة والنّار، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطِّعْتُ وحُرِّقْتُ، ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين ويده على رأسه وهو يقول: اللّهمّ إليك أنَبْتُ فتُبْ عَلَيّ، فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك!! جُعلتُ فداك يابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان، وما ظننتُ أنّ القوم يردّون عليك ما عرضْتَه عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علِمْتُ أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركِبْتُ منك الذي ركِبْتُ وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعْتُ فترى لي ذلك توبةً؟ فقال له الحسين (ع): نعم يتوب الله عليك، أنت الحر في الدنيا والآخرة.
🍀وعظه لجيش الكوفة
لم يكتف الحر بالالتحاق بركب الحسين بنفسه وإنما بذل جهداً كبيراً في تقديم النصح للمغرر بهم حينما خاطبهم بقوله: أيها القوم! أ لا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟ فقال عمر: لقد حرصت لو وجدت إلى ذلك سبيلا. فقال: «يا أهل الكوفة لأمكم الهبل «الثكل» والعبر! دعوتم ابن رسول الله (و في رواية): أ دعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه وزعمتم انكم قاتلو أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري، فها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في دينه لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه. فحملت عليه الرجال ترميه بالنبل، فرجع حتى وقف أمام الحسين».
🍀شهادته
لنعم الحر حر بني رياح، و نعم الحر عند مختلف الرماح، و نعم الحر إذ نادى حسينا، فجاد بنفسه عند الصباح.
—قول الحسين عند رأس الحرّ
وبعد أن انهى الحر المهمة والقى الحجّة عليهم طلب من الحسين أن يكون أول المدافعين عنه والمستشهدين بين يديه حيث قال: يا بن رسول الله كنت أول خارج عليك فأذن لي لاكون أول قتيل بين يديك. فتقدم نحو الكوفيين وهو يرتجز ويقول:
إني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف،فبينما هو يقاتل وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه وإن الدماء لتسيل إذ قال الحصين: يا يزيد هذا الحر الذي كنت تتمناه – أي تتمنى قتله-، قال: نعم، فخرج إليه فما لبث الحر أن قتله وقتل أربعين فارساً وراجلا، فلم يزل يقاتل حتى عرقب فرسه وبقي راجلا وهو يقول:
إني أنا الحر ونجل الحر * أشجع من ذي لبد هزبر.
ثم لم يزل يقاتل فشدت عليه الرجال حتى وقع عن الفرس، فشدت عليه الرجال وتكاثروا عليه بين ضارب بالسيف وطاعن بالرمح حتى قتلوه. وقال المفيد: اشترك في قتله أيوب بن مُسَرِّح ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة.
وهناك من يرى أن شهادة الحر جاءت بعد شهادة حبيب بن مظاهر، ففي رواية أبي مخنف: واستمر القتال بعد قتل حبيب فقاتل زهير والحر قتالاً شديداً فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم، شدّ الآخر فخلصه: فقتل الحر، فجاء إليه الحسين ومسح الدم والتراب عن جبينه وهو يقول: «أنت حر كما سمتك أمك، حر في الدنيا والآخرة».
َأَتَاهُ الْحُسَيْنُ وَ دَمُهُ يَشْخَبُ فَقَالَ بَخْ بَخْ يَا حُرُّ أَنْتَ حُرٌّ كَمَا سُمِّيتَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ